هنية ناجيم
الحوار المتمدن-العدد: 4369 - 2014 / 2 / 18 - 21:30
المحور:
الادب والفن
من شدة الإزدحام الذي أحدثته أفكاري يحتار قلمي بخصوص من منها سيكتب اللحظة. وعجز عن ترجمة بعضها إلى معاني من شدة إفتتانه بها. فغوغاء دهشته تعيق إنهاء العبارات بكل مثالية، وتقارع كؤوس شهد المعاني أغرت مسامع الإبداع بي بأن تشرب خمرها حد الثمالة.
.. تاه لوهلة، لكنه سرعان ما عاد له الوعي؛ لأنه قد اعتاد على سكر المعاني بي. لكن وجع ما بعد الثمالة كان قاسيا، إذ كان على قلمي الإستفراغ حتى يرجع إلى حالته الطبيعية بكل هدوء وبعيدا عن التشويش، وكان منه هذه الخاطرة: " أنت يا ساحرة، لم يتفوق عليها سحرا، أي واقع أو خيال! أنت، يا أرض الهوى! من أين لك كل هذه الجاذبية التي تجعل كل وعي يطفو بعيدا عن رشده ويدور حول كلك؟ ألم يخرجك أحد القلوب، كالشهب النافقة، عن مدارك؟ تقاتلت كل أقمار الإفتتان لتنير درب الليل بك. لكنك في غنى عن كلها، إذ تكسرين كل قواعد الليل بكوكبك، وتنامي مشرقة الغواية! وتغتصبين، بكل شرعية، وهيج الشمس وحرارتها بحمرة خديك، وتختصرين حدود وسع السماء في عينيك، وأغصان أهدابك تتمايل على هبوب رياح الهوى التي تحوم حولك، ويبرق عند طرفك بها كل جمال! أحيانا تفيضين كرما، وأحيانا تتصحر أماني الهوى على عتبة مقلتيك! يقشعر بدني كلما إقترب منك لتجمد قطب نظراتك بكل صقيع الكبرياء والسمو، فيجن جنون كل العقل بقلبي من هواك، ويسجن مع ضحاياك في عنبر اليائسين من وصلك!".
#هنية_ناجيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟