حركة حماس والانفصال

عدنان الأسمر

الحوار المتمدن-العدد: 4369 - 2014 / 2 / 18 - 20:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حركة حماس والانفصال
مضى على انفصال قطاع غزة عن الضفة الغربية ما يقرب من سبع سنوات وتعتبر هذه من الحالات النادرة في تاريخ نضال الشعوب لنيل استقلالها فقد شهدت بعض حركات التحرر انقسام الإقليم وتشكل سلطتين واحدة عميلة للمستعمر والأخرى تدافع عن حقوق الشعب أما أن ينقسم الإقليم وتتشكل سلطتين بينهما تنافس على المقاومة والحرص على مصالح الشعب فهذه من الحالات النادرة في تاريخ التحرر الوطني سيما وان الانفصال والحكومتين تقعان تحت الاحتلال وقد أدى الانفصال إلى نتائج كارثية على المشروع الوطني وأهمها :
* أحدث الانفصال انقساما عموديا وأفقيا بين أبناء الشعب في الضفة والقطاع والشتات وأعاق حركة المواطنين بين الضفة والقطاع وحال دون استفادة أبناء الضفة من المنافذ البحرية والطرق البرية إلى مصر كما منع أبناء القطاع من الاستفادة من الطرق البرية إلى الأردن ومنه إلى دول العالم واحدث فصلا بين المواطنين مما غيب عنصراً هاماً في النضال الوطني وهو وحدة الشعب بكل مكوناته.
* حال الانفصال دون حركة انسياب السلع والخدمات والعمالة مما عمق أزمة الاقتصاد الفلسطيني وساهم في ارتفاع نسب الفقر والبطالة والركود وحرم حكومة مركزية موحدة من عوائد الدخل المحلي ومنع إمكانية التكامل الاقتصادي والتجارة الداخلية وتطبيق سياسات إنمائية تخدم مصالح الشعب وتوفر شروط الحد الأدنى للصمود أمام اقتصاد الاحتلال وخاصة صادرات المستوطنات.
* منع الانفصال إمكانية تطبيق القوانين مما ألغى مبدأ وحدة التشريع والعدالة والمساواة في التطبيق وأتاح فرصة التعسف في ممارسة الحكم وجعل قسم من المواطنين في الضفة مطلوبين للسلطة نتيجة تأيدهم لحماس وقسم آخر مطلوب لسلطة غزة نتيجة تأييدهم لسلطة رام الله وفي كثير من الأحيان كانت تمارس بحق المعارضين أبشع أشكال التعذيب مما أدى لوفيات عديدة.
* احدث الانفصال ضررا كبيرا في عناصر تكوين الدولة وهو وحدة الأرض ووحدة المواطنين ووحدة السلطة الساسية التي تمارس السيادة وهذا يتناقض مع أحكام القانون الدولي العام بخصوص مسألة الاعتراف فكيف يمكن الاعتراف بدولة فلسطينية وعناصرها الثلاث منفصلة ومنقسمة كما أن الانفصال ألغى مبدأ وحدة الأرض والشعب والأهداف فقد أصبحت فلسطين التاريخية تقع تحت ثلاث سلطات والشعب منقسم في ثلاث كيانات سلطة الاحتلال وسلطة رام الله وسلطة غزة مما يفرض علينا جميعا أن نتنازل لبعضنا ونصل إلى توافقات وألا يغيب التناقض الأساسي عن سياساتنا ومواقفنا لكي يتمكن اللاجئون من العودة وتتحرر أرضنا من الاحتلال الصهيوني النازي وتظل القدس سيدة الأرض والقبلة الأولى.

#عدنان_الأسمر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات