من اين اتى (اليقين) العربي الاسلامي؟

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 20:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

من اين اتى (اليقين) العربي الاسلامي؟
تبدو هذه الكلمة القرآنية البريئة عربية لعامة الناس سواء كانت متدينة ام لا و لكن عيون الملم باصل اللغات قادرة على كشفها رغم انها ابتعدت عن اصلها بسبب التغيرات التي طرأت على المعنى واستعارتها عبر الارامية (يقونا) و لانها استعارة قديمة جدا نجدها ايضا في الشعر العربي القديم. لننظر اولا لمعنى الكلمة في القرآن:

اولا اليقين هو الاقتناع بشيء ما نتيجة العلم و المعرفة او الاحاطة بشيء لذا اليقين هو الشيء الاكيد او العلم الاكيد: و ما قتلوه (المسيح) يقينا اي لا يستطيعون ان يتأكدوا بانهم قتلوه. حتى يأتيك اليقين– بنبأ يقين – حق اليقين اي الحقيقة المطلقة الاكيدة - علم اليقين.

كلمة اليقين هي دون ادنى شك يونانية الاصل من eikon قارن الانجليزية icon رمز / صورة او (ايقونة) عند تعريبها (لاحظ التشابة بين لفظ الكلمتين: ايقونة و يقين) راجع: قاموس القرآن لـ Arne Ambros و كتاب الدخيل في القرآن لـ Arthur Jeffery. دخلت الكلمة الانجليزية عبر اللاتينية. اليونانية eikon تعني صورة او رمز او التشابه / الشبه. دخلت الكلمة الى الارامية على شكل yqona قارن ايضا السريانية yuqna. تطور المعنى في الارامية ايضا الى ميزة او صفة. لربما اشتقت اليونانية بالاصل من اسم علم.

و لكن كيف تغير المعنى في العربية الى القناعة و اليقين؟ قارن ايضا كيف يستعمل القرآن كلمات اخرى بنفس المعنى : لا ريب فيه. هناك علاقة بين الرمز و الصورة و الحكمة الالهية الى ان اصبح لكلمة eikon معنى ديني خاصة في المسيحية لاوجه التشابه بين الرمز الالهي و الحكمة الالهية وطبعا لا ريب في الحكمة الالهية لان فيها اليقين. اليقين هو رمز المسيحية الشرقية.

و اليوم بدأت برامج الكومبيوتر باستعمال icons رموز و صور لتسهيل استعمالها لان الصورة اسهل من النص و طبقت GUI اي graphical user interface. لقراءة المزيد عن هذه الكلمة المهمة راجع ايضا:
http://en.wikipedia.org/wiki/Icon
هناك ايضا مصادر اخرى عن الكلمة اليونانية يمكن ايجادها على الانترنيت.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات