توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 1241 - 2005 / 6 / 27 - 10:44
المحور:
القضية الفلسطينية
انهم يسرقون الوطن.. وفي وضح النهار..!!
توفيق الحاج
ليس غريبا ولا مستهجنا أن يقوم الاحتلال بنهب متواصل ومنظم لمياهنا ورمالنا وصخورنا في الضفة الغربية وقطاع غزة ولكن الغريب والمستهجن أن يقوم نفر من بيننا بنهب مشابه وبصمت ان لم يكن تواطؤ بعض الأجهزة المسئولة في ظل حالة الفلتات التي نعيشها..!!
الاحتلال نهب ولا يزال ينهب وسيظل ينهب مياه غزة ورمالها ويضخها إلى مستوطناته وتجمعاته في محيط قطاع غزة وبئر السبع حتى رحيل آخر جندي من قواته ولكي ندرك حجم ما يسرقه الاحتلال فيكفي أن نقول انه لم يعد في القطاع أي بئر يضخ مياه عذبة من سنوات وأن المياه الموجودة حاليا لم تعد صالحة لشرب الحمير فما بال " البني آدمين.."!!
وأن قطاع غزة بكامله يعيش على المياه المفلترة من أجهزة بيتية صغيرة للقادرين أو من مياه الشركات الخاصة والمؤسسات الخيرية لغير القادرين وتصوروا حال ما يقرب من مليونين من سكان القطاع إذا توقفت الكهرباء مثلا لمدة أسبوع فقط عن أجهزة الفلترة..!! إننا فعلا أمام قنبلة كارثية يمسك بصاعقها الإسرائيليون
أما بالنسبة للرمال المنهوبة فحدث ولاحرج فالاحتلال يسرق رمالنا الصفراء ويجر الكثبان والسوافي المخملية التي خبأنا فيها أحلامنا منذ عشرين عاما عبر أسطول بري من الشاحنات الضخمة إلى منطقة النقب الغربي وقد ازدادت وتيرة السرقة مع قرب الانسحاب المتوقع بعد شهرين لتصل إلى معدل شاحنتين كل دقيقة ولكم ان تتخيلوا حجم المنهوب من رمالنا في كل ساعة ويوم وشهر..
ولكم ان تسألوا كذلك أحد سكان المواصي عن كثبان الرمل التي لم يعد لها وجود مما يهدد بأخطار بيئية محتملة نتيجة للخلل الطبو غرافي الذي أحدثه الاحتلال البغيض في المنطقة
ان ما يؤلم حقا أن تكون هناك وفي نفس الوقت سرقة مشابهة وحقيرة وممن..!!
من نفر انتهازي بيننا على استعداد لبيع مايمكن بيعه من عرضه وشرفه مقابل المال والذهب ولسوء الحظ انهم يجدون من يسهل لهم هذه المهمة القذرة مقابل اقتسام الغنيمة..
انهم يسرقون رمال الوطن من الجهة الأخرى للمستوطنات ويخبئونها في أراض مستأجرة لهذا الغرض لبيعها إلى المواطن الغلبان بأسعار مضاعفة تصل أحيانا إلى 500شيكل لحمولة الشاحنة الواحدة
والسؤال ..هل يعلم المسئولون الشرفاء بما يجري ..أم لا..؟!! فان كانو يعلمون فتلك مصيبة وان كانوا لا يعلمون فالمصيبة أعظم..!!
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟