|
البداوة وتأثيراتها
طه الوائلي الجزائري
الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 16:49
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
إن ظاهرة الإرهاب التي تضرب البلاد العربية في هذه الفترة الحرجة، لتدعو الباحث العربي النزيه، والقارئ الطلعة ،أن يبحث في إخلاص ، وبمنأى عـن العواطـــف الجياشة، والخطب الحماسية التي اغــرقت قضايا الوطن ،في أضابير التاريخ ومظان التراث، لعله يجد تفسيــــرا للظاهرة ، او تعليلا لهذه الأوصاب التي يأن منها المجتمع، اكثرمن غيره من بلاد المعمورة. لقد حاولت أن أقرأ في إمعان الخط البياني للتاريخ العربــي ، فوجدت أن الإ ستبـداد، والأسطورة، ومظاهر الإرهاب كامنة في بنائه العقلي ، فقد نشأ منذ بدياته على الطغيان ،والغطرســة الهائجة ، وقبل أن نلج هذا الموضوع، المدلهم ،لا بأس ان نلقي نظرة سريعة على آراء علماء العرب وعلى رأسهم ابن خلدون، الذي شخص الشخصية العربية وماإنطبعت به، فيورد في مقدمته الشهيــرة رأيا جريئا ألب عليه الأصدقاء قبل الأعــداء ، وهذا بنصه وفصه:
"فصــل في ان العرب إذا تغلــبوا عــلى أوطاون أسرع إليهـــا الخراب ، والسبب في ذلك أنهم أمة وحشية بإستحكــام عـوائد التوحش وأسبابه فيهم ، فصار لهم خلق وجبلة وكان عندهم ملذوذا لمـا فيه من الخــروج عن ربقة الحم، وعدم الإنسياق والإنقياد للسيــاسة، وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له ، فغاية الأحوال العادية كلها عندهم الرحلة والتغلب، وذلك مناقض للسكــون الذي به العمران ومنافله" إلى أن يقــول رحمة اله عليه" وايضــا فهم متنافسون في الرياسة، وقل أن يسلم أحد منهم الأمر لغيره ولوكان أباه أوأخاه، اوكبير عـشيرته إلا في الإقل وعــلى كره من أجل الحياء فيتعدد الحكام ،منهم والأمــراء، ونختلف الأيدي على الرعية في الجباية والأحكام ، فيفسد العمران وينقضــي. قال الأعــرابي الوافد على عبد الملك لما سأله الحجاج ، وأراد الثناء عليه عنده بحسن السياسة والعمران، فقال : تركـته يظلم وحده" "فصــل في ان العرب إذا تغلــبوا عــلى أوطان أسرع إليهـــا الخراب ، والسبب في ذلك أنهم أمة وحشية بإستحكــام عـوائد التوحش وأسبابه فيهم ، فصار لهم خلق وجبلة وكان عندهم ملذوذا لمـا فيه من الخــروج عن ربقة الحكم، وعدم الإنسياق والإنقياد للسيــاسة، وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له ، فغاية الأحوال العادية كلها عندهم الرحلة والتغلب، وذلك مناقض للسكــون الذي به العمران ومنافله" إلى أن يقــول " وايضــا فهم متنافسون في الرياسة، وقل أن يسلم أحد منهم الأمر لغيره ولوكان أباه أوأخاه، اوكبير عـشيرته إلا في الإقل وعــلى كره من أجل الحياء فيتعدد الحكام ،منهم والأمــراء، ونختلف الأيدي على الرعية في الجباية والأحكام ، فيفسد العمران وينقضــي. قال الأعــرابي الوافد على عبد الملك لما سأله الحجاج ، وأراد الثناء عليه عنده بحسن السياسة والعمران، فقال : تركـته يظلم وحده" في هذا النص الذي إنتخبناه من المقدمة تشخيص دقيق وتحليل شامل للشخصية العربية ، وما تتميزبه من ضروب العدوانية، والجبروت، وهو يقصد البدو والبداوة التي سيطرت عليهم، وسرت في دمائهم ، والحقيقة أن كل الشعوب والحضارات عبر العصورالموغلةفي القدم، ‘عرفت هذا النمط ،ولكن ظلت مخالبها ناشبة في العقل العربي مع الأسف،و لقد كان للبيئة العربية ومحيطها الذي تغلب عليه القساوة والوحشة، أثر بالغ في تكوين هذاالعقل عبر التاريخ ، بل لايكاد المرء يجيل البصر في كتب الأدب والتراث العربي بصفة عامة ، حتى تقفز أمام ناظريه، صورشاحبة للوسط الإجتماعي، وحسبنا أن نلقي نظرة في كتاب المخصص لأبن سيده الذي حاول أن يجمع فيه الكلمات المتعلقة بوضوع واحد حتى تتجلى لنا الصورة بشكـــــل جلي. لقد أفرد هذا اللغوي للأبل التي هي كل عدة البدوي والعربي في صحرائهم176 صفحة، بينما خصص للسفينة أقل من 7 صفحات، وبعبارة البحاثة العربي أحمد أمين في كتابه فجرالإسلام " إن الكلام على الإبل أخذ نحو جزء من أجزاء الكتاب السبعة عشرة ... وفي مجال المعنويات، فكلمات السرور واللهو واللعب والمزاح أقل من كلمات البؤس والقتال والحرب والويلن ألم ترى تفننوا في الداهية ،فصاروا يختعون لها من الأسماء ما أتعب اللغويين؟ جمع حمزة من أسمائها مايزيد عـلى أربعمائمة. " ولقدورد في القرآن حديث عن الأعراب ، وغلظتهم وجفائهم ونفاقهم في قوله تعالى: قالت الأعراب آمنا قل لمتؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا، ولما يدخل الإيمان في قلوبكم" ، ولا غرابة أن نجد العربي الذي سكن الحواضر، يسترذل كلمة أعـرابي فإذا قيل له يا أعرابي ، غضب ونفـر ، ومايلاحظ عليه في هذا الصدد، تأصل الفردية والأثرة في نفس الأعرابي، جاء في الحديث النبوي عـن ابي هريرة أنه قال: قام رسول الله (ص)إلى الصلاة وقمنا معه فقال أعرابي في الصلاة :" اللهم إرحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحـــــــــــدا" ومع كل هذا فالذي يقرأ بعض كتب الأدب العربي ، قديمها وحديثها، يجد تفنجا قبيحا، وتشدقا يصك المسامع ، من أن العربي يتفوق في المطلق على الأجناس الأخرى ، فضيلة ن ومكرمة، كالذي ورد في كتاب العمدة لأبن رشيق الأندلسي من أن " العرب أفضل الأمم ، وحكمتها أشرف الحكم " ولا ريب أن هذه الآراء لاتختلف في قليل أو كثير عن الآراء والأحكام التي يتب جبها دعاة العنصرية من الجنس الآري، وكثيرا ما يتجدد هذا الحديث ي دوائر الحكم ، ووالقيادة،وفي المجادلات السياسية ، ونتريات المنابر الحماسية، وفي الحق ان العربي عرف في تاريخه ضروبا من الغطرسة والإستبداد ، والإرهاب بكل صوره وأشماله، ولا أرى غضاضة ان نعرض نماذج وأمثلة تثيبت هذا الأمـر. لقد قيل في أسباب المثل العربي القائل" "اعـز من كليب وائــل " أن هذا الرجل بلغ شأوا عظيما في شبه الجزيــرة ، حيث أنه لايقـرب حماه أحد ، ثم ينادي بين القوم أن حيث بلغ عــواؤكلبه كان حمى لا يرعى فيه، وكان منعـزه لايتكلم أحد في مجلسه، ولذلك قال أخوه المهلهل بعـد مــوته : نبئت أن النــار بعدك أوقــدت واستتب بعدك ياكليب المجلــــــــس وتكلموا في أمركل عظيمة لوكنت شاهد أمرهم لم ينبســـــــــــوا وهل أتاك حديث الشاعر عبيد بن الأبرص الذي استشفع لقومه؟ جاء في تاريخ الأدب العربي أن حجربن الحارث كانت إتاوة على بني أسد فتمردوا عليه ، وضربوا جباته ، فأرسل غليهم كتيبة من الجند أعملت فيهم السيف، واستباحت ديارهم ، وأسرت رجالهم فأخذ يقتلهم بالعصــا كارها أن يقتلهم بالسيف، فأطلق عليهم يومئذ عبيد العصا، وهنــا جاشت نفس الشاعر بقصيدة يستشفع فيها ، ويستسمح هذا الحاكم المتغرس . من أمثلة التجبر بأرذل صوره ما يروى عـن حكم عمليق الذي كان يحكم طسم جديس، وخلاصته أنه اعطى أمرا لأذياله بألا تزف فتــاة من قبيلةجديس حتى يدخل بهـــا، ولما طفح الكيل ، وبلغ السيل الزبى جرأت فتاة دعى عـفيرة ، داعية قومها إلى إغاثـتها وإنقاذهــا من بتراثن هذا الحيوان الكــاسر قائلة : أيجمل ما يؤتى إلى فتياتكم وأنتم رجال فيكم عدد الـرمــل و أن أنتم لم تغضبــوا بعدهذه فكـــونوا نساء لا *تعاب من الكحل فبعدا وسحقا للذي ليس دافعا ويختــال يمشي بيننا مشية الفحـــــــل
#طه_الوائلي_الجزائري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في مسألة تفسير القرآن الكريم تفسيرا علميا وفق النظريات .. ال
...
-
في مسألة تفسير القرآن الكريم تفسيرا علميا وفق النظريات
المزيد.....
-
شركتا هوندا ونيسان تجريان محادثات اندماج.. ماذا نعلم للآن؟
-
تطورات هوية السجين الذي شهد فريق CNN إطلاق سراحه بسوريا.. مر
...
-
-إسرائيل تريد إقامة مستوطنات في مصر-.. الإعلام العبري يهاجم
...
-
كيف ستتغير الهجرة حول العالم في 2025؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي في عملية إطلاق ن
...
-
قاض أمريكي يرفض طلب ترامب إلغاء إدانته بتهمة الرشوة.. -ليس ك
...
-
الحرب بيومها الـ439: اشتعال النار في مستشفى كمال عدوان وسمو
...
-
زيلينسكي يشتكي من ضعف المساعدات الغربية وتأثيرها على نفسية ج
...
-
زاخاروفا: هناك أدلة على استخدام أوكرانيا ذخائر الفسفور الأبي
...
-
علييف: بوريل كان يمكن أن يكون وزير خارجية جيد في عهد الديكتا
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|