أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال طعمه - زي السحر















المزيد.....


زي السحر


امال طعمه

الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 14:11
المحور: الادب والفن
    


زي السحر(كالسحر)..

زي السحر ..هكذا قالت ابنتي عندما رأت أن أخيها الصغير قد هدأ روعه فجأه، وذهب كل غضبه وصخبه بينما كنت أحاول ربط حزام الأمان له في المقعد المخصص له في السيارة
بعدما قلت له (أسلوب تهديد عاطفي ربما!) ما بصير بزعل جدو(الجد)! نجحت هذه المحاولة بعد كل المحاولات البائسة بإفهامه بضرورة وضع الحزام!لم يقتنع سوى بالحب ولو عبر التهديد!
انه يحبه، يحب جده وجده يحبه !

زي السحر حقا! فأنا نفسي لم أتوقع أن ذلك التهديد ينجح! ربما يكون الأسلوب خاطئا لست أدري ولكن لم يقتنع بغيره! وأنا حينها لم أترجى شيئا سوى أن يهدأ ويجعلني أضع له الحزام ،حزام الأمان!

كانت ابنتي الصغيرة تخبأ لي مفاجأة حلوة وتطلب مني إغماض عيني وأنا العائدة من عملي منهكة ومحبطة بسبب وبدون سبب !
عندما أفتح عيناي لأجد شهادة تفوق أكاديمي باللغة الانكليزية!وهي بالصف الأول الإبتدائي مازالت!
نعم تفوق أكاديمي بسيط بالنسبة للبعض، ولكنه أفرحني أكثر من فرحتي بنفسي حين تخرجت وتفوقت وكان ذلك منذ زمن بعيد!
زي السحر.. فقد نسيت كل همومي فجأة لأجد ان الحياة مازالت تبتسم لي عبر فرحة كبيرة في عينين حلوتين صغيرتين!هما أغلى من الحياة نفسها عندي!

ذلك اليوم عندما انتهى إلى ليله وحان موعد رقاد الجسد ..وضعت رأسي المثقل بالأفكار.. على الوسادة وابتسامة صغيرة على شفتاي وأنا أتذكر كلام ابنتي
..زي السحر وأتذكر شهادة ابنتي وفرحتها الكبيرة بشهادتها الصغيرة!
وتذكرت أشياء صغيرة قديمة ..حلوة..مضت..وزاد ابتسامي بيني وبين نفسي.. وتمتمت لنفسي: زي السحر..
تلك الأشياء الصغيرة نسعد عندما نراها ونحس بها تفاصيل بسيطة أحيانا نراها كالمسلمات ..تلك الأمور العادية زي السحر هي حقا ، وكانت هنالك افكار كثيرة!
فكان لابد ان أنهض لأدون تلك الافكار وتلك اللحظات!
زي السحر بدلا من الاستسلام للنعاس ،انتفض الجسد من تعبه ونعاسه ولبى نداء الفكر، وراح القلم يكتب!

أمر عادي أن يكبر الأنسان ويتزوج ويصبح لديه عائلة تكبر مع الأيام ويكبر هو معهم ويجدهم افترقوا عنه هم الذين كانوا صغاراً جداً بين ذراعيه أصبحوا فجأة
نعم فجأة - وهل السنوات القليلة هذه كثيرة!- فجأه أصبحوا يفقهون أكثر منه ويعرفون في الحياة مالم يعلم وما لم يخطر له على بال!إفترقنا عن أهالينا أو هم افترقوا عنا كل له مشواره في الحياة..
لم نكن أن نظن ان هنالك لحظات كانت زي السحر ظننا فقط أنها لحظات اعتيادية، وأقل من عادية لنتذكرها اليوم بشوق وحنين,,تلك اللحظات كانت زي السحر.

زي السحر كلها حياة الإنسان..

يولد ببكاء الفرح والدهشة .. وينتهي ببكاء... بكاء الحزن والفراق والألم الذي لا ينتهي!
لكن السحر لا ينتهي في هذه الدنيا..
ترى كم موقف نراه في حياتنا ولانعي أنه زي السحر؟؟
كل لحظة صغيرة فيها من السحر ما لا نعلم ..
كل لحظة حب فيها سحر أبدي ..
كل نظرة عشق هي سحرية.. لايضاهيها في سحرها وروعتها أي شيء.. وأول نظرة وأول التفاتة.. أول قبلة..

فرحة أم بوليدها بعد كل الألم ..بعد طول انتظار..لحظة ما نرى تلك العينين المغمضتين وتلك الأصابع الصغيرة..
زي السحر لما تحين ساعة الولادة وتشتد الألام وتشتد الانقباضات! وتصبح الثواني التي تمر وكأنها دهرأ من الوجع!
ومن بعدها تبتسم الشفاه وبريق يلمع في العينين، وتوهج وحب وفرح، أين ذهب الألم ؟ زي السحر..

دهشة أب اصبح أبا لأول مرة.. ترى كيف يكون الأب! لحظة اندهاش وحب مباغت..مشاعر أكبر من اللحظة نفسها وهو يحمل طفله لأول مرة ..ليصبح أبا فجأة ..لحظة زي السحر..

تلتفت الزوجة لزوجها فترى نظرة اعجاب لم تظن أنه مازال ينظر اليها بعد كل سنين بإعجاب! إنه إعجاب الحب!
بعد كل التعب وكل الحزن..نظرة حلوة ..ياليت هنالك الكثير منها!..تجتاح العواطف قلبها ليعود ويدق بالمشاعر ..وتشرق شمس الحب التي غابت في عينيها من جديد.. لحظة ماذا تكون ؟ انها زي السحر.

زي السحر ..لما تتفاجئ احداهن بحفلة بمناسبة عيد ميلادها أقمنها زميلاتها بالعمل ،فيتحول شعور الخيبة والوحدة الى أمل وفرح...
حتى ولو بعد انفضاء تاريخ عيد ميلادها ! هنالك أشخاص يهتمون ولو بعد حين! زي السحر.

زي السحر ..لما أطل قبل نومي على أطفالي لأراهم نائمين مطمئنين ..كالملائكة.. فيهدأ قلبي ..وتقر عيني..

زي السحر ..حين تظن ان لا أحد يهتم بك وفجأة يرن الهاتف ويكون المتصل من تريد! زي السحر
فيصير فصل الخريف ربيعاً وتتفتح الورود ويزهر الحب في الأعين ويدق القلب أكثر، يا ليت المكالمة تطول! يا ليت اللحظة تعود..إنها زي السحر!

امرأة فاضلة تغضب من زوجها الصالح بحق أو بغير حق! فتطول الساعات عليها قبل أن يطبع قبلة على جبينها ! قبلة محبة وأسف وندم أم قبلة اعتراف بذنب لم يرتكبه ربما!
فيذهب الغضب وتطل المحبة ..زي السحر تلك الأشياء الصغيرة ..نستكبر أن نفعلها وهي أجمل مافي الكون!
فإن تأخرت تلك القبل وتلك النظرات المليئة بالحب،سيذهب السحر وتأتي مشاعر أخرى كئيبة! تنقص من سحر الحياة يوما بعد يوم!

هناك في غرفة صغيرة في مستشفى كبير يعج بالمرضى البائسين، هناك ترتفع الصلوات وتسجد الركَب وتتعلق القلوب برجاء صغير .. أو بمعجزة كبيرة!
..تمسك الأصابع بحنان بيد شاب غاب عن وعي الحياة! تتمسك تلك الأصابع بيديه.. تطبع قبلة على يديه.. تخبره بأنها تريده أن يعيش! وتدمع الأعين .. وفجأة يختلط الحزن بالفرح، اليأس بالأمل .. لقد حرك أصابعه..وبعدها فتح عينيه..
والتفت لكأنما الحياة التفتت مرة أخرى اليها تلك الأم المسكينة! تبتسم الشفاه بخوف والذراعان تريدان العناق ..لكن بعد حين!..هي اللحظة هذه أتت! ماذا تكون؟ اليأس ثم الأمل! إنها..زي السحر.

فهل استجاب الرب للصلوات أم استجاب للحب!

في غرفة مجاورة أعتم ليل عليها رغم ضوء النهار! وانفلت الأنين والنواح! مشهد النهاية دوما حزين! كان هناك فصلا أخر من مسرحية تراجيدية تتكرر كل يوم! يودع أحد ما شخصاً عزيزاً !
إنها لحظات تمر ..يتسرب منها السحر ..يلقي بفنونه بعيداً..فاللحظة الأن لحظة وداع .. لحظة حزن ليس له نهاية.. ما دمنا في هذي الحياة! تبقى الحياة لغزاً والموت لغزاً ومابعده لغز أكبر..
لكن هل ينتهي السحر؟ مازال في عالمنا يبعث العاطفة ..ويزيد من الامل!

زي السحر كانت الحياة .. كنا أنا وأخوتي نجلس على المائدة كلنا في وقت واحد..ذاك كان منذ زمن بعيد..تحضر الأم أطباقها الشهية! لم يكن هنالك أطباق فاخرة.. من الطعام !
كانت أكلات بسيطة محضرة بالحب لمسات بسيطة تضفي نهكة خاصة على كل ما كانت الأم تفعله!..
لم نكن نعلم أو ربما علمنا وتغافلنا عن حنية تلك اللحظات ! وطعم تلك الاكلات وتعليق ساخر من أحدنا يستدعي الضحكات!
راحت تلك اللحظات منذ زمن ..وغابت أكلاتنا البسيطة !غابت النكهة!وغابت الأم عن هذي الحياة!
كانت اللحظات تلك زي السحر ..في عيني أم ترى الحياة باختصار في لمة أطفالها حولها! نعم أطفالها هم وإن غدوا شباباً!
انقضت تلك اللحظات لكن مازال عبقها يملأ الوجدان مازال هناك سحر!

سحر من نوع أخر يأخذك للبعيد الى حيث الحب والحنان الذي لاينتهي الى أحضان اشتقت لها في خيالك! يطوف السحر بك في عالم أخر تظنه حقيقة! ويداعب السحر العيون
ويمس السحر ذكرياتك فتنهض في حلم تحب أن لاينتهي ! لتظل تلك العناقات وتلك القبلات حقيقة! وبعض من الدمع يسيل إذ أن الحلم بقي حلماً وأما الواقع فشيء أخر!

نحتفل بسحر تلك اللحظات دون أن نعلم كل يوم وكل دقيقة تمر نحِنُ فيها إلى ما مضى! وكأننا نريد إعادة كل المشاهد التي ذهبت ،فهل لو عادت سنعرف سحرها حقا!
زي السحر ..شاب متيم بفتاة الكل يراها لا تناسبه! يحكمون بأعينهم وينسون عيني الحب! تمر الأيام ويظن من حوله أنه نسيها ونسي الحب!
ليجدوا أملهم قد خاب وأنهما هو وهي لم يزلا أحباب ،رغم الفراق رغم المحن ورغم الصعاب، تصرخ احداهن ..إنه سحر؟
انه سحر ..من نوع أخر فهل عنت ذلك حقا ؟أم قصدت بقولها الخزعبلات!!

زي السحر حينما نزيد الهموم ونرى الدنيا سوداء والحياة بلا معنى ونشعر بعدم التقدير ونرى كل الصور بعدسة سوداء لتبعث فينا من جديد نسمة الأمل ونعشق الحياة عبر موقف صغير بسيط
ربما ليس له معنى! فنريدها أن تطول تلك الحياة، آهٍ لو تطول أكثر! ونرى أولادنا من حولنا يكبرون ويصلون لمبتغاهم، أليس هم منا ونحن منهم.. أليسوا هم امتدادنا بغض النظر عن تشابههم أو اختلافهم عنا !..
نراهم بعد عناء يوم طويل ليزول الهم حين تسمع صراخ أصغرهم وتراه يجري للقياك ويناديك أمي ..أبي.. فتصبح الدنيا أجمل والحياة أحلى والعالم بسيط أحاسيس ومشاعر.. عناق وقبل.. لحظات زي السحر
تمر بنا ولا ندري كم كانت حلوة وغالية تلك اللحظات !
ذاك ان كل يوم يمر ستقل القبل وتقل العناقات وستقل الضحكات التي عشقناها! ربما يظل بعض من الابتسامات ولربما بعض من الغضب !بسبب او بدون سبب!

زي السحر حين تتذكر ابنتي الصغيرة جدتها(تيته) وقد فارقتها في عمر لا يذكر الطفل منه إلا ما قل من المشاهد!
وتتذكر في مخيلتها الصغيرة شيئاً عادياً تراه كبيراً! تتذكر فستاناً وردياً أهدتها إياه ذات يوم وأنا لا أذكره!
لتبتسم شفاها وهي تتذكر المشهد ! وكأنها عاشته اليوم!

زي السحر..حينما يذهب جسد الإنسان في رحلته الأخيرة ..ونظن أنه ذهب بكل ما احتوى ! ليبقى منه أعظم شيء، فقط...الحب!

هل هنالك أعظم من ذاك السحر! سحر الحب !
الحياة كلها سحر ..فهل لنا أن ندرك فنونه! هل لنا أن ندرك الحب قبل فوات الأوان!
لقد صليت تلك الليلة .. لم أطلب شيئا سوى أن أحتوي تلك اللحظات، لحظات السحر، لحظات الحب في قلبي !



#امال_طعمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات الوداع
- الفالنتاين
- من هذه الحياة (4).. ذاك الثوب الأبيض
- الكتابة بين الحقيقة والخيال
- بعضا من الورود!
- لحظة انتحار
- العداد
- مشاعر أم
- اضواء ...على وضع المرأة
- اضواء.. على تحرر المرأة
- من هذه الحياة(3)اوهام رجل..
- ترهات فيسبوكية
- من هذه الحياة(2).. وجاء الموعد
- نحن والسر الفيروزي!!
- قميص أسود
- من هذه الحياة(1).. بانتظار الخبر السعيد
- تمرد تحت المطر


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال طعمه - زي السحر