أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج3













المزيد.....

الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج3


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4367 - 2014 / 2 / 16 - 22:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج3

----------------------
بإمكانكم الإطلاع على بقية المقالات على المدونة:
http://utopia-666.over-blog.com
----------------------

وفي صحيح مسلم نقرأ الحديث التّالي: "وحدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرّة عن أبي عبيدة عن أبي موسى الأشعري قال كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسمّي لنا نفسه أسماء فقال أنا محمّد وأحمد والمقفّى والحاشر ونبيّ التّوبة ونبيّ الرّحمة". (صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب في أسمائه صلّى الله عليه وسلّم) بداية، ليس من الصّعب رؤية التّشابه بين هذه الأسماء وأسماء الله الحسنى الإسلاميّة، خاصّة في إستعمال التّعريف بالألف واللّام مع صيغ تتراوح في معظمها بين صيغة الفاعل وصيغة المبالغة (فعّال)، ومنها: الخالق، المهيمن، القهّار، المعزّ، المذلّ، المجيب، الباعث... وهنا يجب أن نتوقّف قليلا عند إسم "الحاشر"، لأنّ له دلالات تضرب ألوهيّة ربّ الإسلام في مقتل.
ففي حديث آخر ورد في صحيح مسلم في نفس الباب نقرأ تفسيرا ركيكا لهذا اللّفظ يقدّمه محمّد حيث يقول: "حدثني زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر واللفظ لزهير قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري سمع محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر وأنا الحاشر الذي يُحشر النّاس على عقبي وأنا العاقب والعاقب الذي ليس بعده نبي"، وفي حديث آخر يقول مسلم: "حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يُحشر النّاس على قدمي وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد وقد سماه الله رؤوفا رحيما". فهل الحاشر هو فعلا الذي يُحشر النّاس على قدميه أو عقبه؟ صيغة الفاعل هنا تدلّ على أنّ المسمّى هو الذي يقوم بالفعل، أي هو الذي يحشُر النّاس، بغضّ النّظر عن أن يكون ذلك على قدميه أو على عقبه. فكيف يكون شخصٌ مّا فاعلا ولا يُنسب إليه الفعل بل يُنسبُ إلى شخص آخر؟ فإمّا أنّ ربّ محمّد، المستتر خلف فعل "يُحشر" المبني للمجهول، هو الفاعل وفي هذه الحال يُصبح إستعمال صيغة الفاعل كإسم من أسماء محمّد في غير محلّه لأنّه ليس الفاعل الحقيقي؛ وإمّا أن يكون الفاعل هو فعلا محمّد، وبالتّالي يصبحُ التّفسير مجرّد تلاعب بالمعاني وركاكة لغويّة لا تخضع للمنطق في شيء، كأن يقول أحدهم: "أنا الآكل أي الذي يأكل فلان من يدي" أو "أنا القاتل أي الذي يَقتُل فلانٌ النّاس بخنجري"، فليس هناك أيّ إرتباط منطقيّ بين الكلمة وتفسيرها...
ونفس الشّيء ينطبق على لفظ "الماحي". فالأصحّ أن لا يُستعمل إسم فاعل في هذا الموضع لأنّ الإرادة والفعل مرتبطان بكائن آخر. فهو ليس أكثر من أداة مستعملة. ونحن حين نكتب على ورقة ونريد محو ما كتبناه نستعمل "ممحاة" لأنّ الإرادة والفعل مرتبطان بنا نحن ولا علاقة لها بالأداة التي نمحو بها. فمثلما قال محمّد "يمحو الله بي الكفر" فالممحاة أيضا يمكن أن ننسب إليها عبارة مشابهة "يمحو الإنسان بي ما كتبه".
أمّا بخصوص لفظ "العاقب"، فهناك تماه تامّ بينه وبين إسم "الآخر" الذي يطلقه المسلمون على ربّ الإسلام. بإجتماع التّفسيرين: "الذي ليس بعده نبي"، "الذي ليس بعده أحد"، يصبح محمّد هو "الآخر". فكيف يشترك ربّ ورسول في إسم؟ أليس لكلّ منهما خصوصيّاته وصفاته ومستواه؟
وحتّى إذا ما قلنا أنّ كلّ هذا تأويل من عندنا أخطأنا فيه، تبقى هناك مشكلة: "وقد سمّاه الله رؤوفا رحيما". الرّؤوف والرّحيم من الأسماء الحسنى التي من المفروض أنّ الله الإسلامي ينفرد بها عن سائر البشر والتي تعبّر عن صفاته الألوهيّة التي لا يمكن أن يتّصف بها أيّ من عباده. فكيف يشترك معه محمّد في هذه الأسماء؟
سيقول البعض في محاولة بائسة للمراوغة أنّ الحديث لا يستعمل التّعريف بالألف واللّام، وسيقول أنّ ذلك دليل على أنّ لله أسماؤه ولمحمّد أسماؤه. لكن الأسماء التي إتّخذها محمّد كلّها معرّفة ("الحاشر، الماحي، الصّادق، الأمين...)، هذا أوّلا؛ ثانيا، إضافة إلى الحديث المذكور أعلاه، إعتمد علماء المسلمين على الآية "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم" (التّوبة، 128) فأجمعوا على أنّ من أسماء محمّد "الرّؤوف الرّحيم" (معرّفة)، وإجماعهم على ذلك مثل إجماعهم على أسماء أخرى مثل "الفاتح"، "المتوكّل"، "الضّحوك القتّال". وقد قسّموا أسماءه إلى قسمين: القسم الأوّل يشاركه في معناه غيره من الرّسل (كرسول الله ونبيّه والشّاهد والمبشّر والنّذير...) أمّا القسم الثّاني فخاصّ به لا يشاركه فيه أحد غيره من الرّسل (كالحاشر والمقفّى والعاقب والرّؤوف الرّحيم...). ولكن الحقيقة أنّ القسم الثّاني يشارك فيه محمّد ربّه، سواء من خلال تطابق اللّفظ أو بألفاظ مختلفة تؤدّي نفس المعنى، مثلما رأينا. وحتّى إذا قلنا أنّ التّعريف لا يجوز وأنّه شيء وقع إقحامه من طرف علماء المسلمين في حين أنّه لا يمتّ لما جاء في القرآن بصلة، فما الفرق بين الآية 128 من سورة التّوبة والآية التّالية التي وردت قبلها في نفس السّورة: "لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم" (التّوبة، 117)؟ مع العلم أنّ لفظ "الرّؤوف" معرّفا بالألف واللّام لم يرد في القرآن. إذن، ما الفرق؟ الله "رؤوف رحيم" والرّسول "رؤوف رحيم"؟ الله "الرّؤوف الرّحيم" والرّسول "الرّؤوف الرّحيم"؟ في الحالتين، التّطابق واضح وجليّ ولا ينكره إلاّ منافق.
إذن، فمن الله ومن الرّسول؟ الإثنان متشابهان، يستعملان نفس الأسماء، يتّصفان بنفس الصّفات، يقفان على نفس المستوى، بل إنّنا، في كثير من الأحيان، نرى أنّ مستوى ربّ الإسلام أدنى من مستوى محمّد... من الله ومن الرّسول وكلّ واحد منهما يصلّي على الآخر في فوضى لا يُفهم منها شيء...؟ كلّ هذه أدلّة واضحة على أنّ الإسلام ليس إلاّ كومة متداخلة من الأفكار المتناقضة المقتطفة دون منطق من هنا وهناك والمشبعة بنفس الشّرك "الجاهلي" أو "الوثني" الذي يزعم الإسلام أنّه يتبرّأ منه في حين أنّ كلّ مراجعه تدلّ على أنّه أحد أهمّ أسسه. وما خفي كان أعظم!



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج2
- الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج1
- كلّ عام وأنت الهوى
- سمفونيّة
- الحاكمون بأمر الشّبح
- لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابي ...
- لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابي ...
- لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابي ...
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الله
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الانسان
- خواطر لمن يعقلون - ج10
- خواطر لمن يعقلون - ج9
- هل يستطيع جمال أبو لاشين تطبيق المقياس الذي يستعمله مع إسرائ ...
- خواطر لمن يعقلون - ج8
- خواطر لمن يعقلون - ج7
- خواطر لمن يعقلون - ج6
- خواطر لمن يعقلون - ج5
- خواطر لمن يعقلون - ج4
- خواطر لمن يعقلون - ج3
- عندما قال أرييل شارون: لقد جئتكم بالذّبح


المزيد.....




- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- الخارجية الإيرانية تدين بشدة القرار الكندي بشأن حرس الثورة ا ...
- وسيم السيسي: دليل من التوراة يبطل حجة اليهود بأحقيتهم في أرض ...
- فورين بوليسي: حملة الصين على الإسلام تزحف نحو الأطفال
- وسط صيحات الله أكبر بموسكو.. مقاتل روسي أمريكي سابقا يعتنق ...
- علماء دين مسيحيون يتهمون الفاتيكان بإخفاء معلومات عن أجسام ط ...
- بوتين يزور الكنيسة الأرثوذكسية الوحيدة في كوريا الشمالية
- الانتخابات التشريعية الفرنسية 2024: ما هي اقتراحات الأحزاب ب ...
- الحرارة تحصد أرواح حجاج بمكة وسياح باليونان وموظفين بالهند.. ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج3