ضياء رحيم محسن
الحوار المتمدن-العدد: 4367 - 2014 / 2 / 16 - 13:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كثيرة هي مفارقات النظام السابق فيما يخص تعامله مع المكون الأكبر في خارطة العراق الديموغرافية، ونقصد بهذا المكون (الشيعة) الذين يؤلفون 65% من مجموع سكان العراق، بالإضافة الى أنهم يسكنون في مناطق تزخر بالمواد الأولية الداخلة في كثير من الصناعات، و مع أنه أخذ يستنزف تلك الثروات؛ لكنه أيضا في الجانب الأخر أخذ يستنزف أبناءها من خلال زجهم في حرب ضروس إستمرت ثمان سنوات بدون طائل.
كل هذا من أجل السيطرة على هذا المكون وجعله يخنع لسلطة النار والحديد التي إستعملها ليست معهم؛ بل مع جميع مكونات الشعب العراقي وبدرجات متفاوتة.
في جانب من هذه السياسة التي إتبعها النظام السابق، كانت قد جاءت بنتائج إيجابية ( على الأقل بالنسبة من وجهة نظره)، ولكنه في الجانب الأخر لم يثبط من عزيمتهم لمقارعته والوقوف بوجهه، كل هذا يستوحونه من تراثهم المليء بمقارعة الظالمين والوقوف بوجههم ( أئمة أهل البيت عليهم السلام).
وعندما إكتشف صدام هذه الحقيقة، بدأ بمحاربتهم والتضييق عليهم من خلال منع إقامة شعائرهم الخاصة بمناسباتهم الدينية خاصة في أيام محرم الحرام، والتي تصادف ذكرى إستشهاد سبط النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) الأمام الحسين (عليه السلام)، حتى وصلت الى حد إلقاء القبض على من يؤدي مراسيم الزيارة من الشباب، وزجهم في أقبية السجون لترهيب الآخرين، في محاولة منه للسيطرة عليهم لكن دون طائل.
ثم أنه وظف جميع الموارد التي كانت تأتي الى خزينة العراق، من بيع النفط العراقي، وكذلك للأموال التي كانت تحصيها آنذاك وزارة الأوقاف من المراقد الدينية لتحقيق مآربه الخاصة وبطانته المقربين منه، ومع كل هذا وذاك لم يفلح في فت عزيمتهم وإصرارهم على الوقوف بوجهه.
واليوم نرى مجموعة من الرعاع، ممن يطلقون على أنفسهم مسلمون (والإسلام منهم بريء) براءة الذئب من دم يوسف، يحاولون إكمال ما بدأه سيدهم المقبور في محاولة القضاء على أتباع أهل البيت، فتراهم يقومون بتفخيخ وتفجير كل ما هو يمت بصلة ولو من بعيد لكل من يتبع أهل البيت عليهم السلام.
أقول كلمة أخيرة لكل من يحاول أن يثني هؤلاء الناس عن حبهم لأهل البيت عليهم السلام أولا، ولبلدهم العراق ثانيا، إنكم واهمون حقا عندما تتصورن بأننا خائفون منكم ومن مفخخاتكم؛ فهي لن تزيدنا إلا إصرارا على أننا سائرون في الطريق الصحيح، أما أنتم ومن تبعكم في مزبلة التاريخ، وإن غدا لناظره لقريب.
#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟