|
الى يوسف سلمان يوسف ( فهد )
عبد صبري ابو ربيع
الحوار المتمدن-العدد: 4367 - 2014 / 2 / 16 - 10:23
المحور:
الادب والفن
يا شنيق الحبل ما متّ الى اليوم هتافك الخالد هز اعواد المشانق وطن حر والسعادة للشعب
السلاسل تصلصل بين المعصم والكاحل ، متورم انت ايها اللحم الملتصق على العظم المتيبس ، تسير متثاقلاً تحمل على اكتافك هموم الشعب والوطن كل صباح نشيد يا عراق يخفق على السقوف والجدران المتهرئة التي تحيط بجدران السجن العالية ذو الزوايا المتقرنة ، وصوت السجان يهرق على الصليب المنتصب وسط جنرالات الانكليز النائمين على غطاء عشبي بارد رغم السحر الممزوج بالصمت الذي يلف المقبرة . ما اجمل صوت والدي بنغمته الخناء الذي يهدر متموسقا يصافح اولئك الرجال المكبلين بالاغلال وصوت الحارس الليلي يسرق النوم من عيون الاطفال ( هوووووووو) .
تلاعبني ام تلاعب الصمت ام تزرع الامال في عقلي ولحمي ربما تثمر الايام بساحر مجنون يلعب بالسيف والدم يمتص النسغ الصاعد من كل الرقاب فيتبخر ذلك الدم الصاهل يلوي الرقاب العجاف
امي تناديني تضع الاقلام في جيبي ارسلها اليك . فهد انا لا اعرف الكلمات وهن يصنعن الصهيل المدمى وراء تلك القضبان السوداء . ابي يعشق السراديب البغدادية ذات اللحاء الاحمر كيف تصنع الحياة وتعطي للموت رائحة الورد الجوري وتلك الوجوه اليافعة ترسل باقات الورد المعبئ بالتوجس والارتباك لتمسح عن اولئك الرجال ثقل الايام المثقلات بالحديد.
التصق اللحم باللحم تكاد الانفاس تخترق القضبان الصوت يأكل جدران السجن الى اين يا نور الرفاق ؟ الموت هو الحياة سار الكوكب بقمريه ورقص الدم على الجدار ايها الجاهلون هم ... اصباح الشموس
كنت اقف مرتبكاً اتطلع بالقضبان السوداء والوجوه الباسمة تهدهد قضبان القفص الاسود المختنق من زحام الناس كأن الساعة اقتربت ... كان الصوت يزرع العزم في النفوس يا عراق .. لنا الحياة ... الموت للطغاة كنت اقترب من ذلك الوجه النحيل والعينيين الدافئتين تمطر القاً وحياة.
السجن متخم بالهموم والرجال تسحق الصمت بالاناشيد فيلتصق الرصاص بالجلود وتنكفئ العيون .. في الحفر الباردة اعزل يفتح الصدر للقادم القاتل اجير البطن والوهم
وهنالك يا فهد في مدينة البرتقال نتصيّد السنين وتسوقنا نحو الغروب الطافح بالامال نحمل الاوراق والقراطيس صغاراً لا يدركنا الكبار وابو عبد يبعث المزيد للفتية القابعين في الغرف المظلمة يحفرون الارض يبتغون الشمس العارية خلف الجدران .
الوصل يمسك بالوصل والظنون تلعب بأبي عبد في كل سنتين بيت جديد واسمال ككرة الخرق البالية ويمطر قلب وتفتح ابواب الرقود
ان رائحتك التي وشمت قلب ابي وامسكت به نحو المعترك والحياة اخذت منا الكثير ومنحتنا الحياة والتبصر فأبصرنا مرارة المر وحلاوة الاشراق والتمعن ولهفي على تلك ( العرقجين ) المكحلة بحمامة السلام هديتك لي في صغري ذكرتني والكلمات حيرى والنفوس حرى لبناء الوطن واسعاد هذا الشعب الجريح.
الطرائق شتى والزهور تخلق الزهور واعراس الموت ...تفتح القبور ففي كل قطرة دم ... زهرة وكل صباح يشرق قمر وصوتك يبقى والايام تدور ...وانت فيها سحـــــر البــــــــدور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا أول الثوار عبد صبري ابو ربيع يا سيد الاحرار واول الهاتفين .. يا وطن وانت الصـــاعد ( يافهد ) للعلا رغم المشانق والمحن وانت اول الثوار ومدرسة الرفاق وكنــــت الشهيد وكنت البيـرق الخفاق وفوق اعواد المشانق ارتقيت بقلب الصامد الواثق وعَبدت الطريق للفتية الصاعدين ورد الحدائق وكان شعارك وطن ٌ حر وشعب سعيد لا فقر ولا ذلــة ولا ظلم ولا من يُســـاق كالعبيد والموكــــب لازال يسير بين غدر مميت بلا شهـــــــــود يتساقطون كأنهم الشهب رغم النـــار والحديد والجناة تقودهم شياطين الغرب وسلاطين الفتنة والحقود فمن هتف للشعب ؟ ومن بالساحات يدفع الرصاص بصــدره العتيد ومن كان تحت رصـــاص السجـان في انتفاضة الفهود ومن طوته صحراء السلمان والقيـــود بمعصميه كالنشيد ومن زحف يوم تموز كالسيل الشديد كانوا كالشموس تجلوا ظلمة العقل الجحود فمـا قتلوا وما نهبوا وما سرقوا وما كانوا كطبــع الغادر اللئيم كأنهم الملائكة في السماء تزهو كالنجوم افكارهم .. للمستضعفين والعاملين وللشعب العظيم اناروا المقاهي والمنتديات والشوارع والمتنبي بالفكر الحكيم وكانوا زينة الادب والعلوم ونبــــــــــــــــــراس الحليم
#عبد_صبري_ابو_ربيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|