أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فهد ناصر - شرطة وطلاب وجينز














المزيد.....

شرطة وطلاب وجينز


فهد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1241 - 2005 / 6 / 27 - 11:19
المحور: كتابات ساخرة
    


يبدوا ان القدر يواصل لعبته أذ يحيل حياة العراقيين الى جحيم او مسخرة متواصلة،او يبدوا ان التاريخ عندما يعاد مرة اخرى فانه يعود كمسخرة كما يقول ماركس غير انها مسخرة مرعبة وتنذر بالكثير في عراق اليوم.
لم يكن للعراقيين الذين تخلصوا من وحشية وجبروت البعث وحكمه وزعيمه الاوحد القميء ان يشعروا بفرح كبير او لحضات فرح يمكن لها ان تتواصل لعلها تعوضهم لحضات البؤس او الجحيم التي تواصلت طوال سنين حكم البعث المقبور،حتى يطل عليهم من هم أشد بأساَ وفتكاَ او لنقل أشد تمسكا بالعقاب وفرض اوامرهم وممارساتهم على العراقيين.
حين ننظر الى تأريخ العراق نجد ان حرية الملبس أمر او حق طبيعي للانسان الا في حالات مثل الحجاب الاجباري للنساء او الفتيات الصغيرات من العوائل المتشددة دينياَ ولم تثار هذه القضية ولم تأخذ بعدا اجتماعيا ساخطا الا عندما قام سيء الصيت خير الله طلفاح محافظ بغداد في فترة ما بتمزيق ملابس الشباب الذين ارتدوا (الجارلس) وكذلك قص الشعر الطويل لانه لايتلائم مع تقاليدنا وموروثاتنا العربية والاسلامية وانهم يسعون لتقليد صرعات وموضات الغرب كما كان يقول إإإإإ،ربما هي مسخرة تكشف عن مدى أنحطاط السلطة ومؤسساتها المختلفة عندما تسعى لتنفيذ سياسات ما او تثبت نهج ما ،غير أنها الان وحينما يعاد أنتاج تلك المسخرة مرة اخرى فان من الصعب توصيف الحالة الا بانها وجهين لعملة واحدة ...
هي ليست حكاية،بل وقائع حدثت في النجف احدى مدن العراق الذي تخلص او تحرر من قبضة دكتاتور متوحش وارهابي ليقع في قبضة ملالي ورجال دين واحزاب وعصابات أسلامية كل ما يعنيها هو ان تقيم ولاية الفقيه او تثبت اركان الشرع المضطرب او ان تقيم حاكمية الله على الارض وان تحافظ على الموروث من قيم وتقاليد عشائرية او اجتماعية لايمكن لها ان تبقى دون الحفاظ عليها.
شباب يرتدون الجينز او(الكابوي) وفق تسميته الدارجة في العراق يهاجمون من قبل شرطة النجف ويضربون امام الناس ثم يقادون الى مراكز الشرطة ليضربوا مرة آخرى ولتمزق ملابسهم ويقص شعرهم الطويل،بعد ذلك يطل علينا احد قادة الشرطة الاشاوس ليقول ان الشرطة ليست ضد ممارسة الحريات وان الطلاب كانوا يتصرفون بشكل غير لائق...كيف؟ لا احد يعرف سوى قائد الشرطة الذي يريد ان يجعله أحد أسرار المهنة النبيلة.
أليست هي مسخرة هذه التي نتحث عنها ففي زمن القمع والارهاب البعثي كانت الاجهزة الامنية تقص شعر المعتقل والسجين او ترسم في رأسه صورة مشوهة لتشعره بالاذلال وامتهان الكرامة،أما اليوم فأن شرطة العراق الجديد،العراق الذي يدعون انه يقام على أساس أحترام الحريات الاساسية للانسان وصون كرامته وضمان حقوقه وفقا للمعايير المتعارف عليها دوليا او ربما اكثر إإإإإ تعود الينا لتعلن عن سطوتها وبشاعتها بذات الاساليب المقززة واللاانسانية.
من المؤكد ان قول قائد الشرطة بان الطلاب كانوا يصرفو بشكل غير لائق هو غير لائق أصلا ولايمكن الوثوق به فالوضع الذي كان عليه الطلبة وبيانات الاتحادات الطلابية في مدينة النجف تؤكد ان الطلاب تعرضوا لكل هذه الوحشية والاذلال لانهم كانوا يرتدون الجينز و ليس لشيء آخر.
اليوم وما ان يتحدث أنسان ما عن الحجاب الاجباري للاطفال والنساء بفعل الجبروت والصلف والممارسة اليومية للتيارات الاسلامية شيعية او سنية حتى يقولوا لك انها حرية المرأة في أختيار الحجاب لانها تريد ان تعبر عن أيمانها وتحافظ على شرفها وعفتها إإإ ويجب الدفاع عن حرية الملبس مادام الامر يتعلق بفرض رمز أسلامي إإإ لكن أليس ضرب الطلاب في النجف وتمزيق ملابسهم وقص شعرهم خرقا لحرية اختيار الملبس ؟لو أرتدى الطلاب ملابس كما يرتدي فتيان الحوزة والملالي ذات المواصفات الاسلامية فهل تعرضوا للضرب وتمزيق الملابس وقص الشعر؟ الا يعيد الينا اشاوس شرطة النجف ذات الجريمة التي أرتكبت بحق طلاب كلية الهندسة في البصرة لانهم مارسوا حقهم الطبيعي في التنزه والاستمتاع بوقت الراحة؟الا يعيدون الينا ممارسات المقبور (عدي) بحق لاعبي الفريق العراقي بقص الشعر نمرة صفر؟إإإ
يبدوا هي كذلك في عراق تغييب ملامحه التي تمنى الكثير ان تكون أنسانية ومتحررة من قيود تكبل الانسان وتمتهن كرامته وأرادته وحرياته.



#فهد_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويحدثونك عن الاصلاح في مصر - الله مش هي دي الديمقراطية
- نادية محمود للحوار المتمدن...ما يجري في العراق بعيد كل البعد ...
- نادية محمود للحوار المتمدن...ما يجري في العراق بعيد كل البعد ...
- الاول من آيار، صرخة العامل والبشرية الحرة ضد العبودية والاست ...
- مدن لا يراد لها أن تكون خارج أسوار السجون،الناصرية نموذجاَ
- نتائج الانتخابات في العراق،أحلام السلطة وأحلام الناس
- الأبناء البررة
- لا لأيران أخرى،لا لسعودية أخرى،لا لأفغانستان أخرى... لا لحكو ...
- السيستاني... طريق الى الجحيم
- السعودية... حينما يعود الارهاب الى موطنه
- الحوار المتمدن...حوارنا العزيز
- الارهاب الاسود لن يصادر حق سكان المقدادية في محاكمة اللصوص
- الحوار المتمدن...على مشارف الالفية الاولى
- السعودية، الاصلاح وحقوق المرأة
- وردة وكميلة... وجوه من رحلة الجحيم
- تعدد الزوجات... رسالة السيد الرئيس
- الجيوش الاسلامية في العراق...أرهاب وقطع رؤوس
- الجامعة العربية وفضيحة دارفور
- دفاعا عن النقد ...حزنا على سعدي يوسف
- ألأغلبية الصامتة...الصمت على ماذا؟


المزيد.....




- -كُتاب المغرب-يستنكر -التشويش-على عقد مؤتمره الوطني الاستثنا ...
- في اليابان.. الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان يعزز جسور التباد ...
- “سجل الآن“ اعلان توظيف وزارة الثقافة والفنون 2024 بالجزائر و ...
- الحب كحلم بعيد المنال.. رواية -ثلاثية- لأديب نوبل يون فوسه
- المسرح الروسي يزين مهرجان قرطاج
- الممثل اللبناني نيقولا معوض يتحدث بالتركية.. ما القصة؟
- فنانة كازاخية تهدي بوتين لوحة بعنوان -جسر الصداقة-
- تطورات في قضية اتهام المخرج المصري عمر زهران بسرقة مجوهرات
- RT Arabic توقع مذكرة تعاون مع مركز الاتحاد للأخبار في الإمار ...
- فيلم رعب لمبابي وإيجابية وحيدة.. كواليس ليلة سقوط ريال مدريد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فهد ناصر - شرطة وطلاب وجينز