فريد جلّو
الحوار المتمدن-العدد: 4366 - 2014 / 2 / 15 - 19:32
المحور:
كتابات ساخرة
جمعني مع العديد من الاشخاص الذين لا اعرفهم سيارة ( كيا ) , كان الجميع يلوذ بالصمت ولكن حدث ما جعلهم يفتحون افواههم مجبرين , فقد دوَى صوت مرعب واهتزاز شديد وانتشار النيران مع الفوضى , الكل يركض بكل الاتجاهات بعد ان تركوا سياراتهم العالقة بالزحام , وبعد ان استتب الامن بعض الشيء عادوا الى ( الكيا ) التي لم اغادرها وبدأ الركاب باللغط , الجميع يتحدث في آن واحد ولا يكاد يسمع كل منهم الاخر إلا ان كلمات احدهم وصلت مفهومة لي اذ قال ( علوا على ايام صدام ) , فبدأت استحضر ما مخزون لدي في اللاوعي وكان سارق الاكفان احداها .
كان اهل المدينة على يقين انه يسرق اكفان الموتى بعد دفنهم ويقوم بعمله هذا ليلا لذا لم يستطيعوا امساكه بالجرم المشهود بسبب خوفهم من ولوج المقبرة في هذا الوقت , وبعد ان أحس بدنوَ الموت منه طلب من ابنه ان يجعل الناس تترحم عليه وبالطبع ان ذلك امر مستحيل , وبعد وفاته بدأ ابنه بتحقيق امنية الاب اذ عمد الى سرقة الاكفان ووضع وتد في خلفية الميت , كما انه كان يفعل افعاله تلك في وضح النهار بعد ان اطلق اشاعة مفادها ان بعبعا قد ظهر في المقبرة في النهار , فأخذ الناس يترحمون على الاب الذي كان يكتفي بسرقة الكفن .
سؤال يلح عليَ : هل ستكتفون بالترحم على سارق الاكفان الاب ؟
#فريد_جلّو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟