أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - سقوط أداة الحوار:














المزيد.....

سقوط أداة الحوار:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4365 - 2014 / 2 / 14 - 20:37
المحور: الادب والفن
    


سقوط أداة الحوار:


نُظر إلى الحوار، في عدد من الأجناس الأدبية، إلى وقت طويل، كإحدى الأدوات الأكثر أهمية،على أنه يعدُّ حاملاً لتطورات الحدث، على امتداد الشريط اللغوي للنص الأدبي، منذ بدايته، ومروراً بعقدته أوذروته، فخاتمته، وفق نواميس الأدب والنقد الكلاسيكيين، وكان هناك من يشير إلى درجة حضور الحوار في أي نص، وفق خصوصيته، حيث هناك مقادير ومقاييس معينة، عليه ألا يخرج عنها، لئلا يكون طاغياً، فهو إن نجح على صعيد إخلاصه لنقل التفاعل بين الشخصيات المختلفة، فإنه قد يخل بالمعادلة الفنية، بل قد يشكل عبئاً على إيصال الحدث.

ومادام الحوار لابدَّ منه في المسرح، على اعتباره عموده الفقري، وملمحه الرئيس، بحيث لا يمكننا تصورأي نص مسرحي من دونه، فإن السينما-كفن لاحق- استعانت بهذه الأداة، إلى وقت طويل، وإن كنا سنجد "السينما الصامتة" كما التمثيل الصامت، أو الإيمائي، حيث يتم الاستعاضة عن الحوار بالحركة، أو صورتها، في حال تعميمها، مادامت الصورة صدى الحركة، وترجمانها الذي يفرض سطوته على حيواتنا مع ترسخ هيمنة الاتصالات بعد ثورتها الكونية الأكبر في تاريخ الإنسان، على الإطلاق.

وإذا كان الحوار بات يتلاشى في عدد من الأجناس الأدبية، فهو كذلك بات يرتكس إلى رمزيته، سواء أكان ذلك في اللوحة، أو الموسيقا، نظراً لأسباب عدة، تتعلق بتطورها، وفي مطلع ذلك مقدرة المبدع: كاتباً وفناناً، على جعل التفاعل بين أدوات فنية في مخبريهما الإبداعيين، للإنابة عن الاعتماد على الحوار، وهو ما تحقق على مراحل عديدة، بدأت بالتكثيف، والإيجاز، والإبراق، إلى أن أدت إلى اللاحوار، ما تساوق مع تطورات اللوحة، والموسيقا- أيضاً- كي يستنطق الفنان هرموني اللون أو النغمة، ويرتفع بهما من حال مواتهما، إلى حال بث روح الحياة فيهما، وتوظيفهما، ضمن سياقات جديدة، تكاد تكون غير مطروقة من قبل، وإن كانت أية عودة إلى أرومة التشكيل والسمفونية تجعلنا نقع على نويات أولى أنتجهما الفنان السابق، في كلا المجالين.


انهيار الحوار في الأدب والفن، ربما لم يكن مجرد حاجة، تقنية، جمالية، يستعاض عنها بسواها، من الأدوات، ما يضفي عليها مسحة جمالية، جذابة، تقارب الإبداع، من حقيقة علاقة الواقع بالفن، حيث هو تناول لهذا الواقع بلغة لاواقعية، وهنا-تماماً- يبرز دور المبدع، في التعامل مع نصه، لئلا يسقط في مصيدة العبثية التي لا ينجو منها إلا ذلك الفنان المتمكن من أدواته، ورؤيته، والحريص على العلاقة بمتلقيه. بل إن هذا الانهيار بات امتداد لاضمحلال دور الحوار في الحياة الجديدة، وإن أية قراءة ليس في حياة المدينة المعاصرة، ولا العمارة الواحدة، بل حتى في البيت الواحدة، والغرفة الواحدة تؤكد أفول هذا الحوار، نتيجة الغرق في غوايات أدوات التكنولوجيا الهائلة التي تمغنط فضاء سكنانا، بل وأرواحنا، وهو ما ينعكس-عملياً- على قضايا معقدة، لا يمكن للصورة، ولا للأداة التكنولوجية، ولا للغة السلاح أن تنيب عنها، وإنما يجب توفير بيئة الحوار المبني على أسس راسخة، لاسيما عندما يكون في ذلك ما يتعلق بأمن الإنسان، وحياته، وواقعه، ومستقبله، في الجغرافيا المهددة بالأفول، بل بهيمنة حوار من طرف واحد معها، هو حوار الدمار والزوال والموت.


إبراهيم اليوسف



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت شجرة الأكاسيا
- صناعة المثقف
- جنيف2 وانعدام الأفق
- في حضرة الشعرالمحكي
- اللغة الصحفية
- الكرد وأكاديمية الثورة العليا
- الكرد والائتلاف افتراضات أولى
- بوابة جنيف2: انتبه منزلق خطير إجباري....!
- فوضى المنهج
- حيادية أدوات النص الأدبي:
- الاستبداد الرقميُّ والاستبلاد التقانيُّ
- الثقافة والتحديات الكبرى:
- اللُّغة وجوداً
- دماء جديدة أدب جديد..!
- مانديلا الشخصية الأسطورية
- تلاغيات سورية على أبواب -جنيف-
- حين تكون -مصر- دون فاجوميها
- حول زيارة البارزاني إلى- آمد-
- ولادة مفهوم الزمن
- موت النقد


المزيد.....




- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - سقوط أداة الحوار: