أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - بين مظروف ومظروف شواهد على تغير الظروف














المزيد.....

بين مظروف ومظروف شواهد على تغير الظروف


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4365 - 2014 / 2 / 14 - 13:33
المحور: كتابات ساخرة
    


العديد من المفردات العاطفيه مازالت تتردد على لسان (ابو سعد) من تلك لتي يتداولها الناس بطيب السجايا الذي كان... اكثر من مره قال له الاولاد (بابا انت قديم) عندما كانوا يسمعون منه مثل تلك الكلمات , لكن طهر الرجل ونقاء دواخله يجعلانه لا يابه بتعليقاتهم ويعتبر تعليقاتهم تلك خروج عن الموروث الحسن للتربيه الاجتماعيه لكل العراقيين الذين جمعته بالعديد منهم محطات حياته بين الخدمه العسكريه والاعمال العديده التي زاولها متنقلا بين بغداد والبصره وبعقوبه وهو يبحث عن رزقه وتوفير ضروف معاشيه افضل لعائلته .
جاءه ابن عمته سالم مستنجدا بما عرفه عنه من سعة العلاقات وخفة الروح التي وسعت دائرة صلاته , الرجل لم يطلب لبن العصفور , كلما اراده من ابن خاله ان يُسهِل تعيين ولده في احدى دوائر الحكومه بدرجة بسيطه توفر له مصدر عيش كريم بعد عناء من البطاله وضيق ذات يد , وكالعاده لم يبخل ابو سعد الطيب بما يستطيع , كيف لا وهو الذي لم يعتد رد ابعد الناس ومن جاءه الان من ارحامه (والاقربون أولى بالمعروف) ودون تفكير طويل ارشده الى (فلان) ابن صديقه القديم ,والمسؤول المتنفذ حاليا بعد فوزه بالانتخابات , حيث بذل الرجل جهدا استثنائيا في دعمه وفاءً لصداقته مع المرحوم والده , اخرج قلمه (الباركر) وكتب بعد تحية مناسبه وتذكير بطيب العلاقه القديمه (والعيش والملح) حتى وصل لجوهر الطلب ووضع الرساله في مظروف وهومتاكد من سرعة الاستجابه في إسعاف طلب قريبه .
حمل الرجل الرساله وذهب الى المكان المحدد وهو يشعر بزهوٍ مابعده زهو , ولربما حدثته نفسه انه الان ليس كغيره من الذين يراجعون الدائره لأنه يحمل مُفتاحا لاتصمد بوجهه المغاليق , أوليست رسالة عم المسؤول وصديق المرحوم وباذل الجهد من اجل تحقيق الفوز لابن صديقه وهو من بيده الحل والعقد ؟.
في المدخل الرئيسي للمكان المحاط بجند مدججه واجه صعوبات جمه لتحقيق الغايه الاولى , الدخول مجرد دخولهما هو وابنه تطلب بذل جهد استثنائي , توسل بهذا ومدح لذاك , يعده احدهم بادخاله بعد ربع ساعه ثم يغيب ليحل سواه محله ويعيد الكره مع الاخر مذكرا اياه بان من سبقه اوعده بادخاله , ويتحجج الاخر بان الجماعه في اجتماع قد يطول حتى المساء والرجل يصر على البقاء عند الباب حتى نهاية الاجتماع , ويتغير الحارس بعد الاخر وهو حيث هو يقف عند الباب لم ييأس فرسالة ابن خاله تعزز من امل بلقاء مع( حلال العُقَدْ) , انتهى يومه الاول دون ان ينال المُرام , عاد لبيته وفي نفسه امل ان يشهد الغد ما حالت بينه وبين تحقيقه مشاغل (الكبير) واقرانه بتصريف امور الناس , عاود المحاوله في اليوم الثاني والثالث (وكان يعود بخفي حُنين) , قرر العوده لابن خاله الذي استنجد بولده سعد بمحاولة الاتصال بالرقم الذي عرفوه خلال الحمله الانتخابيه , فجاء الرد ان الجهاز مغلق او خارج منطقة التغطيه , وتكررت محاولات الاتصال ليسمع نفس الرد , لكن الرجل لم يياس , وبعد محاولات طالت اكثر من شهر شد ابو سعد الرحال ميمما وجهه صوب دار المسؤول مستصحبا قريبه , وعند الباب حيث يقف الحرس قيل لهما ان الرجل موفد خارج العراق وسيعود بعد 10 ايام, في اليوم العاشر كانا عند الباب ليقال لهما ان الرجل يعاني من وعثاء السفر ولايستطيع مقابلة احد , وتكررت المحاولات والاعتذارات حتى تسرب الياس والخذلان الى نفوس الجميع , عندها قال سعد : ما رايكم ان اتكفل بتعيينه مقابل مبلغ سادفعه دونه على ان يعيده لي من راتبه الذي سيتقاضاه ؟
وافق الجميع طبعا , اتصل بجهازه النقال , ثم امر قريبه باستصحابه الى حيث نوى واعطاه مظروفا وضع فيه 1000 دولار على ان يسلمه بيده للرجل المعني , وبعد اسبوع واحد صدر الامر الاداري بتعيينه في احدى الدوائر , طار القريب فرحا بهذا الخبر وهويقبل سعد ويكيل له عبارات العرفان , اما (ابو سعد) فقد اطرق خجلا عندما قال له ابنه: ان الشخص الذي عين قريبهم هو مدير مكتب المسؤول (ابن صديقك بالروح وحده) ... وقال : بابا سعد (صدك انه قديم)



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلوه ... والنواب
- 8شباط ذاكرة الدم والوجع
- إسعيد وإعويد
- حرارة الدم ... برودة المزاج
- مؤشر ايجابي...
- الصمت الجميل
- لعبة الطوئفه
- ياشيوخ الجهاد.... والفتيا
- الرجل السطحي التفكير
- تساؤلات
- قرية (ضميد)... ومذهب صاحبي
- الى صديقي مع الاعتزاز...
- غير صالح للنشر
- الناس وال (حامض حلو)
- لكم يا جند العراق
- شيئ من التعقل وإلا....
- حِكَمْ الزمن الاعور....
- الوليمه ... والشيخ راضي
- بين خلط الاوراق ووضوح الرؤيه....
- بصراحه


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - بين مظروف ومظروف شواهد على تغير الظروف