نوار رسول
الحوار المتمدن-العدد: 4365 - 2014 / 2 / 14 - 06:20
المحور:
كتابات ساخرة
من علامات ظهور البطيخ..
تبدأ يومك بالصلاة على گوگل وتفتح الصفحة وانت مستبشرا ومسترخيا انك ستجد البطيخ الذي زارك في المنام ليلة البارحة اذ لم تأكل البطيخ منذ فترة طويلة وتكتب كلمة "بطيخ" وتعمل بحث وتنتظر الاجوبة, وبعد ان تقرأ اول صفحة عن البطيخ وما يجول في بالك وما كنت تبحث عنه تغلق الصفحة وتذهب لتزاول عملك مطمئنا..
عند العودة الى البيت تفتح الفيس بوك "عليه السلام" وتطلع على ما يدور من اخبار النشامى هنا وهناك وتستطلع ما لذ وطاب من اخبار الراقصات الى اخبار مختار العصر اذ تلاحظ على الجانب الايمن مربع صديق مكتوب فيه هل تبحث عن بطيخ؟ اكبس لتتعرف على اجود انواع البطيخ كل ما عليك فعله هو ان تكبس دخول وستدخل عالم البطيخ من اوسع ابوابه بأذن الله..غريبة!!! كيف مرت كل هذه الفترة دون الانتباه الى هذا المربع الدعائي عن البطيخ!! تكبس دخول املاً في ولوج ما هو جديد في عالم البطيخ ولتتفاجيء بانه اصبح بمقدورك الان اختيار لون البطيخة وشكلها وسمك القشرة وهل هي ناضجة او نصف ناضجة وحتى عمرها بعد القطف ومن اي عائلة بطيخية وانتمائاتها وميولها الفكرية كل ما عليك فعله هو اختيار المربعات المطلوبة وادخال رقم بطاقة الكرديت وستصلك البطيخة كما اردتها سالمة غانمة..
اليوم التالي هو عطلة نهاية الاسبوع..تفتح صندوق البريد المليء بالرسائل والفواتير, تجمعها وتفتح الواحدة تلو الاخرى متفحصا اسم المرسل, واحدة منها ذات لون جذاب تقوم بفتحها وتقرأ:
عزيزي الزبون..في ذلك اليوم وفي تلك الساعة من السنة قمت بعمل بحث عن البطيخ واننا سعيدون جدا بانك هاوي لاكل البطيخ ونريد ان نعرف ما الذي منعك من عمل طلب للبطيخة التي كنت تبحث عنها فان كنت لا تحب عمل طلب بطيخي على الانترنت فهناك قائمة مرفقة بكل ما تود معرفته عن انواع البطيخ كما ان هناك ظرف بريدي مدفوع الاجر يمكنك استخدامه لاكمال الأجراءات والله الموفق..
الان عنوانك البريدي ومحل سكناك في قبضة رجال البطيخ الذين لا هم لهم الا ان يساعدوك في اكمال طلبك والتوكل على الله وبعد كافي لا تلح.
كيف استطاعوا الحصول على عنوان سكني واسمي!!؟ كل هذا من اجل بطيخة!!
كيف سيصبح الحال اذا كنت اود شراء رگية؟!
تستمر في فتح الرسائل ومن ضمنها رسالة شركة السيارات التي ابتعت منها السيارة بالاقساط الشهرية ولكن تلاحظ وجود خصم على قيمة القسط الشهري, غريب جدا خصوصا في بلاد العم سام فالكل يبحث عن فوائد..تدقق الطلب وتتدفق المعلومات وتأتي المفاجأة السارة:
في حال طلبك البطيخة التي دخلت في تلك الساعة,في ذلك اليوم من السنة على الانترنت لطلب شرائها فان هناك خصم شهري على اقساطك..اطلبهة والهوا بظهرك ولا تتأخر فدوة..
لعنة الله على البطيخ وايام البطيخ اصبحت الان مفضوحا وكل من في الشارع وفي المنطقة ومن ضمنهم شركة السيارات يعلم بانني اردت في لحظة من اللحظات ان اشتري بطيخة..لماذا هذا الاصرار على شراء البطيخة ربما ان صاحب شركة فورد او شيفي لديه شركة بطيخ ويريد يمشيها براسي!! يعتريك احساس بالعري من فوقك ومن تحتك فالكل يعرف عنك وعن افكارك وميولك وما في احلامك وعنوان سكنك وحتى حجم الكالوش الذي في قدمك..
ايام قليلة وتبدأ باستلام عروض من شركات الكردت:
"اذا لم تكن تملك الرصيد الكافي لشراء البطيخة التي وددت شرائها في تلك الساعة "المصخمة" من ذلك اليوم في تلك السنة فلا تحمل هما ولا غما فبامكانك الحصول على بطاقة الكرديت الخاصة بنا وستشتري كل البطيخ الذي في بالك وفي بال جيرانك فقط توكل واستهدي بالله واطلب لان ضوجتنا.."
دوخة ووجع راس كيف عن طريق كبسة زر صرحت ووافقت بان يستلبوا منك كامل حريتك الشخصية لتصبح رقما في كمبيوتر حتى انهم يعلمون ما تاكل وما تشرب وما تنفق وكم من كاسات البيرة تشرب كل يوم ليرسلوها الى شركات التامين الصحي مرفقة بعبارة" ديروا بالكم لا تصرفون فلوسكم على هذا العرگجي..ترة ندري بيه كل يوم ضاربله بطل"
تستلقي على الكرسي ماداً رجليك ومتمددا عسى ان ينفع ذلك في تنفيس الضغط البطيخي وتتويجا لهذا التنفيس تبادرك فكرة تغيير الجو والاستماع الى احدى الاغاني على اليوتيوب قبل ان يبادرك مسج من عباس ابو البطيخ من علوة جميلة عارضا بطيخه للبيع على الاي فون..
اذا كان هذا هو الحال مع شراء بطيخة فكيف هو الحال مع صفقة اسلحة والمشتري مليء بكل انواع الثروات اما البائع فهو ابو البطيخ ذاته..
#نوار_رسول (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟