صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1240 - 2005 / 6 / 26 - 09:22
المحور:
الادب والفن
23
... ... .... .... .....
آهٍ .. تقعَّرَ جبينُ الرُّوحِ
فولدَتْ الأرضُ سنابلاً
منحنيةَ الرِّقابِ
الأرضُ شامخةٌ في وجهِ الأعاصيرِ
براكينٌ متأجِّجة ليلَ نهار
تحضنُها الأرضُ
الأرضُ رحيمةٌ
تنبعُ من رحمِها
خصوبةُ المروجِ
وفاءٌ دافئٌ دفءَ الأمومةِ
ينمو كلَّ صباحٍ
فوقَ خدودِ الأرضِ
حضنُكِ يا أرضُ
ولا كلََّ الأحضانِ
يشتاقُ الإنسانُ
إلى حضنِ أمِّهِ الأرضِ
يتمتَّعُ بينَ أحضانِ أمِّه الأرضِ
يعبرُ أعماقَ الفضاءِ
يقطعُ آلافَ الأميالِ
يعودُ بشوقٍ عميقٍ
يقبِّلُ ثغرَ الأرضِ
انشطرَ الإنسانُ من وهجِ الأرضِ
من تلألؤاتِ النُّجومِ
من رحمِ البحارِ
من وجنةِ القمرِ
يولدُ الإنسانُ صارخاً
مبلِّلاً وجهَ الأرضِ بكاءً
يترعرعُ الإنسانُ عبرَ معادلةٍ
مسيلةٍ للدموعِ
الإنسانُ مجبولٌ من الطِّينِ
من الأرضِ
لا يتوازنُ معَ ذاتِهِ
ولا معَ أمِّهِ الأرضِ
تائهٌ في تقعُّراتِ السِّنينِ
بعيدٌ عن لُجّةِ الحياةِ
ضبابٌ كثيفٌ
يغلِّفُ غشاوةَ العينِ
العينٌ ترى مسافةً ما
قاصرةٌ ..
غيرُ قادرةٍ عبورِ المسافاتِ القصيّةِ
لا ترى الكنوزَ المتلألئةَ
في أعماقِ الحياةِ!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
مقاطع من أنشودةِ الحياة.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟