رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 22:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحن العرب
عندما ننظر إلى الشعوب في الدولة المتحضرة ونقارن أنفسنا بها نجد الهوة السحيقة بيننا وبينهم، فنحن في الحضيض وهم في القمة، لكن ما يثيرنا عندما يصعد صاحب العمامة على المنبر، في مكان أعلى من الناس، يبدأ في النطق بالخرافات والأكاذيب التي يدعي فيها بأننا أفضل خلق الله، والسبب هو أننا الأمة الناجية، ونحن أصحاب الجنة والآخرين أصحاب الدنيا، يتفه كل الانجازات التي تحققها الإنسانية ويجعلها بحجم الذرة، فهي لا تعني سوى الانغماس في ملاذ الدنيا، والمستغرب أن هناك بعض الرؤوس تتحرك (طالع نازل) مؤيدة ما يخرف به هذا الجاهل.
وعندما يجلس احد أصحاب المناصب الرفيعة محاضرا أمام المرؤوسين، ويبدأ الكلام من علي وكأنه الحاكم بأمر الله محقرا الحضور بحجة عدم فهمهم للواقع والمصلحة العامة، أيضا نرى هناك من يهز رأسه (طالع نازل) مؤيدا هذا الطاغية.
وعندما يجتمع الفقراء ويبدون يندبون حظهم في الحياة ويتحدثون عن الفساد المستفحل هنا وهناك، يبدأ البعض بتحريك رؤوسهم (طالع نازل)
وعندما يتحدث البعض عن قدرة إيران النووية وإنها صاحبة الفتح المبين لفلسطين وهي من سيحررها، نجد البعض يحرك رأسه (طالع نازل)
وعندما يأتي آخر ويتحدث عن دور الشيعة التخريبي في العراق وسوريا وإنهم أعداءنا قبل الغرب وإسرائيل نرى احدهم يحرك رأسه (طالع نازل)
كل هذا يحدث ويمكن أن يكون من نفس الشخص، فنحن أصبحنا كالطبل أينما يضرب يخرج الصوت، وليس لنا إلا أن نستجيب لمكان الضرب، بالأمس كان حزب الله وهو صاحب راية الجهاد واليوم ـ ومن نفس المصدر ومن نفس الشخص ـ أصبح حزب الشيطان، والموقف من إيران بالمثل، والكلام عن الحكومة أيا كان مع أو ضد يصدر من نفس الشخص ويمكن أن يكون الكلام المتناقض في عين الساعة، المهم أن يكون للمتحدث رأيا يسجل له، فالكلام عند العربي هو أهم من الفعل، العلم بكافة أرجائه يتقدم إلى الأمام ونحن نكتفي بالكلام، ويا ليته كلام نافع بل متناقض يعمل على جعل الأمة ترجع إلى الوراء وتتخندق في مكان مظلم ليس فيه بصيص من نور.
عندما يذهب الأبناء للقتل والتقتيل في سوريا والعراق بحجة واهية ـ الجهاد ـ والوطن يعاني من الجوع والقمع والتخلف والإرهاب والتبعية ـ إن كانت للجهل أم للآخرـ نكون جميعا وقودا للجحيم الذي يشتعل.
فمتى نكون
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟