|
شتان بين الثقافتين ..حذاء غاندي ، وخفي حُنيّنْ !!
عدنان سلمان النصيري
الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 20:20
المحور:
كتابات ساخرة
الذي يحز بجراحات الروح الانسانيه، عندما تفتقد لاهم عنواينها بمقدراتها ،بظل عرف الثقافات المدعومه من السياسات الظالمه التي تحاول ان تستلب ما تبقى لديها من حقوق داخل مجتمعاتنا الهزيله التي تأن باوزارها تحت هواجس الخوف والرعب داخل النفوس. والمؤسف اكثر عند محاولة الترويج لهذه السياسات بغطاء شريعة السماء للطواغيت، لانهم الظل الوارف والدائم للاراده الالهيه على الارض ،حتى صاروا نواميس متسلطه ومعاوول مهدمه، بعيدا عن الاصلاح والعدل. وبمقارنه بسيطه لمثالين من الواقع وبين ثقافتين مختلفتين بطبيعة المصدر والفلسفه والتطبيق سنجد مقدار هذا التلبيس والخداع، الذي نعيشه بين ثقافه ملتبسه موروثه ، وتكاد تكون متاصله في اكثر مفاصل مجتمعاتنا، ضمن محدودية منطقتنا التي تعتبر كمهبط لكل الرسالات السماويه، وهي تتبرم دائما وتتفاخر بمصادرها السماويه ،و با داب خلاقيات الامجاد. هذه الثقافه التي جبلنا عليها عبر العصور وصارت تفصح عن سلوكيات مكتسبه و متسربه من عقولنا الباطنه .. واعتبارالغلبه والتنابز والسخريه والطمع كلها حقوق مشروعه ، وعنوايين سليمه بالمنافسه، والتعامل باكثرالعلاقات ، واعتبارها شطاره ووسامه ، عند التغني بتسطير مآثر البطوله والتفاخر . وحتى صارت طبيعة عناويين الطيبه والشفافيه ضعف واذلال ، وصارت مكامن الحكمه ، في استخدام المكر والدهاء، وكما تروي لنا حكاية (خفي حنين ) التي صارت مثلا يقتدى به ولحد يومنا هذا ، في تكريس طبيعة العلاقه بين الغالب والمغلوب . وهناك ثقافه اخرى وضعيه (ارضيه) مصدرها فلسفي انساني بحت معتمده على الـتـأمل ومقاومة الغرائز والنزوات طيلة ايام السنه ، وليس لايام معدوده. و كما هي في عقيدة الهندوس . وهم المتهمون الدائميون مع بقرتهم المقدسه، وبوضعهم في قفص الاتهام والادانه والتكفير من قبل الجميع . وكما جاء من خلال (المهاتما غاندي) الذي سمي بابو الهند ، عندما اراد ان يقدم لنا مثلا اخلاقيا بحكايته مع حذاءه الذي انسل من احد قدميه وهو يهم بركوبه القطار، وكأنه يريد بفلسفة عقيدته الخاصه تبرئة بقرته المقدسه ، من عنجهية الانسان وعقوقه للخير ،عندما اثنا عليها بالاحترام المميز، عند مقارنتها مع فضل امه، التي اسقته لوحده بلبنها لمدة عامين ، بينما بقرته المقدسه تغدق عليه وعلى جميع البشر بفضلها طول العمر . ولا يغيب عن بال احد عندما جاء المهاتما غاندي بانبل المنطلقات الاخلاقيه حين قام بالقسم على أن يتكلم الحقيقة، ودعا إلى أن يفعل الآخرون الشيء ذاته. وبعد ان كان متواضعا في مجتمع يعيش على الاكتفاء الذاتي، ويرتدى الدوتي والشال الهنديين التقليديين، والذين نسجهما يدوياً بالغزل على الشاركا. وكان يأكل أكلاً نباتياً بسيطاً، وقام بالصيام فترات طويلة كوسيلة لكل من التنقية الذاتية ، والذي مازالت بصمته الاخلاقيه مؤثره على وحدة المجتمعات الهنديه وبعض الشعوب الشرق اسيويه . حكاية حنين : حنين الذي كان لديه دكانا في سوق الحيرة بالعراق عندما جاءه اعرابي راكبا على بعيره وهو يساومه على سعر شراء خفين لديه ، وبعد طول جدال ومساومة وموافقة حنين إذ بالاعرابي يترك الدكان مسبباً خيبة امل وغضب (حنين) ، مما جعل (حنين) يفكر في حيلة ترد عليه وقته الذي ضاع ويعاقب هذا الاعرابي البخيل على فعلته ، فما كان منه إلا أن اغلق دكانه، واسرع من طريق جانبي سريع إلى الطريق الذي سلكة هذا الاعرابي ،حتى يسبقه حاملا معه الخفين الذين كان الاعرابي معجب بهما، وبالطريق طرح (حنين) إحدى الخفين وعلى مسافة أخرى بعيدة قليلا طرح الخف الاخر، وعندما سلك الاعرابي وهو على بعيره ذلك الطريق إلى باديته، وإذ الخف الذي اعجب به امامه ، ولكن للاسف فهو خف واحد ، فما كان منه إلا أن قال متأسفاً: ما أشبه هذا الخف بخفي حنين ولو معه الآخر لأخذته. وتركه ومضى مكملاً طريقه حتى وصل إلى مكان الخف الثاني ، فنظر إليه متفحصاً اياه ، وهو يقول نعم انه هو نفسه، فندم على تركه للخف الأول، وما كان منه إلا أن أناخ بعيره ، وحمل فرده الخف ورجع طامعا بأن يحضر الخف الاخر، تاركاً ما بالبعير من أمتعة وخيرات. فما كان من (حنين) الذي كان يختبيء، إلا أن يأخذ بعيره بما حمل من خيرات،ولما عاد الاعرابي إلى بعيره ،فوجده قد اختفى من مكانه، ولم يجد بالمكان الا خفين، فقطع بقية الطريق ماشياً حتى وصل إلى باديته حيث عشيرته، ولما دخل عليهم قالوا له: ما الذي جئت به من سفرك ؟ قال: (جئتكم بخفي حنين) . واليكم حكاية غاندي: لقد كان غاندي أكثر الناس حرية و هو يسعى حافياً على قدميه، ولا يملك إلا مغزل صوفياً يدوياً و كيساً به بضع تمرات و عنزة يشرب من لبنها و يصنع من صوفها ثيابه . وفي احد الايام سقط حذاء ه الأيمن وَ هو يركب بزحمة القطار وَ هو يمشي .. فسارع برمى بالفرده اليسرى ، وَ قال لعل فقير يراها و يستفيد منها ! وبقي بنفسه الراقيه اكثر سموا حتى استقطب من حوله كل الناس من البوذيين والهندوس والمسلمين والمسيحيين وكل الطوائف الاخرى .ولعل سياسته الشفافه في الحب والخير والبساطه جعلته المنتصر الاكبر في سياسته على الاستعمار البريطاني للهند .. وبعيدا عن المغالاة بالتوصيف السياسي للمهاتما اذا ما قلنا بانه ارغم البريطانيين على الرحيل لكونه كان محبوبا شعبيا وشعاره دائما ان يمشي حافيا بين الناس وكل الفقراء . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تزويرالتاريخ.. وتلبيس الانساب حسب الطلب !!
-
زنبقتي البيضاء .. انتِ أميرة قصري
-
مذهب طرطميس !!
-
رساله من غراب أسود الى حاسد أنكد !!
-
ميكافيليه الدوله.. بين السياسه والنخاسه !!
-
رباعية موت بطيئ !!
-
خواطر متدفقه.. الى صديقي الطيب ،، الحلو !!
-
تعال نتبادل مذاهبنا !!
-
فتاوى نائمه على وشك الاستيقاظ.. بحق السيد شيقل !!!
-
كلنا نرجسيون ومجانين ، ولكن
-
الحمارالوحشي المخطط..وتابعيته لوزارة التخطيط !!!
المزيد.....
-
مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” ..
...
-
مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا
...
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|