عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 19:13
المحور:
الادب والفن
حمل السكين وخرج مغاضبا من البيت ظنت العجوز والدته أنه سيكون بخير لو خرج من الدار , هكذا كانت تتعامل معه وتعودت أن يفعل معها كل ما جره الحنين لربع عرق بست دراهم ,هذه المرة توجست أم عبد مسيلم خيفة شعرت بقلب الأم أن عبد مسلم ليس في مثل حالاته المعتادة , أخذت عكازتها تتوكأ وتتلمس الدرب مع حيطان الطريق خوفا من أن تقع في وحل الشارع.
سألت الأولاد الصغار عن أبنها الكل قال ذهب صوب الكراج لا أحد يعرف غير هذا , المسافة لا يمكن أن تقطعها بدون عربة نعيمة التي يجرها حمار ,بعثت الصبية لينادوا على نعيمة وجلست على دكة أحد البيوت تنتظر, مرت دقائق الانتظار لترى عبد مسلم وقد حفت به مجموعة أطفال من حارة أخرى تردد اهزوجة خلفه وهو مدمى وغارق في الوحل حد أذنيه ,تألمت لكنها لم تتمالك نفسها أن ترى هذا المنظر الذي عليه ولدها الوحيد , صحيح أنه معوق بكلتا يديه وأحنف لكن والده وقد كان على نفس الحال لم بقصر في شيء بل كانت العجوز في أيامه أشد نساء الحي سعادة ,الفقر لا يمنعك أن تكون سعيد ,بل البطالة هي التي تدفع الأخرين للسخرية منك.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟