أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - إستغاثة من صالة الأنعاش














المزيد.....

إستغاثة من صالة الأنعاش


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4362 - 2014 / 2 / 11 - 01:15
المحور: كتابات ساخرة
    


العم (أبو فاضل) رجل مسن ولد في العقد الثاني من القرن العشرين أستمتعنا بحديثه لدرجة الأنتعاش , كان من بينه حكايه طريفة جرت من زمان , ذكرها وقال :
كان (حسن أبو تفكَه) يجلس في كوخه المبني من (الحصران و البواري) حين سمع النساء تحذر : شرطي.. شرطي .. شرطي قادم الى قريتنا
فماكان منه وبقدرة قادر الا أن خرق جدار الكوخ هارباً من جهة الخلف تاركاً فتحة بقدر جسمه وهو يركض بسرعة نحو البستان , وبعد أن تأكد (أبو تفكَه) بأن الشرطي لم يقصده , عاد الى القرية فسأله أحدهم : لماذا هربت وكيف شققت الجدار ؟
أجابه : الدولة لها رهبة ياجماعة تجعلنا نهرب وإن كنّا أبرياء لنشق الجبال وليس فقط الجدران ..
لم يكن الرجل مذنباً ولم يقترف فعلاً يجعله مطلوباً, لكنها الدولة التي أرتبط مفهومها بالقانون والهيبة والوقار تتمثل برجل يحمل عصا و يرتدي بنطالاً (نص ردن) تجعل الناس في خيفة لاسيما أن أغلبهم كان لصاً أو غازياً تم تسريحه بقرار فرضته المدنية التي أتت بها الدولة العراقية الجديدة فنجحت في جعل قوانيها تقابل من الناس بأشد الأحترام .
وفي حكاية أخرى وردتنا على لسان كبارنا عرفنا منها أن مجموعة من الأخوة قتلوا الشيخ (غضبان ) في مطلع الأربعينات ليهربوا ومعهم كل سبل الهرب و الأختباء كونهم أثرياء , ورغم ذلك تم ألقاء القبض عليهم قرب حدود الكويت ليعدموا بعدها بأشهر قليلة فكانوا مضرباً للأمثال.
وأخبرنا أحد المخضرمين , أن أمراء القبائل أجتمعوا مع الوصي عبد الآله ليقابلوا الملك لأستدرار عطفه بالعفو عن مجموعة مدانة بالقتل , أستقبلهم الملك الصغير مبتسماً وأكرمهم وطلب تداول الأمر مع خاله منفردَين , ليخرج معتذراً عن عدم أمكانيته في العفو عنهم , وأجابهم بعبارته الشهيرة : القانون يأخذ مجراه ولا أحد يعلوا عليه فبه نحيا ونصون أمانتنا ياشيوخنا الكرام ..
وحين أتى العهد الجمهوري بأجوائه الثورية لم يكتفي بالحفاظ على أسس الدولة ,بل طوّرها الى الرصين من القوانين ومباديء العدل والمساواة , رغم إمارات التسامح الظاهرية , كان يضرب بيد من حديد على المجرمين والأجرام
وفي عهد جمهوري آخر شهدنا الكثير مما نسميه سيادة القانون , رغم كل ماقيل وقال , فنحن هنا بصدد الأجرام لانخوض في البطش بالسياسيين و معارضي الحكام , لنأخذ حكاية (أبو محمد) أحد مواطني كربلاء , كانت غريبة علينا جعلتنا نصمت فاغري الأفواه , يقول :
أنه كان يزور قريباً له في أبي غريب و في طريقه شاهد أحدهم يطلق النار على شخص فأرداه , وأسترسل وهو يقسم بكل المقدسات : حين عدت الى بيتي في وسط كربلاء وجدت الناس متجمعين فحاولت أستطلاع الأمر لأجد شخصاً مكبلاً يحيطون به رجال الشرطة , كان نفس الشخص الذي أطلق النار في أبي غريب أمسكوه في نفس اليوم في كربلاء بعد ساعات .
ومعها سمعنا وشهدنا كيف أمسك بقاتل في (عرعر ) وآخر في الفاو وغيره في الشمال وعصابة تم سحلها مخفورة من بلاد الجوار
لا أطيل عليكم أحبتي , فللموضوع رابط ذي صله مع المشهد العام , مؤلم أن يكون عندنا مجرمون عتاة يعيثون قتلاً ودمار منذ سنوات دون أن يقبض عليهم , قسم منهم يتبختر في الشارع , والآخر تمادى ليوغل في الأجرام , والبعض يتستر بغطاء من الأجنحة و التنظيمات ,رغم المليون ونصف المليون من رجال الشرطة والجيش والعمليات , لازال أغلبهم طلقاء , هل السبب الفشل أم سوء البناء , أم أستفحال الأوبئة والتحابي والأهواء , يقول الفقهاء المختصون : أن القوانين ليست سوى نصوص , يجعلها مطبقيها أقوى من كل الأسلحة تحمي المجتمع وبمجرد التهاون في تطبيقها يعم الخراب ليشيع القتل والدمار , من يعتقد أننا نشجع على عقوبة الأعدام فهو مخطيء , وسنختصر الأمر بسؤال نوجهه الى السلطات الثلاث : أين أنتم من حفظ الأمانة يا رجال الحكومة والشرطة والقضاء .. هل تعرفون كم يقتل من البشر يومياً في العراق , لم يبق لنا سوى بضعة آلاف من الضحايا لنفوق خسائر المحور والحلفاء , أنقذوا القانون فهو يحتضر بعد أن غرق ببحر الدماء فأن لم تنقذوه أعترفوا بذلك وأسمحوا للناس بحمل السلاح ليحافظوا على ما بقي من الأرواح , نسألكم الأنتخاء لا الأنزواء .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرقرات من فوق الأطيان
- بلهت واحد أم بلهتان
- قطار السريع في العلم للجميع
- تواصل أجتماعي يقولون
- أم حسين شماعية نفرين بسمايه مليونين
- نقوش على خرزة المحبة
- دوامة الفوضى : سبر واقعي لأسرار الأنتخابات
- خطبة للعراقيين فقط
- يوميات الأصباغ وثبات النور
- ليلة القبض على قاضي القضاة
- صوت السكارى في نهاية السنة
- أگعد أعوج وأحچي عدل
- رباعيات بطران
- لاتسولف وأبن عمّك بالديوان
- ضاع أبتر بين البتران مرة أخرى
- ناقة أبن يقطين وذئاب الرياء
- سوالف أهل السلف
- بنادم على بنادم تسودن
- أبوغريب طويريج نريد الأمان
- سمفونية الشخير العاشرة


المزيد.....




- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما
- وفاة صاحبة إحدى أشهر الصور في تاريخ الحرب العالمية الثانية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - إستغاثة من صالة الأنعاش