|
لنعد انفسنا ليوم المرأة العالمي، ولنرفع شعار.. كفى للعنف، كفى للتمييز
منى حسين
الحوار المتمدن-العدد: 4362 - 2014 / 2 / 11 - 01:14
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
اقتربنا جدا من يوم المراة العالمي والذي اتمنى ان ياتي يوم لا نذكر فيه ان للمراة يوم خاص للأحتفاء به، ياتي يوم المساواة العالمي لنقف فية صفا واحدا امام الغبن والاعتداء والتمييز، ومن الان بدأت الاستعدادات والتحشيد.. وبدأت الاصوات تاخذ بروفات للهتافات والشعارات التي تنادي وتطالب.. وقوائم المطاليب بدأت تدرج بنودها وفقراتها الهائلة تطالب بالتغيير والخلاص.. ما دعاني اليوم الى ان ابدا من هذه النقطة هو ظاهرة العنف التي طالما التمييز موجود سيبقى العنف قائما وموجود، ظاهرة العنف التي وجدت منذ ان وجدت السيطرة والاستبداد، العنف تلك الظاهرة البركانية التي يقذف حممها متى شاء المعنف ومتى يستهوي.. في الأسابيع الماضية خبر تناقلته الوسائل الأعلامية الألكترونية وكذلك تم تداوله في مواقع التواصل الأجتماعي، الخبر عن الاعلامية اللبنانية التي قررت الظهور على الشاشات بوجهها المزرق العينين جراء العنف الذي واجهته، لقد اوجدت الاعلامية بقرارها هذا نوع جديد لرفض العنف، كما فعلن ناشطات منظمة فيمن ولنفس السبب ايضا الا وهو العنف، عندما قررن الاحتجاج بالصدر العاري وضد العنف والتمييز وظلم الاديان والسياسة، ان تعرض الاعلامية للضرب ليس جديد لكن الجديد هو نوع الاحتجاج وطريقة التعبير عنه للايصال رسالة واضحة ومفهومة، وقد انهت الاعلامية بظهورها هذا الهزيمة بل وهزمت كل وسائل التخفي من الكريمات والمكياج التي تساعد المعنف على التمادي والارتكاب اكثر.. ظهرت بوجه خليع ومتعري لا يخفي وراءه آلا القوة والرفض والاحتجاج، لقد اوصلت الاعلامية اللبنانية المحتجة رسالة الى كل النساء والقائمين بالعمل على قضيتها.. اذن في النهاية علينا ان نقرر المواجهة وان تتصدر مطالبنا في يوم المراة العالمي انهاء العنف والتمييز بكل اشكاله، حيث ان للعنف وجوه واشكال متعددة، لكنه يسري بحياتنا كجدول لا تجف منابعه، ليبدا صنفنا ونوعنا في أرحام امهاتنا وينتهي بالشريعة والدولة، التي تقتسم اوجاعنا باوتار وترانيم لم تكشف بعد.. الان ومع الاستعداد لاستقبال يوم المراة العالمي سنخرج جميعنا باعلامنا المرفوعة وتجمعاتنا المكثفة وخاطباتنا الرنانة، التي تقاتل للانهاء العنف والتمييز النفسي والجسدي وبسط المساواة التامة، وفي غمرة كل هذا اريد ان اسال سؤال، كم واحدة منا لم تتعرض للعنف؟. كم واحدة منا لم تدرك معنى الاقصاء والتهميش والضرب؟. كم واحدة منا هي الاعلامية اللبنانية التي خدش العنف قلبها قبل روحها وجسدها؟. كل النساء تتعرض للعنف فقط لكونها امراة.. كلنا بلا منازع.. وبلا شك مسرح للادوار.. بطولات العنف التي تؤدى فينا.. كلنا نتساوى في مواجهة سيل الالم الذي يمزق بنا الاصرار والتمسك والمباديء والابداع.
فضح "النفاق الذكوري":
وتحت ضغط الحركة النسوية والحركة المساواتية في العالم وحملاتهما الدعائية والسياسية والاجتماعية والفكرية نلمس تغييرا ما على صعيد المجتمع ونجد حتى هناك تغييرا في عالم "الذكورية". وبالرغم ندرك بشكل واعي ان الاخلاق السائدة في المجتمع هي اخلاق الطبقة الحاكمة او بالاحرى اخلاق الطبقة البرجوازية، وان النفاق الاجتماعي وازدواجية الشخصية نتاج العلاقات الراسمالية لكن هذا لا يمنع من توجيه النقد اللاذع لهذه الاخلاق والسلوك الذكوري في المجتمع وعليه ان نحد منها على الاقل، فمحيها يتطلب القضاء على علاقات الملكية البرجوازية وبناء مجتمع خالي من الطبقات ومن التمييز. وتزامنا مع اطلالة يوم المراة العالمي اود مخاطبة اعماق الذكورية التي تعشعش بها ثلاثية نجيب محفوظ في بطلها سي السيد الديني المتعصب.. واعماق من يدعي المطالبة بالتحرر.. كم هم كثر "الذين ينفاقون في العالم الذكوري" انهم يتعاملون مع قضيتنا كالنظرية النسبية او كقانون الجاذبية ما به فائدة.. فعليهم استثمار معرفة النساء واقتنائهن وزجهن في طابور الضحايا الطويل.. ممارسة دور المثقف البطل الذي لا يتحدث الا عن انسانية المراة ومساواتها وذاتها باسم قضية المراة.. وما به ضرر يذهب في اتهامنا بعدم الاحترام لذاتنا والتجاوز على مرضهم المزروع بين التربية وبين ثقافتهم ومبادئهم، وهكذا هو انفصام الشخصية وهكذا تزداد نسبة هذا المرض لدى رجال يقال انهم دعاة التحرر والمساواة، لكن الحقيقة الكل تتاجر، منهم من يشتري بتجارة واضحة ومنهم من يتاجر بالمبادي والقيم والكلام المرتب المنظم، هذا يطالب بالتسيد وبشكل علني، وذاك يدعي الرقي والاحترام، وفي الحقيقة انهما وجهان لعملة واحدة ولا فرق بين من اقبل علينا بوعوده وبين من ادبر خائب ينظم قصص اكاذيبه، قضيتنا لا تحتاج الى نظريات شفهية ولا الى ادعاءات للتحرر، ظاهرها محبك وجوهرها فقاعة، ورغم كل شيء سنجد مخرج وسنجد طرق للاحتجاج اكثر فاعلية.. ولن نصل الى مفترق الطريق..
لن نفقد الامل باحقية استقلالنا الاقتصادي.. ولن نفقد الامل بالتحرر والمساواة.. وكل ما نؤمن به حقيقة وليس سراب.. المتخلف فضحة تخلفه والمتعصب واضح صنفه والرجعي طغت عليه رجعيته.. والاخطر من هؤلاء جميعا من يعنف المراة باسم التحرر، من يعيش بازدواجية ويتقطع ما بين قسوة معاناة الطفولة وغلاظة الذكورية، وما بين كرستلات الشعارات المتوهجة التحررية التي يريد ان يطوف بها علينا، كما يطوف المؤمن بمقدساته. انهم اخطر من الملاريا على صحة قضية المراة ومساواتها.. تعالوا اذا لنفضح هؤلاء وننفيهم خارج حدود عالمنا.. ولنتحج باي طريقة ضد العنف ولنمسك بمعول ونهشم كل جسوره اينما كانت او وجدت لن تكسرونا ولن تهزمونا...ولنتوحد يدا بيد مع الرجال التحرريين والذين يؤمنون بالمساواة الفعلية والعملية كي نبني عالما خالي من كل اشكال التمييز والعنف واللامساواة.
الامضاء ********** قلم التحرر والمساواة لكل نساء العالم
#منى_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أعتقال النساء كرهائن جريمة جديدة في سجل جرائم دولة القانون
-
وزيرة المرأة في العراق تلملم شتات سياستها
-
(أنثى الأخلاص) ختان العصر الجديد
-
المجاميع المسلحة لن توقف عجلة تحرر المرأة ومساواتها
-
أنسانية المرأة ليست للمزايدة والأستهزاء
-
لا ننشد مركز حماية للنساء.. بل حل جذري لقضية العنف
-
أيقاف العنف ضد المرأة مهمتنا نحن نساء ورجال التحرر والمساواة
-
حقوق المرأة بين الدين والقانون
-
الميليشيات تطارد أعضاء المرأة التناسلية !!!!
-
وزارة التربية وسياسة الصفع الديني
-
كذب تقرير (تومسون رويترز) وأن صدق!
-
أمرأة ترضى بمكانة دونية.. تزغرد لهذه المكاسب
-
اشاعة ثقافة السحر والشعوذة والغيبيات
-
جعفرة قانون الاحوال الشخصية، ونضالنا ضده نحن النساء
-
ثقافة العيب.. تجتاح صحة المرأة وحياتها
-
ما وراء اليوم الدولي للمرأة الريفية
-
المليشيات وفلاتر القتل والجريمة
-
أخلعي الحجاب ولاتترددي
-
غالبيتهم من النساء.. 97 مليون عربي يعانون من الأمية والجهل
-
لنفنح الابواب ونخرج
المزيد.....
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|