أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - تعالوا إلى كلمة سواء: الدور الوطنى للمشير لا يؤهله للرئاسة














المزيد.....


تعالوا إلى كلمة سواء: الدور الوطنى للمشير لا يؤهله للرئاسة


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 4362 - 2014 / 2 / 11 - 00:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أنا واحد من الذين يحبون المشير عبد الفتاح السيسى، وأستطيع أن اتفهم سبب هذا الحب الجارف الذى يتمتع به الرجل لدى المصريين، فهو من أطاح بسلطة الإخوان، وأنقذ مصر، شعبا ودولة ومؤسسات، وفيها القوات المسلحة، من مصير مظلم كانت سيناريوهاته معدة وجاهزة فى أدراج الجماعة الإرهابية.
بكلمة فإن هذه المشاعر الفياضة التى غمر المصريون بها المشير عبد الفتاح السيسى هى المعادل الموضوعى لكراهية الشعب للإخوان ورفضه لما يسمى التيارات الإسلامية.
لكن أظن أنه قد الأوان لكى نضع الخطوط الفاصلة بين ما هو وطنى وما هو سياسى.
لم يكن «إسقاط حكم المرشد» تعبيرا عن موقف سياسى لفصيل سياسى (أو أكثر) دون الفصائل المصرية الأخرى، بل كان تجسيدا لموقف وطنى عام، التفت حوله كل طبقات المجتمع وقواه السياسية والاجتماعية (وإن اختلف بعضها فى الأسلوب والوسيلة)، من الفقراء وساكنى العشوائيات إلى رجال الأعمال أصحاب الملايين والمليارات، ومن أقصى اليمين إلى أخر حدود اليسار، وبين هؤلاء من سطروا ملحمة ثورة يناير بدمائهم وأرواحهم وأمضوا ليالى الثورة الباردة فى شوارع مصر وميادينها، ومن سطوا عليها وباعوها تحت وهج كشافات استوديوهات الفضائيات وفى صفقات سوداء داخل الغرف المغلقة، وبينهم أيضا فلول نظام مبارك والمتلونين والمتحولين وسارقى قوت الشعب من سماسرة بيع القطاع العام وناهبى أراضى الدولة وقروض البنوك، ومن دمروا الزراعة والصناعة المصرية..الخ...
ما فعله (الفريق أول) السيسى كان موقفا وطنى بامتياز (بالمعنيين الجغرافى والسياسى للكلمة). وليس لدى شك فى أن التاريخ سوف يسجل بحروف من نور إقدام الرجل على الإطاحة بالإخوان، وضرب المخطط الأمريكى فى مقتل، وسوف يضعه بالضرورة فى مكانه المناسب بين زعماء العالم.
لكن عندما يصل الأمر لمنصب رئيس الجمهورية، فإن الموقف الوطنى وحده يصبح عبئا على الدولة والمجتمع، مثلما هو عبء على صاحبه، فضلا عن أنه عبء على ثورة يناير المجيدة ومطالبها وشعاراتها، وهنا تحديدا يتعين أن يتقدم السياسى على الوطنى ويتفوق عليه.
والبادى أمامنا حتى الآن أن المشير عبد الفتاح السيسى لم يقل كلمة واحدة فى السياسة، فلا يعرف أحد ما هى انحيازات الرجل؟ هل تتجه بوصلته إلى أهداف ثورة يناير ومطالب الفقراء والمعدمين؟ أم أنه يميل أكثر إلى سياسات مبارك ونظامه التى زادت الفقراء فقرا والأغنياء غنى؟
صحيح أن السيسى أعلن صراحة وبوضوح أنه لا عودة للوجوه القديمة، لكن الصحيح أيضا أن مشكلة مصر ليست فى وجوه قديمة ولا جديدة، لكنها فى سياسات كانت –ولم تزل- متبعة.
ثم أن الصحيح أيضا أن الرجل (أقصد عبد الفتاح السيسى) لم يقل كلمة واحدة فى السياسة، لكنه كثيرا ما اتخذ مواقف لا تخلو من سياسة، ومنها على سبيل المثال دعوة المشير محمد حسين طنطاوى والسيدة جيهان السادات إلى احتفال 6 أكتوبر (وما أدراك ما طنطاوى وما جيهان!!)، وقد جلسا الاثنان على المنصة الرئيسية إلى جوار الرئيس عدلى منصور (هل يستدعى الأمر إعادة تنشيط الذاكرة بدعوة محمد مرسى فى احتفالات أكتوبر 2012 للأهل والعشيرة؟ وهل مكتوب علينا أن كل رئيس يختص أهله وعشيرته باهتمام نوعى خاص؟)، ومن بين ما اتخذه المشير من مواقف سياسية –مثلا- حشر حزب النور السلفى فى مشهد ما بعد 3 يوليو، وكأن الناس نسيت مواقف السلفيين منذ الأيام الأولى لثورة 25 يناير، وصولا إلى اعتراف برهامى فى فيديو شهير بما مارسه من نصب وخداع وتحايل فى كتابة دستور 2012 الإخوانى، ورغم أن الشارع المصرى قد لفظ كل ما يسمى التيارات الإسلامية، والمفارقة أن دستور 2013 نص على حظر الأحزاب السياسية، وبما قد يعنى أن السلفيين ربما يتمتعون مستقبلا بحرية حركة دون شرعية وجود (هل يستدعى الأمر إعادة تنشيط الذاكرة بسياسة مبارك التى أقصت كل الإسلاميين، وأبقت لنا على فزاعة الإخوان وحدهم، ينعمون بحرية الحركة دون شرعية الوجود؟).
وسوف نغض النظر عن كل ما لا تبدو يد المشير واضحة وجلية فيه بصورة مباشرة، وهو كثير إلى درجة لم تعد تحتمل، من عودة إرهاب الداخلية مرورا بقمع الرأى الأخر وصولا إلى تشويه ثورة يناير ورموزها.
عندما يتعلق الأمر بمنصب رئيس الجمهورية، يصبح التمييز بين ما هو وطنى وما هو سياسى ضرورة موضوعية لا غنى عنها، وتغليب العقل على العاطفة واجب وطنى لا بديل له، ويصبح على المشير عبد الفتاح السيسى أن يفصح بصراحة ووضوح عن مواقفه السياسية.
لقد أحب الناس جمال عبد الناصر، لكن حبهم له كان مشفوعا بتأييد لخطوات ومواقف اجتماعية وسياسية اتخذها الرجل منذ وقت مبكر، من قانون تحديد الملكية الزراعية، وتوزيع الأراضى على المعدمين وصغار الملاك، إلى تأميم قناة السويس، إلى معركة بناء السد العالى وملحمة التصنيع..الخ... وظنى أن الذين يحبون السيسى، وأنا واحد منهم، ليس بوسعهم أن يشفعوا حبهم بأى تأييد، اللهم إلا هؤلاء الذين يؤيدون تكريم المشير طنطاوى ويهللون لتشويه ثورة يناير، ويسعدون بعودة القمع وتكميم الأفواه.
وليتذكر الجميع أن الناس لا تأكل مشاعر والأغانى الرومانسية لا تشبع أحدا، ومطالب الناس غير قابلة للتأجيل أو المساومة، وأن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، وأن لدينا الآن رئيسين سوابق، وربما يلحقهم الثالث.



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد الستين
- عن «المؤسسة العسكرية»... وتوظيف ثورة بلا قائد
- رسالة مفتوحة إلى الفريق أول عبد الفتاح السيسى
- نحو إعادة بناء الدولة المصرية 1 - عن السيسى والمؤسسة العسكري ...
- تخاريف صيام
- بيان «استرداد الثورة»... من الشعب
- خطاب مفتوح إلى وزير الدفاع
- المرتزقة وتجار الدين من بغداد إلى دمشق مرورا بالقاهرة
- موقعة وزارة الثقافة... دروس لمن يستوعب
- «تمرد» داخل جبهة الإنقاذ... هل من سبيل؟
- تجار العملة والدين عندما يصدرون قانونا!!
- عن جريمة خطف الجنود: عشر حقائق ثابتة
- سحل مواطن ونطاعة سلطة وهموم نائب عام
- وثيقة الأزهر بين «عنف» ثورة وجريمة نظام
- عن العنف والحوار والإنقاذ
- المسكوت عنه فى مسار الثورة... جبهة «إنقاذ» من؟
- المسكوت عنه فى مسار الثورة... مقدمة فى نقد الذات
- خيوط المؤامرة: أين تبدأ وأين تنتهى؟
- ضع القلم!!
- بين سفاح دمشق وطاغية القاهرة: طريق واحد ونهاية واحدة


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - تعالوا إلى كلمة سواء: الدور الوطنى للمشير لا يؤهله للرئاسة