حرية عبد السلام
الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 20:56
المحور:
الادب والفن
تركت متاعبي في محطتها الأخيرة
عندما يعبرني الخوف ...
أستجمع قوايا وأنهض راكدة حيث ردائي ...
أعلن لسريري فترة اِنتظار...
وأرسل لوسادتي رسائل اِعتذار...
أمسح بمنديل مبلل كل ركن من أركان جسدي
وأمررخرقة بالية على رفوف ذاكرتي
وبحركات ملتوية أحتسي ما تبقى من خمر حسرتي
وأركن في زاوية مظلمة كي لا أرى لون وجعي ولا حالة اِستنفار...
أجدني معلقة بين حائط مائل وسور مهدد بالسقوط....
وجهي تعلوه علامة اِستفهام ..
وعيوني ذابلة تسبقها حالة من الحيرة ...
أما جسدي فقد تفرى عن روحه واِستعصى عليه الوقوف أمام جمر الأيام ...
في لحظة من غفلة الوقت
شممت رائحة الشياط يسبقها بخار ينزف من بين حيطان خوفي ...
مسحت جبيني الذي اِحدودبت أطرافه ولبست عباءتي الماطرة
وتسللت من بين خياشيم البركان أتخلج في مشيتي حتى لا يصعقني تياره ...
رويداً رويداً دُست بأقدام الصبر على دروب الخوف
وطرزت أزقة الملل بخيوط من أمل ...
سهجت ريح الفرحة كل شوارعي
واِختفت النّذبات التي رافقتني
وتطايرت الآهات خلف ساحتي
فبِث أرى شمساً تُطل على سقفي العاري
ونجوماً تُغطي سطح حلمي
وأسمع من وراء زجاج نافذتي عيوناً تنبجس منها سكرات الندم ...
وقفت مع نفسي أستجمعها
وأمسح من على جبينها ما تبقى من زفراتها الدكناء
وهممت بالنهوض لأستقل قطار التغيير الذي حط بدربي الضيق
بعد أن تركت متاعبي في محطتها الأخيرة
حرية عبد السلام
24/2/2013
#حرية_عبد_السلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟