هنية ناجيم
الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 20:55
المحور:
الادب والفن
عندما أنظر وأتمعن وأبطئ النظر في الأشياء الجامدة (..) بكل احترام وإعجاب، فإنها تصطفيني وتميزني عن الآخرين. فتوحي إلي بكلمات ومعاني وصور وتعابير يعجز عنها من لا يعير هذه الأشياء الإهتمام..
فالنجوم والصخر والبحر والرمل والحصى (..) أشياء تعد من الجماد، لكن عنصر الحركة فيها لا ينفى؛ وكأنها ترتبط معي في علاقة، استثمارها أدى إلى منتوج من تعابير تدوم دوام الدنيا. فأنا سأفنى، ولكن الطرف الآخر من العلاقة سيدوم دوام الدنيا، كالبحر، النجوم (..)، ومنها ما هو متغير كالصخر، ومنها ما هو متجدد كالموج (..)، والذي يربط بيني وبينها رأسمال دائم.
هذه ثقافة سميتها ثقافة الأشياء، ثقافة تغيب عن معظمنا، مهما كان عظيما أو صغيرا..
فثقافة الإلمام منحة لا تستلزم أن تولد مع الطفل، أو تكتسب لدى سن الرشد.. بل هي منحة تمنح للإنسان حال رغبته بها، لكنها تؤتي الأكل بوفرة وجودة كلما طال أمد الرغبة -كأنها سمن تزداد قيمته بالقدم.
إن تأمل خلق الله أعظم من أي شيء.. فجمالية المخلوقات والموجودات بتأملها تنعكس بجمالها على الروح، فتمنح الروح إشراقا، مما ينعكس، بدوره، على العطاء وعلى ظاهر الإنسان.
فهدوءها خير متنفس، بحيث يشكل جنة تمنح الروح الطمأنينة والراحة، وصخبها وتجددها ينعش الروح.
لربما ينعث هذا الرأي بالفلسفي أو الحالم، لكنه حقيقة لا مفر لكل منا منها، يشكل خير رأسمال لمسيرة الإنسان، تهم حياته الخاصة، الاجتماعية والمهنية.. فقد كنت غير معروفة، وباستثمارها - أي التدبر في الأشياء هته، أصبحت مبدعة.
#هنية_ناجيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟