أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عامر الأمير - مرثية أور .. ما أشبه اليوم بالبارحة














المزيد.....

مرثية أور .. ما أشبه اليوم بالبارحة


عامر الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 1239 - 2005 / 6 / 25 - 08:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لقد تعرضت مدينة ( أور ) السومرية الى غزو العيلاميين الذين غزوا المدينة أيام ملكها ( أبي - سين *) .. و قد دافعت المدينة السومرية دفاعا مستميتا يتقدمهم الملك الذي أصطف حوله كل شعب أور من الكهنة و التجار و الشعراء و الفنانين .. فكبدوا العيلاميين خسائر كبيرة مما جعلهم " ... يوغلون في حقدهم على المدينة وعلى سكانها .. و كلما ازداد حقدهم تلاحم سكانها ووحدتهم واحتضنوا مليكهم ( أبي – سين ) وهو يقاتل امامهم ببطولة وهو يدعمونه بكل ما يملكون وهذا ما تؤكده النصوص المسمارية التي تحكي عن هذه الظاهرة ، ولا تشير الى أي صوت يعارض ذلك ، وهذا ما عزز وحدة الموقف ودفع المقاومة الشرسة ضد العيلاميين الى حد الفناء دفاعاً عن مدينتهم أور و ( أبي – سين الملك ) بقي بطلاً في مقدمة الأبطال المدافعين عنها لا يخشى أي شيء رغم علمه بمصيره ومصر المدينة ، لذا نرى اسمه قد حفر في قلوب ابناء شعبه وكتب عنه مرثية ، لم يحظ أي ملك من ملوك سومر بمثلها .
لقد دمر العيلاميون كل شيء في المدينة وحتى المدن الأخرى الموالية الى اور دمروها ولم يكتفوا عند اجتياحهم المدينة بقتل الرجال والنساء ، بل جمعوا الجثث في ساحة افراح المدينة امام المعبد حتى سالت وتبددت كما يتبدد دهن الخروف تحت اشعة الشمس .. وهذا المقطع من مرثية أور لشاعر سومري خير دليل يجسد هول المأساة :" :
( ازقة مدينة أور أصبحت مليئة بجثث القتلى
في الأماكن التي تقام فيها الأعياد كرست جثث القتلى
والدماء قد اريقت مثلما ينصب النحاس المنصهر
والجثث قد تبددت كما يتبدد
دهن الخروف تحت اشعة الشمس
والرجال الذين قتلوا بالفؤوس
رفعت عنهم خوذهم رمز البلاد
والجرى كانوا مثل الغزالة المصادة بالشبكة وراسها في التراب
والرجال المصابون بالنبال
وكأنهم ساعة ولادتهم ممرغين بالدماء
ومن بشاعة التخريب صار
اناس سكارى من دون خمر ...)
" ان الأعمال الوحشية غير الإنسانية جعلت النصوص المسمارية تصفهم بالمخربين حيث تقول المرثية : "
( ... السوئيون والعيلاميون المخربون
الذين لا يعيرون أهمية لأي شيء
كانوا قد جعلوا المدينة كتلاً من الأنقاض ...)
" لكن ( أور ) بقيت وبقت حضارتها وبقى معبدها شاخصا ًوشاهداً على هذه الحضارة ولم تسقط ، وهذه مرثية أبي – سين لشاعر سومري بعد أن تحررت المدينة ورحل الغزاة على ايدي الملك ( شبي ايرا ) ملك سلالة ( آيسن ) وضم المدينة الى سلالته وأعاد الطمأنينة الى سكان اور ، وملك آخر بعد هذا الملك ( شوايليشوا ) 1984 – 1975 ق.م اعاد الثقة كثيراً الى النفوس لذلك نرى الشعراء بداوا يعبرون عن مشاعرهم الحقيقية تجاه مليكهم ( آبي – سين ) ومدينتهم اور الخالدة فكتبوا ( مرثية اور ومرثية آبي – سين ) وبدا المنشدون يغنون بهاتين المرثيتين تعبيراً عن مشاعرهم تجاه مليكهم ومدينتهم .
ومرثية – ابي التي كتبها شاعر سومري في تلك الفترة تقول :"
(... كل أنظمة بلاد سومر قد الغيت
فتهدمت المدن والبيوت وحظائر الحيوانات
والأغنام والأبقار قد اخذت من حظائرها
والقنوات بدات تجلب ماء عسرا
وحقول الحبوب الجيدة لم يعد ينبت فيها سوى الحشيش
والأم لم يعد باستطاعتها العناية بطفلها
والزوج لم يعد يعرف زوجته
عرش الملوكية قد تغير
والقرارات الصائبة انتهت
والملوكية قد ابعدت عن بلاد سومر
كل ذلك قد حدث بسبب غضب الاله ( آنو ) والإله ( انليل )
ولهذا اوقفت الالهة ( نتو ) خلق الإنسان
حتى دجلة والفرات قد تغير مجراهما
وليس بامكان الناس ان يسكنوا بيوتهم
وعلى ضفاف النهر لم يعد ينبت سوى الأعشاب الضارة
آبي – سين قد أخذ الى عيلام
وأصبح كالطائر الذي هدم عشه
وكالغريب الذي لايستطيع العودة الى وطنه
والناس لم تعد تستطيع السفر عن طريق الأنهار
والمدن جميعاً قد تحولت الى أنقاض
وشعب ذوي الرؤوس السود قد قتل داخل المنازل
والأبقار لم تعد تعطي الحليب والزبد
والإله ( شكان ) إله الحيوانات بدأ لا يجد الراحة
وهو القصب بدأ ينبت قصباً برؤوس مؤذية
واشجار الفواكه والحدائق لم تعد تعط براعم ...)
.... ما أشبه اليوم بالبارحة ...
فبلاد الرافدين اليوم تتعرض الى أبشع حقد ( عربي - أسلامي ) أجرامي .. تعيث فيها عصابات ( السلفبعثيين ) الأرهابية فسادا و تبث في قلوب الناس رعبا .. تنشر الموت في كل مكان .. و تقتل المدنيين العزل بسلاح الجبناء ( السيارات المفخخة المفجرة عن بعد ) ... أو ( الأجساد الناسفة التي هربت من مواجهة تحديات الحياة و الحضارة الى أحلام و أوهام حور العين و الغلمان المخلدين عسى أن يجدوا هناك نكاحا و خمرا و عسلا .. و عسى ألا يجدوا أمما متفوقة و متحضرة تشعرهم بالعجز و الدونية ) ...
لكن : ستبقى أرض الرافدين مهما فعل الأغراب .. و سيقبرون هؤلاء الأوباش في أرضها حتما ...
* سين : اله القمر السومري .. و نجد له في الموروث الأسلامي ( ي س ) أو ( يسين ) أو ( يا سين ) ....



#عامر_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رهان ( شعب الجبارين ) على الحصان الخاسر
- حسنا فعل الكورد .. نعم لعلم عراقي جديد
- رسالة نقدية .. في نقد النقد .. سأرد لا حقا
- هواية الجهاد في مزرعة الحاج محمود الجحيشي : الدوافع و الأسبا ...
- حوار غير متمدن في موقع أسلامي
- معجزات الديجيتال عند العرب المسلمين
- لكي تكون عربيا مسلما فأليك النصيحة ..
- بغداد بين سقوطين .. هل نحتاج الى أبن العلقمي للتبرير ؟؟؟
- سيوف قد حنت إلى رقاب ... تقطعها قطعا ً مستبينا
- متى تسقط أميركا ؟؟؟ ... 1
- هل تحول العرب المسلمون الى دراكولات ..؟
- قصة اللون الأحمر و اللون البنفسجي .. دعوة لتصميم علم العراق ...
- الى الأخوة العمانيين ... مع التحية
- عودة المهرج مقتدى الى مسرح اللامعقول
- السيرة العربية .. أسئلة الحمقى في السياسة و الأسلام السياسي
- كيف يشتغل العقل العربي الأسلامي ؟ ... -3
- كيف يشتغل العقل العربي الأسلامي ؟ ... 2
- بابل و أخواتها ... تناشد ضمائركم
- حرق الأعلام الأردنية غير كافي
- الى الحكومة العراقية القادمة : نحن غاضبون جدا !!!


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عامر الأمير - مرثية أور .. ما أشبه اليوم بالبارحة