|
إضاءة / الجهاد والمجاهدين !!!
حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 4359 - 2014 / 2 / 8 - 22:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
( الجهاد ) ( شرعا ) قتال من ليس له ذمة من الكفار ( المعجم الوسيط المؤلف إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار / منشورات دار الدعوة ) ، السؤال الذي أطرحه للنقاش من جاهد وضد من لمدعي الجهاد ؟ ، وهل يمكن لنا أطلاق تسمية المجاهد لمن كان خارج العراق ؟ ، وماذا نسمي من كان داخل العراق في ظل حكومة شمولية عاثت فسادا في العباد والبلاد ؟ ، أعتقد أن مفردة مجاهد هي كبيرة بكل ما تعني الكبر والبطولة ، ولكن هل كان في العراق رجال يمكن أن نطلق عليهم المجاهدين ؟ ، وللجواب عن هكذا تسائل يحتاج من المجيب الأنصاف والتجرد من كل ما يشوه الحقائق وأن كانت الإجابة غير مرضية للكثير ، نعم كان هناك مجاهدون قدموا دمائهم رخيصة من أجل مبادئ غالية وسامية آمنوا بها وناضلوا من أجل تحقيقها ، ولو أردنا تعداد مثل هكذا قامات خلدت لوجدنا أن العدد لا يتجاوز أصابع اليدين أو أكثر بقليل من ذلك علمانيون أو إسلاميون ، ولكي أختصر كثيرا لهذه الإضاءة وتوضيح مغزاها أقول حضر أحد الأصدقاء مجلس أحد علماء الدين وهما يتناولان أطراف الحديث دخل عليهم برلماني إسلامي ، فقال رجل الدين للبرلماني الإسلامي ( ديروا بالكم على هذا الشعب المسكين ) ، فرد البرلماني على رجل الدين بطريقة لا تخلو من الوقاحة قائلا ( سيدنا يا شعب اللي تعنيه ، هؤلاء جميعا من صفق وطبل ورقص لصدام حسين ولحزب البعث المقبور ، وعلينا أن ننتظر 40 سنة قادمة ليكون هؤلاء قد انقرضوا وننشأ جيلا كما نريد ، ونتخلص من جميع هؤلاء الخدام ) ، سكت رجل الدين مستغربا لما قاله صديقه البرلماني ، والشخص الثالث كان منصتا بشكل جيد لما دار بينهم فتسائل مع البرلماني الإسلامي قائلا ( أنا من حزب الدعوة الإسلامية ، وخريج كلية الفقه من النجف ، وعملت في التعليم الثانوي ، وألقي القبض عليّ وأودعت التوقيف وبتر أصبعي هذا أثناء جلسات التعذيب المسائية ، وحكم عليّ بالإعدام وإرادة الله تحول الإعدام للسجن المؤبد ، وخفف الحكم وقضيت 15 سنة في السجن ألا يمكن أن أتساوى معكم ؟ ، ) ، رد البرلماني قائلا ( كلا لا يمكن ذلك لأنك لو لم توقع لهم على أن تكون أذنا للنظام بل جاسوسا لما أطلق سراحك ، ولو كنت قد أعدمت لقلنا نعم يمكننا أن نعدك منا ) ، نظر الرجل الى رجل الدين متوقعا أنه سيجيب هذا البرلماني أو يؤنبه لما تفوه به ، وحين عدم صدور تعليق من رجل الدين أستأذنه الرجل ليرد على البرلماني المتهور والمتعالي قائلا له ، ( أسمع ولأنك أمي بكل شئ بما في ذلك الخلق سأقول لك من هو المجاهد ، ولأنك أمي سوف لن أعرّف لك معنى الجهاد لأنك لا تفقهه ، بل سأوضح لك من هو المجاهد ، المجاهد الذي ترك مكة وهاجر الى المدينة بدينه وأشتد عوده وقويت شكيمته وعاد بعد عشر سنين ليفتح مكة ، أما أنتم فلستم إلا هاربون ليس بدينكم بل بدنياكم ، ووطئتم الأرض التي أتخمتكم بعطاياها سواء من الأمريكان أو الأعراب وعدتم بعد مدة على تلك الدبابات الأمريكية عملاء أذلاء تأتمرون لأسيادكم ، ولو كان هناك نظاما وطنيا لقدمكم للمحاكمة ، وأن لم يتم إعدامكم لأعادتكم تلك المحاكم النزيهة الى حيث كنتم في وحل ومستنقعات الرذيلة بدول أسيادكم ، وسوف يأتي اليوم الذي يقتص فيه منكم لما أفرطتم بسفك دماء الناس ، وجعلتم العراقيين طوائف متناحرة ، وسلبتم أموال الناس وهربت بسببكم الى دول أسيادكم ) ، وهنا أنتفض الإسلامي مخاطبا رجل الدين قائلا أتسمح له بإهانتي وأنا ضيفك ؟ ) ، أجابه رجل الدين ولم لم تمنع لسانك وأنت تكيل لنا سيلا من التهم والشتائم والأباطيل ، فما كان من البرلماني إلا أن يغادر المجلس دون كلمات التوديع ، تحية لكل المجاهدين العراقيين الذين كانوا تحت وطأة صدام ونظامه ، وألف تحية لهم وهم يقتاتون سعف النخيل ومخلفات الذرة ممزوجا بشئ من القمح ولم يطالبوا البرلمان براتب جهادي ، للإضاءة ........... فقط .
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إضاءة / الزمن الجميل !!!
-
(يكولون غني أبفرح )
-
إضاءة / ( داعش ) حقيقة أم خيال !!!
-
إضاءة / العرب تاريخٌ ...!!!
-
قصيدة ( محمد وأحمد مختار وبشير )
-
( الجيش أبن العراق )
-
إضاءة / إعلان غير مدفوع الثمن ( د مديحة عبود أحمد البيرماني
...
-
إضاءة ( الحكومة نزل ) !!!!
-
إضاءة ( نفس الطاس ونفس الحمام )
-
إضاءة ... ( أن كان بيتك من الزجاج فلا ترمي الناس بحجر )
-
إضاءة / عراقي ينقذ ( النرويج ) !!!!
-
أريد أطبع على أخدود الحزب بوسه...
-
إضاءة / أعياد وذبح وطائفية !!!
-
إضاءة / دكتاتورية الفرد ودكتاتوريات الجماعة !!!
-
( فراديس العراق يوقد شمعته الثالثة بمحافظة بابل )
-
إضاءة / وللفقراء قصصهم !!!!
-
إضاءة / ( الفقير والتعيير والطموح )
-
حيّ أعله الشهادة / (الى الشهداء البؤساء الذين قدموا أرواحهم
...
-
( ثائرة الفراديس والعشق العراقي )
-
( نصيحة موت ) ردا على قصيدتي ( ستين أعبرت )
المزيد.....
-
-لن تفلتوا منا أنتم ميتون-.. عائلة تتعرض لهجوم -مرعب- من قبل
...
-
هذه الجزيرة البكر تسمح بدخول 400 سائح فقط في الزيارة الواحدة
...
-
اقتلعته الرياح من مكانه.. سيدة تتفاجأ بقذف عاصفة عاتية لسقف
...
-
تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلق
...
-
رئيس الأركان الروسي يتفقد مقر قيادة إحدى مجموعات القوات في م
...
-
روسيا.. تعدد الأقطاب أساس أمن العالم
-
أنا ميشرفنيش إني أقدمك-.. بلوغر مصرية تهين طالبة في حفل تخرج
...
-
-نسخة طبق الأصل عن ترامب-.. من هو دي فانس الذي اختاره المرشح
...
-
مقتل 57 أفغانيا وإصابة المئات جلّهم من الفيضانات والأمطار ال
...
-
الحكومة المصرية تنفي شائعة أثارت جدلا كبيرا بالبلاد
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|