حقائق مهمة حول طبائع الثورات الشعبية!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 4359 - 2014 / 2 / 8 - 18:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

( زهور وطيور وقيح وصديد !؟)
*********************
هناك حقيقة يجب الإنتباه إليها يعرفها كل من يدرسون تاريخ الثورات الشعبية الناجحة أو الفاشلة عبر التاريخ ويدركون طبيعة هذه الثورات !.. وهي أن هذه الثورات الشعبية التي تسقط نظاما شموليا ديكتاتوريا بالكامل وتسقط معه مؤسسات الدولة التقليدية والتي أساسها المادي الجيش والشرطة تؤدي عند نجاحها في هدم النظام الرسمي إلى إنفلات أمني وإنفلات من نوع آخر هو ربما الأخطر !!.. وهو إنفلات جميع القوى الإجتماعية والشعبية والسياسية من العقال !.. العقال الذي كان يشكله الحكم الشمولي الديكتاتوري والنظام الرسمي السابق المنهار !!.. فالثورة الشعبية تطلق جميع هذه القوى من عقالها !.. سواء القوى الخيرة أو القوى الشريرة !!... ويخرج كل شئ على السطح !.. كما يفعل البركان حين يلفظ في ثورته ما في جوفه !!... لذلك يكون المجتمع عندئذ في مواجهة حقيقته وأمراضه وقواه الخيرة والشريرة !!... قواه العاقلة التي تتبع المنطق والحكمة وقواه النفسية التي تتبع الهوى والعواطف والغرائز بلا تعقل وتتبع التعصب الحزبي أو القبلي أو الجهوي أو العنصري في عصبية شديدة ومتطرفة !!!...... يكون المجتمع عندها في مواجهة نفسه !!.. في مواجهة أمراضه وعيوبه وعقده النفسية والإجتماعية !!.. في صراع بين قواه الخيرة وقواه الشريرة !.. صراع بين العقل والغرائز الوحشية المنفلتة من قيد الدولة وقيد الأخلاق !.. صراع بين العقل والأهواء !.. صراع بين التطرف والإعتدال !.. التطرف بكل صوره !.. والصراع بين الثوار الراشدين العقلاء وبين الثوار السفهاء والغوغاء !!... عندها ينتشر الخوف والإضطراب والحيرة والإرهاب !!!.... يكون المجتمع الوطني في خطر !!!.. لكنه في مواجهة حقيقية مع (الحقيقة) !!.. حقيقة الأمراض التي كانت تعج وتضج وسط عقال الدولة وضوابط الوجود الرسمي قبل إنهياره وتحطيمه !!... ويكون في هذا فائدة !!.. فائدة عظيمة إذا تم إستثمارها بشكل سليم !.. أولها أننا سنتعرف على حقيقة أنفسنا وأمراضنا وعقدنا التي كانت مكبوتة وغير ظاهرة لنا !!... نعرف مشاكلنا الحقيقية وأمراضنا الإجتماعية وعيوبنا الأخلاقية ثم يكون علينا - وهي الفائدة الثانية - مواجهتها بشجاعة وحكمة لمعالجتها وتطهير نفوسنا ومجتمعنا منها !.. فإذا نجحنا فإننا نكون يومها كمن تخلص من (دمالة) ضخمة قبيحة مليئة بالقيح والصديد ظلت تؤلمه بشكل دائم وتعيق - لشدة الألم قدرته - على التفكير الموضوعي السليم !.. ويكون المكسب عندها مكسبين : أولا ً الحرية .. + .. ثم ثانيا ً معرفة حقيقة أنفسنا وأمراضنا ومعالجتها والتخلص من دماملنا وعقدنا المليئة بالدم الفاسد والقيح والصديد والتي ربما تكونت ونمت حتى قبل تأسيس الدولة الليبية عام 1951 !!.

أهذا كل شئ !!؟؟؟؟.......... أجل .. هذا كل شئ حتى الآن !.

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات