كلّ حلال و الله المستعان

أسماء عيادي

الحوار المتمدن-العدد: 4358 - 2014 / 2 / 7 - 17:16
المحور: كتابات ساخرة
    

و الحال أنّنا أمّة منزّهة، بنا كلّ الفضائل لدرجة أننا على إستعداد أن نعلّم بقيّة الشّعوب. نحن .. أصحاب الحقيقة و أصحاب الفضائل، نحن ... شعوب لا تعرف الرّذائل! نعلّمهم أن يلتحقو بقطيعنا و إلاّ فهم كفّار! ثمّ أن لا يحتجّو و إلاّ فهم مرتدّون! و هل دخول الحمّام مثل الخروج منه كما يقول المثل التّونسي العامّي! .. ثم لا تتشدّق عليّ أرجوك بمبادئ الغرب الكافر فنحن أصحاب مبدأ المساواة منذ فجر الإسلام .. أو لم يأتيك خبر إلغاء الرّق سنة 1962 في السعوديّة! نحن .. أصحاب المبادئ الإنسانيّة، لا تستغرب فنحن شعوب الفضائل .. نجلد و نرجم و نحكم بما أنزل الله و بسنّة نبيه و أنتم تتحدّوثون عن حقوق للأطفال .. أي هراء هذا ! نحن .. أصحاب العلوم و الحقائق و أنتم تتحدّثون عن غزو للفضاء .. ما بالنا نحن بالفضاء .. نحن لا نغزو إلاّ مدن الكفّار لسبي نسائهم .. على ذكر النّساء .. نحن من كرّمنا المرأة و منعنا عنها حتّى قيادة السّيارة .. و أنتم تجهدونها بالعمل !
لن أكتب هنا أفكارا ففي شرعنا عقلي عاجز عن ميلاد الأفكار .. و تضلّ وصمة إمرأة تلاحقني مهما درست و تنوّرت أو حتّى تفقّهت، .. يداي لا تكتب و لكن تعدّ الخضر و الغلال لملئ بطن من قالو خلقت لأجله لأنسه، أخفض عيناي خجلا فالحياء زينتي و إلاّ نظري لمخاطبي صفة مومس تجادل في ثمن .. لا أرفع صوتا فصوتي خطيئة .. أحدّثكم عن عفّتي قالو فرض حجب الشّعر و إلاّ أنت في جهنّم عن الجنان محجوبة لا ترين ظلالها، على الأرض بالفجور منعوتة .. عن صاحبة النّقاب لا أنسى الحديث حيّة إغواء في نظرها يقبّلني أصحاب الشّمال، و هي في كيسها محجوبة ! أ ترى ما تحت الكيس، قالو عرفي و مسيار بحسب فتوى شيوخ دام ظلّهم لعفّة الأخوات، أما أنا فلا شيخ يفتي لي، لا أملك نقابا أو أضعف الإيمان حجابا فيزا لدخول حرم "كلّ حلال و الله المستعان" .. ماركة مسجّلة في الأسواق الإسلامية.
لا تستغرب هكذا هي الشعوب الفاضلة التي لا تشوبها و لا يشوب تاريخها شائبة !!

#أسماء_عيادي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات