|
مذكرات بارميطة رقم6
لوتس رحيل
الحوار المتمدن-العدد: 4358 - 2014 / 2 / 7 - 15:41
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
يدخن السيجارة تلو الاخرى ويشرب الكأس تلو الاخر وهو يتحدث في حزن بالغ مما جعلني احاول تهدئته لكنه منفعل جدا وطريقة حديثه تدل على ان شيئا ما قد وقع له ..ان كارثة المت به...يتوعد ويتوعد بكلمات غير مفهومة...وكانت فدوى بجانبي وقد شجعته على الحديث لكونها جريئة وتتحدث بطلاقة مع اي كان من رواد الصالة دون حرج مما جعله يطلق العنان لدموعه...فهو زبون مالوف هنا ومدمن على شرب الخمر ومقارعة الكؤوس لكنه دوما وحيد لا انيس ولا ونيس...فهو يكره النساء على حد تعبيره ويفضل الوحدة ويكره الرجال ايضا فسبب ادمانه يعود الى خيانة زوجته له صحبة اعز اصدقائه...واسترسل جمال في سرد حكايته وهو يستجمع ما تبقى من خيوط عقلانيته التي تدوب كل ليلة بعد شربه لاكثر من زجاجة ويسكي ....هدا الرجل سنه يفوق الخمسين وهو مدير شركة معروفة وناجحة ..متزوج وله ابن واحد وزوجته كانت كاتبته الخاصة قبل ان تصبح زوجته الرسمية التي احبها وتعلق بها بعد علاقة دامت اكثر من ثلات سنوات ليقر رايه على الزواج بها وانقطاعها عن العمل لتعتني ببيتها وزوجها وابنها الدي انجبته بعد عام من زواجهما..... وكانت سعادتي عارمة عندما تزوجنا فقد حققت الان كل احلامي عمل ناجح زوجة ناجحة وطفل اصبح يشكل كل معاني الحياة فلم اكن اقصر في واجباتي اتجاه اسرتي الصغيرة وابدل قصارى جهدي لاوفر لزوجتي وابني كل شيء دون استثناء ولم اشك يوما ما ان سعادتي هاته مجرد سراب وحلم ساستفيق منه دات ليلة.... واشعل سيجارة اخرى لينفث سمومها ويردف : .لكل حدث تفسير وما لم اجد له حتى الان تفسيرا هو سبب خيانتها لي؟؟؟؟؟؟؟هدا السؤال يحيرني يعدبني ..لمادا خانتني ؟ومع من ؟اعز اصدقائي؟؟؟؟هو صديق الطفولة والدراسة وقد كان خارج الوطن وعند عودته بعد زواجي وانجاب طفلي قام بزيارتي كما اعتاد على دلك كلما اتى الى الوطن لرؤية والديه ...وقد اصر على الاحتفال بي وبزواجي فقد مضى وقت طويل دون ان نلتقي مما دفعني الى قبول دعوته صحبة زوجتي دعوة الى عشاء في هدا الفندق بالدات وكانت سهرة لطيفة وقضينا وقتا ممتعا نحن الثلاثة وهو يثني على دوقي واختياري فزوجتي كما يقول اختيار موفق وزواجي منها نعمة وجنة...ولم الاحظ اعجابه بها وملاحقته لها بنظراته وهي ايضا كانت معجبة بطريقة حديثه ولباقته ووسامته فانا رغم وسامتي فانا منطو وقور وجاد صارم ولا اجيد الحكي وسحر قلوب النساء ولكن لم يدر بخلدي ان تكون زوجتي لا تحبني وان زواجها مني كان لمجرد مصلحة لا غير.. وشرب جمال كاسه دفعة واحدة وهو يطلب مني ان اسكب له كاسا اخر بصوت واهن ليكمل حديثه فقد بدا يشعر برغبة قوية في الحديث: .احببت الخائنة ووضعت ثقتي فيها ولم افكر في شيء من قيبل الشك او الغيرة بل كانت السهرة تاريخية وقد سمحت لهما بالرقص فهو صديق طفولتي وهي زوجتي ...وبعد ايام اقترحت علي زوجتي ان نستضيف كمال الى البيت لتناول العشاء معنا ورحبت بالفكرة...ووافق كمال بكل سرور ..وتاخرت في الدخول الى البيت فقد كانت لدي اعمال اضطررت الى اكمالها قبل الدخول وقد اتصلت بزوجتي اخبرها بتاخيري وبالترحيب بصديقي وحسن ضيافته حتى موعد مجيئي وهدا ما حدث...ومند تلك الليلة تغير كل شيء ولم يعد صديقي كمال يتصل بي كما في السابق فقد اخبرني ان لديه جدول اعمال ووقته ضيق كما انه يفكر في الرجوع الى الو طن بصفة نهائية ونقل كل مشاريعه الى هنا وكنت متحمسا لقراره هدا وشجعته طويلا مقترحا عليه انه بامكاني ان امد له يد المساعدة واكون تحت تصرفه في كل ما يحتاجه من استشارات وارشادات ومعلومات....لكنه اختفى لعدة ايام, كما ان زوجتي لم تعد تسالني عنه وعن اخباره ولكني لاحظت غيابها المتكرر عن المنزل ومبالغتها في الاهتمام بمظهرها وزينتها...وقد اعجبني هدا التغيير وخروجها من البيت لتغيير الاجواء فانا اعمل باستمرار واحسست بالدنب لكوني اتركها وحيدة رغم ان دلك لم يخلق اي مشاكل بيننا فهي تتفهم وضعي وتقدر ظروف عملي فقد كانت سكرتيرتي وتعلم جيدا نمط عملي...ولم اعر الامر اهتماما عن خروجها المتكرر وغيابها المستمر عن البيت ..فقد اعتقدت انها تقوم بزيارة اهلها كالمعتاد وصديقاتها فهي تزور والدتها بانتظام لانها تعاني من مرض مزمن وقد اصبحت انا المسؤول عن تكاليف ادويتها وعلاجها لاني اعتبرها كوالدتي وبمعنى اصح مند ان بدات العلاقة بيننا قبل الزواج وعندما شرحت لي ظروف عائلتها الفقيرة والمزرية رق قلبي لحالها ووعدتها بتحمل مسؤولية والديها كما قمت بتوظيف اخويها وتزويج اختها فقد كنت جادا وصادقا معها في كل شيء ولم اخدلها ولم اغدر بها فقد وعدتها بالزواج ووفيت بوعدي ورسمنا مخططا لاحلامنا معا وتمكنا من تحقيق دلك ولا انكر انها جميلة وطموحة ولكن فقرها ومشاكل اسرتها كان كل دلك حاجزا امام طموحاتها..وانا اعتقدت ان طموح المراة الاستقرار زواج وانجاب وزوج حنون جاد ومسؤول ..لم اعتقد ان هناك طموحات اخرى وان الزواج سجن وقضبان.. وفجاة انخرط جمال في بكاء صاخب وفدوى تحاول ان تهدئه من جديد ورغم ان لديها طلبات يجب ان تقدمها لان احدى الزميلات تنادي عليها الا انها طلبت من تلك الزميلة ان تقوم مقامها فحكاية جمال اثارت انتباهها كثيرا وربما فكرتها بتجربتها مع زوجها السابق هي الاخرى مما جعل عيناها تدمعان وهي تسترجع شريط دكرياتها مع زوجها الخائن...وجمال الدي لا يتوقف عن الشرب والتدخين..يكمل الحكاية قائلا: وفي دلك اليوم المشؤوم الدي شعرت فيه وانا في طريقي الى المكتب بالم شديد في معدتي وهو الم ينتابني احيانا ولا اعيره انتباها فهو يزول بسرعة لكن هده المرة تغير الوضع وازدادت حدة الالم لاجد نفسي قرب عيادة احد اصدقائي الاطباء الدي التقي به احيانا هنا ودخلت بسرعة الى العمارة حيث توجد عيادته ليفحصني ويصف لي دواء وقد كان لديه وقت قبل استقبال مرضاه مما جعله يرحب بي ويطلب مني البقاء قليلا وناولني حبة دواء ليزول المي وتناولت معه شايا وغادرت...ووقع ما لم يكن في الحسبان فعند نزولي وخروجي من العمارة نحو سيارتي التي ركنتها بعيدا بعض الشيء...لمحت زوجتي تنزل من سيارة ..اجل..سيارة احاول ان اتدكر اين رايتها من قبل وبصحبتها رجل وسيم وانيق وهما يبتسمان ويتبادلان الحديث بكل شوق ويدها في يده ليدخلا الى نفس العمارة التي خرجت منها...لم اصدق نفسي....وحاولت ان اتمالك رباطة جاشي وبعدما هدات قليلا عدت الى امام العمارة وانا في حيرة من امري فالصدمة كانت اقوى وغير متوقعة...وكي اتاكد من الامر فانا لا احب الظلم ولم اجد تفسيرا لما يحدث اقتربت من حارس العمارة لاساله عن الرجل الدي دخل للتو صحبة امراة وكي اعزز موقفي منحت الحارس ورقة من فئة100درهم كي يجيبني بصراحة, فما ان تسلم الورقة حتى اخبرني بحماس ان الرجل قد اكترى شقة في هده العمارة مند وقت قصير وان المراة تاتي يوميا بصحبته الى هده الشقة كما اخبرني انه يقوم باحضار طلباتهما ويبدو ان المراة متزوجة فهي حريصة على اخفاء شخصيتها كما ان لهما مواعيد مضبوطة في الدخول والخروج من العمارة.....واحسست ان الارض تدور بي وبانني ساسقط ارضا ولكني تمالكت نفسي وعدت الى البيت ....لافكر في الامر من جديد وبكل تروي...وانتظرت دخولها وهي تفاجئ بوجودي المبكر في البيت لتقبلني وهي تظهر لي مودة مصطنعة وتحكي لي اخبار عائلتها وعن امها التي ارسلت لي السلام والدعوات...وكرهت هدا القناع والكدب والرياء والخداع....ووجدت نفسي اطلب منها ان تترك البيت..وان تستعد لتسلم ورقة الطلاق.. .وسكت جمال ثانية وهو يمسح دموعه..لتربت فدوى على كتفه وهي تقول له: انت رجل عاقل يا جمال وحكيم بالفعل, فقد احتفظت على برودة اعصابك ولم تغضب فلو غضبت لتبعتهما الى الشقة ولحدثت مجزرة هناك .. .وابتسم في حزن قائلا: نعم لقد فكرت في الامر لكن تجربتي في الحياة ونوع عملي جعلني اتريت ولا استعجل الامور المهم اني لم اظلمها وكان امري لها بجمع حوائجها ودهابها الى بيت امها قد نزل عليها كالصاعقة...وحاولت استفهامي عن سبب هدا القرار لكني اخبرتها ان قراري يعود لكوني اكتشفت مؤخرا اني لا اصلح ان اكون زوجا لها وان لها طموح واحلام ربما ستحققها مع رجل غيري وسيم ومتحرر وانيق وله سلاح اسمه كلام معسول وصباغة والوان.....وامهلتها يوما باكمله فانا اود ان اعود الى البيت ولا اجد اثرا لها فيه وخرجت ....وكانت وجهتي هنا طيلة الليل اشرب واشرب واشرب واتساءل عن سبب الخيانة وما الهدف منها؟؟؟؟؟؟؟ولم اجد جوابا...وبعد ايام حاولت الاتصال بي متوسلة ان امنحها فرصة كي تشرح لي الامر...وتقابلنا في مقهى وكنت قد اتصلت بالمحامي للقيام باجراءات الطلاق وقد خيرتها في كل ما تريد, حقوق ونفقة ابنها وكل ما تريد فانا لا احب الظلم وكان بامكاني حرمانها من ابنها وضبطها متلبسة مع عشيقها الدي لم يكلف نفسه ان يسال عني بعدما اغواها وجر رجلها الى مستنقع الرديلة..فلم اظن يوما ما ان تكون حبيبتي وزوجتي وام ابني غبية الى هدا الحد وان تسقط بسهولة في فخ هدا الرجل المغرور الدي كان متعودا دوما على الايقاع بالنساء....خدلتني صدمتني حطمت احلام حبي لها وسعادتي وكيان اسرتي وفرقت بيني وبين ابني الدي لم اعد اطيق رؤيته فمن يدري ربما ليس ابني ادخلتني دوامة الشك والحيرة وفقدت الثقة في كل شيء وكرهت نفسي وعملي فترة طويلة اهملت فيها كل شيء وكان منتجعي الوحيد هدا البار ومقارعة الكؤوس والبكاء على الاطلال...حتى لحيتي ارسلتها وقد حاولت مرارا وتكرارا ان تحدثني دون جدوى وكان لقاؤنا في المقهى اخر لقاء اخبرتها فيه بكل برودة اني رايتهما معا وانها حرة وتستطيع ان تكمل باقي مسيرتها في الحياة معه ادا احبته واحبها حقا لكني اكدت لها وانا اقف اصافحها لاخر مرة قائلا لها في مرارة واسف شديد : ما يحز في نفسي انك فعلا غبية وانك كنت في امان تحت رعايتي وان صديقي الدي اعتاد على الانقضاض على كل شيء يجده في متناول الاخر لا لشيء سوى لان نفسيته مريضة ويتلدد دوما في تحطيم قلوب الاخرين, لكن صدقيني لو ان هدا الصديق جاد ومسؤول ومعقول واحبك فعلا واراد الارتباط بك فساكون فرحا لك واهنئك من كل قلبي لكن مع الاسف الشديد فهو فقط اراد ان يوقع بك وبعد دلك سيتخلى عنك فهو ليس رجل زواج او مسؤولية كما انك لا تعرفين انه متزوج وان زوجته الفرنسية لن تسمح له بالزواج ثانية وان له اولاد منها وانه ياتي الى الوطن احيانا هروبا من جحيم زوجته وسلطتها عليه فيحاول في وطنه ان يثبت رجولته ويمارس سلطته الدكورية مؤقتا حتى يعود ثانية الى جحيمه المعتاد.......
#لوتس_رحيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مذكرات بارميطة رقم4
-
مذكرات بارميطة 5
-
مذكرات بارميطة رقم2
-
مذكرات بارميطة رقم3
-
مذكرات بارميطة رقم1
-
مذكرات عذراء رقم12
-
مذكرات عذراء رقم5
-
مذكرات عذراء رقم2
-
احلام مغتصبة
-
مذكرات عذراء رقم7
-
مذكرات عذراء رقم8
-
مذكرات عذراء -الغوص في المتاهة-
-
مذكرات عذراء رقم 1
-
مذكرات عذراء رقم4
-
مذكرات عذراء بداية المتاهة
-
مذكرات عذراء رقم 11
-
من مذكرات عذراء رقم10
-
اعتراف
-
من مذكرات عذراء
-
من مذكرات بارميطة
المزيد.....
-
منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر anem.dz شروط التقديم وخط
...
-
السجنة 15 عاما لامرأة متهمة بالخيانة في القرم
-
العثور على رفات 100 امرأة وطفل كردي في مقبرة جماعية بالعراق
...
-
شبح النظام الأبوي يلاحق النساء إلى -أروقة العدالة-.. لبناني
...
-
كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 والشروط m
...
-
التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2025..إليكم التفاصي
...
-
مبارك عليكن.. الوكالة الوطنية للتشغيل توضح كيفية التسجيل في
...
-
الوكالة الوطنية للتشغيل anem.dz: حقيقة زيادة منحة المرأة الم
...
-
عندي بسكليتة ما بعرف سوقا ركبنا عليها.. حدث تردد قناة وناسه
...
-
الرفيقة سومية منصف حجي عضوة المكتب السياسي للحزب في قراءة في
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|