|
التكفير والأرهاب تشويه للأسلام .
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4358 - 2014 / 2 / 7 - 01:31
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الأسلام دين السلام والسماحة واليسر ، وبنوره تحول قوم امييون ينتشر الجهل والوحشية بينهم يعيشون على غزو بعضهم البعض وقتل بعضهم البعض الى امة متنورة تفوقت على الحضارات العظمى التي كانت تجاورها كفارس والروم ووثنية مكة وسواء دخل الأسلام التي انتشرفيها مع المحاربين ام بدونهم فأنه ما كان يمكن ان يتملك قلوب اهلها لولا مبادئه السمحاء التي كانت تدعو الى الفضائل ونبذ العنف والفساد والظلم والتسلط و أن أكبر دولة أسلامية من حيث عدد السكان في عالمنا الحالي ، هي أندنوسيا وهي لم يدخلها المحاربون الأسلاميون أطلاقا ً ، كما أن الأنتشار الواسع للدين الحنيف في أوربا ودول العالم الأخرى بعد تطور الأتصال والتنوير ،لم يجري لابسيف ولابرمح فليس هناك دولة اسلامية قادرة على غزو العالم اليوم بل بالعكس فأن دول الأسلام كانت هدفا ًللغزو والتخريب ،ولكن الأسلام بما يملك من تعاليم سامية تخلل النفوس رغم ما أعد من أعلام مضاد . ، يقول الرسول محمد بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ،ومن هنا فقد دعا الأسلام الى الأيمان بكل الأنبياء والرسل ،و الى فضائل الأعمال ومكارم الأخلاق وامر بالعدل والأحسان وبر الوالدين وصلة الأرحام والمودة بين الناس ،والأحسان للجار واكرام الضيف والتعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأصلاح بين الناس وأحل النكاح الحلال واكل الطيبات وحث على الصدق والوفاء بالعهود وامر بتجنب النجاسة وحث على النظافة . حرم البغي والعدوان والظلم واكل أموال الناس بالظلم وحرم الربا وأكل أموال اليتيم بغير حق وحرم الكذب والنميمة وحرم الزنا والفاحشة ،وقتل النفس بغير نفس أو فساد في الأرض وحرم الأحتكار والربا ...الخ . - اعطى الأسلام المرأة القيمة والكرامة قبل 1400 عام في وقت كانت سلعة تباع وتشترى . - ساوى بين الناس اذ لافضل لعربي على اعجمي الاّ بالتقوى وعاش بين المسلمين الآلاف من المسيحين واليهود والصابئة وغيرهم في دعة وأمان لمئات السنين منذ بدأ الدعوة المحمدية والى اليوم وبنفس تكافؤ الفرص ولكن من امر الله تعالى بمقاتلتهم هم من يقاتلون المسلمون ،فمثلا ً لمام اليهود الصهاينة الذين اغتصبوا ارض فلسطين واخرجوا اهلها منها واستباحوا ممتلكاتهم ومزارعهم وهذا معروف لكل العالم . - يأمر الأسلام المسلم ان يعيش الحياة مواجها ً صعابها متنعما ً بالطيب الحلال فيها ،ويأمره بعمارة الأرض والجد والعمل .
يرى الأسلام ان الأصل في الأسلام هو الخير مثلما ان الأصل في الأرض هو الطهارة ،ومن هنا فأن الأصل في علاقة المسلم مع المسلم أو غير المسلم هو المودة والسلام ، ( وأدخلوا في السلم كافة ) ، وقد منع الأسلام حروب العصبية الدينية ( لااكراه في الدين ) ورفض حروب التشفي والأنتقام ، ( تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لايريدون علوا ً في الأرض ولا فسادا ً ان الدعاية المضادة للأسلام اليوم هي بسبب الأنتشار السريع والواسع للدين الأسلامي وخاصة في اوربا ، وعندما يخطئ البشر ممن محسوب على الأسلام لايعني ان الخطأ في الأسلام . بل يعني ان هناك من يسئ الى الأسلام من داخل الأسلام وأهله في غفلة أو تعصب جاهل أو عمالة . أجدادنا أكثر وعيا ً وحضارة : ( لا تشتم الها ً لا تعبده ) . وجدت هذه الجملة مكتوبة باللغة الأرامية في معبد في تدمر قبل 2500 عام ، ألا يدل هذا على أن اجدادنا كانوا اكثر عقلا ً واكثر تسامحا ً وقبولا ً لللآخرين مما نراه اليوم . أن أعداء الأسلام ما فتئوا يحاولون النيل منه بمختلف السبل وقد اعتبروه هدفا ً دون ان يكون قد بدأ حربا ً ضدهم أو خاض مواجهة مسلحة ،وكانوا هم البادئين بحروب كبرى ضد دول الأسلام جربوا فيها مختلف صنوف الأسلحة الحديثة المحرمة دوليا ً والتي يحرمون على غيرهم حتى اقتناءها ،والتي ثبت بالأدلة عدم أختلافها عن السلاح النووي وقد ثبت تأثيرها على جنودهم كما أثرت ومستمرة بالتأثير على عامة الناس في البلدان التي هوجمت كأفغانستان والعراق . من الثابت ان حروب المسلمين كانت دفاعية بالدرجة الأولى ، ( ان جنحوا للسلم فأجنح لها ) وان النصوص التي يرتكز عليها دعاة الحرب فسرت على غير وجهها فالأية ( اذا لقيتم الذين كفروا ...) يشير فهمها ككل دون تجزءة الى انها تقصد حرب الدفاع حيث تقول في آخرها ( حتى تضع الحرب أوزارها ) ومن الجهل ان نفسر على وقت قبل 1400 سنة ،حيث تغيير اليوم كل شئ وأصبحت ثورة الأتصال تحقق ما لايحققه السلاح .
الجماعات التكفيرية اساءت للأسلام : ان هذه الجماعات لاترى سوى القتل وسفك الدماء لأثبات وجودها ،وقد تم استمالتها بطرق شتى كالفتاوى المنحرفة والتي يتبرء منها الأسلام وتعاليمه السمحاء،فالأسلام يقول : (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ) . ويقول علي بن ابي طالب لأحد ولاته يوصيه بالرفق بالناس : ( ان الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) . وهي العبارة التي امر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بتعليقها في المنظمات الأممية وقال عنها انها عبارة يجب ان تنشدها البشرية . اذن من الواضح ان ماتحمله هذه العصابات التكفيرية لاصلة له بالأسلام حيث يتم استمالتهم بالترغيب المادي أو السلطة والجاه لأغراض خاصة ،بعد ان كانوا عناصر مهملة . واذا كان هناك من يحسب هذه الجماعات على الأسلام ومبادئه السمحاء ، فعندها يتبادر الى اذهاننا سؤال منطقي : لقد خاضت دول اوربا حربين عالميتين كبيرتين قتل فيها ملايين البشر فهل ينسحب هذا على الديانة المسيحية لأنهم كانوا يدينون بها ؟ طبعا ً لم يقل احد بذلك لأن سوء تصرف البشر هو الذي يخلق الحروب والقتل . وان مايمارس اليوم من تشويه للدين الحنيف وتعاليمه السامية هو صناعة احترافية من اعداء الأسلام الذين دخلوا الى الداخل الأسلامي أشبه بفن الجاسوسية ، وبدءوا بتشويه الأسلام والأدعاء بتمثيله وتهيأت اشخاص منحرفين ليمثلوا دور مطلقي الفتاوى البعيدة عن الدين والتي تدعو الى القتل والأحتراب بين طوائف المسلمين . الوعي الأسلامي : ان الحل هو الوعي الأسلامي والرجوع الى منابع الأسلام الصافية واتفاق طوائف المسلمين على عدم التقاتل مع بعضها ، وان كان هناك خلافات قديمة فمرجعها الى حكم الله ولا نسمح لها بالأمتداد الى حياتنا الحاضرة لتدميرها ، وان نسمع الى علمائنا المعروفين وليس كل من هب ودب ، كما ان هناك قواسم مشتركة كبرى تجمعنا ، ولنوحد كفاخنا من اجل بناء بلداننا ونهضتنا بين الأمم ومواجهة عدونا المشترك موحدين ، فالفرقة ضعف وهزيمة للجميع .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأعلام المسؤول والأعلام الهامشي
-
قنوات التواصل الأجتماعي افادت ام اضرت وحدتنا
-
بين الوظيفة والمشاريع الصغيرة
-
الفلوجة مفترق طرق
-
كيف تعمل مشروعا ً مستفيدا ً من القروض الميسرة ؟
-
كلام في حضرة الوطن
-
عجائب الكرة العراقية والأتحاد الدولي
-
آفاق جنيف
-
الله اكبر يا عراقي
-
النفاق الغربي بين الحريري وعرفات
-
اختلاف الرايات .. حقيقة ام هرطقة
-
مواجهة داعش ..انتباهة ام دعاية
-
التهميش والحرمان من اسباب ما يحدث اليوم
-
عصر ..انقراض العرب
-
امريكا تغض الطرف عن الأرهاب السعودي الصهيوني
-
تؤخر الموازنة .. من الدولة ام البرلمان
-
التطاول .. دعوة الى الفوضى والأباحية
-
محمد نور وثورة
-
هل كان لخيم الأعتصام ضرورة
-
لكي لا يتحول العراق الى سوريا جديدة
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|