صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1239 - 2005 / 6 / 25 - 01:18
المحور:
الادب والفن
22
الإنسانُ شجرةٌ عاقرةٌ
ينجبُ أنياباً
أكثرَ افتراساً من الذِّئابِ
لا يهمُّهُ براءةَ الطُّفولةِ
حزنُ الأمَّهاتِ
ولا تراخي أمواجُ النَّهارِ
وجعٌ ينمو في سماءِ الرُّوحِ
من لونِ الشَّفقِ
من لونِ المسافاتِ
من
لونِ
موشورِ
الحزنِ
من لونِ البكاءِ!
سفرٌ ممتدٌ من أخمصِ القدمينِ
حتّى فروةِ الرأسِ
ضجيجٌ من لونِ الضَّجرِ
عبر محطَّاتِ العمرِ
سفرٌ من لونِ البكاءِ
من لونِ الرَّمادِ
رحيلٌ في دنيا العذابِ
في أعماقِ السَّرابِ
أكثرَ من عمقِ المدى!
وجعٌ يطفو فوقَ سماءِ الرُّوحِ
كلّ صباحٍ
يزهقُ أحلامَ المساءِ
قبلَ ميلادِ الفجرِ
مَنْ هرَّش صدرَ الجبالِ ..
ومَنْ خلخلَ أجنحةَ الأشجارِ؟!
مَنْ لوَّثَ وجهَ النَّسيمِ ..
ومَنْ جرحَ جبينَ الصَّحارى؟!
مَنْ كسرَ أعناقَ النَّخيلِ
ومَنْ شتَّتَ على وجهِ الدُّنيا
ملايينَ البشر؟!
حزنٌ مكوَّرٌ في أعماقِ الفيافي
حزنٌ من لونِ العصافيرِ
من لونِ الدُّموعِ
من لونِ الرَّحيلِ
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
مقاطع من أنشودةِ الحياة.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟