صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 4357 - 2014 / 2 / 6 - 14:48
المحور:
الادب والفن
أنا معك يا أبي،
وعذرا على التأخر عن الجنازة. لم أكن أدري أنهم سيستفردون بك ويستفظعونك الى هذا الحد. لا علم لنا لا بوقت الجنازة ولا بمكانها ولا بصورتها تلك. أنا معك، والله معك ولم أكن لأتأخر ولو لوحدي لأفك عنك حصار الطغيان الأعمى والعدمي. لست وحدك وان لم يكن ابنك وان لم تكن الجنازة لابنك، فهي لبشر مثلنا جميعا او افضل ربما.
ومن لا يعجبه الامر فليشرب من البحر. سوف أمشى في المستقبل في كل ما أمكن من جنائز القتلى ولن أمشي مجددا في جنائز يمشي فيها القاتل وراء القتيل
لا،
لن نموت كما تريدون أنتم أن نموت
لن نحتفل كما تريدون لنا
لن ندفن الناس أحياء
لن ننسى منعكم للناس من التعزية
والحكم على الملتاعين بجهنم العزل
لن ننسى أنكم أجبرتم الناس على دفن أبناءهم ليلا على ضوء الشموع
وأنكم منعتم الرجال من تشييع الرجال
وأطلقتم الرصاص على مواكب الشهداء في طريقهم إلى المقبرة
ومشيتم في جنائز بعضهم
...
نحن لا تهمنا ذكرى الشهيد بقدر ما تهمنا حقيقة الشهادة
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟