.. هلوسة 27 ..

جواد الشلال

الحوار المتمدن-العدد: 4357 - 2014 / 2 / 6 - 14:47
المحور: الادب والفن
    

هلوسة ... 27 ...
ثمة قطط سمان اجتاحت الباحة الخلفية للدير المقدس
أنها تزهو بالمواء حد الغنج ..... رغم شعورها بانها ثقيلة على الأفئدة ..
توسم جباهها بزعفران مستورد من وراء النهر ...
اكتظت بها ... الشبابيك .. الأواني ..وحقول الرمد المستعصي ..
المغنون ... أدركوا أن الصبح ... ليس بقريب .. غادروا ببلاهة إلى مراجل الغربة العفنة ...
المواء ... تسلق المسرح .. استحوذ على قيثارة بابل ..
وبدأ عزف ... الأحكام ... الضرورات ... ولا بأس بالانتقام ..
... المواء ......... صار عواء .. حول الخلخال .. قيد أنين
الجمهور .... تعود الضحك بتهكم .... حين يسمع لفظة وردة ..
فنجان قهوة .... و فجر صباح ... وتبقى الحيرة تلف سكونه المبعثر ...
ساخنة هي الأدوات ... والقطط تلعق الموائد ... جائعة هي تحمل
سنوات خوف ألجوع .... تردد نغمات الكهوف الغارقة بالسعال
وثمة دخان يخرج من الرؤوس الملطخة بحناء زرقاء
العيون متدلية ... تبحث عن وشاح معلق بالسماء
وترمي شعاعها إلى أفخاذ النساء ... لم يعد للوشاح ظل ..
وللنساء ... آيات كثيرة .... تسندها تفاسير مباغته .... ربما قبل حين طواها النسيان ...كم هي قاسية حاسة الشم لتلك القطط ... أنها تلتهم الأزياء وورق الشيكات .... دون خوف أو انتظار ....
لم يعد يعنيها شيء من الجرذان .... أو أرتال الفئران ...
والوطن ... يغني والرمح في ناصيته ينزف أنسانا ... عقب إنسان
ويترنم بشهقات... الجوع .. الحرمان ... ويتذوق كل صباح
... أفواج الموتى ... وعصير القطران ...
.. القطط تتكاثر ....بمهارة الإقصاء .. وتبحث عن زوايا للموت لم تكن بالحسبان ....
ربما هناك ... أو هنا .... حيث قمقم الوجدان ....
للموت معان كثيرة ... للقلب أودية شاغرة ... البحث جار عن الدم حتى تنمو به أشجار الحزن ... أشجار موت ذات نكهة غريبة ..
.. أشجار الموت المتكلسة بتراتيل البشاعة المنقرضة ..
محميات موت تلتصق بلحى غابرة ..
.. أشجار صغيرة .. تبحث بغباء .. عن موائد فخمة .. عامرة بالخمر والنساء .... القطط تمتلئ بالمكان
.. المواء يصدح .... بمكبرات الصوت ... يحيي الموت ... بلغة باذخة
... القطط تنمو باضطراد ... الموت يرتدي نكهة العفونة ... بامتياز ...
.. لم يعد شهرا باردا يكفي للتناسل ... كل الشهور تحظى بموارد كبيرة
الوهم بات محيرا حد اليقين ... حور العين منهن من تستحم أمام القطط بأنهار الدم المكتوب بلغة قريش الثانية ...وتبقى القطط السمان ...عامرة بالجوع المزمن ................

#جواد_الشلال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات