أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - هل خَرَج الكون إلى الوجود من -البُعد الرابع- Hyperspace؟















المزيد.....

هل خَرَج الكون إلى الوجود من -البُعد الرابع- Hyperspace؟


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4357 - 2014 / 2 / 6 - 14:47
المحور: الطب , والعلوم
    


جواد البشيتي
مِنْ رَحْم "مكان" ليس كمثله مكان، وُلِد الكون، أيْ كوننا، وخَرَج إلى الوجود. وفيه، وضِمْنه، يتمدَّد كوننا، ويتسارَع في تمدُّده. وحَوْله ينحني كوننا. أمَّا إذا اختفى كوننا، وزال من الوجود، فلن يختفي ويزول إلاَّ فيه؛ فهو كان لكوننا "مَهْداً"؛ ولسوف يكون له "لَحْداً".
وهذا "المكان" يُسَمُّونه، في عِلْم الكوزمولوجيا، الذي ليس كله "عِلْم"؛ لأنَّ الفيزياء فيه يُخالِطها كثيرٌ من الميتافيزياء، "Hyperspace". وإذا كان "المكان" في كوننا من "أبعاد ثلاثة"، هي "الطول" و"العرض" و"الارتفاع"، فإنَّ ذاك "المكان"، الخفيِّ، غير المرئيِّ، الذي لا يُمْكننا أبداً إدراكه، أو السَّفَر إليه، والانتقال فيه، يمكن تَصَوُّره على أنَّه "البُعْد المكانيِّ الرابع".
"المكان" لـ "الحركة"؛ لحركة الأجسام والجسيمات في كوننا؛ فما "الحركة" إلاَّ انتقال جسم في المكان. وفي كوننا، سِرْ في خَطٍّ (أو مسارٍ) مستقيم، في أيِّ بُعْد تشاء من أبعاد المكان الثلاثة، فلن تَصِلَ أبداً إلى "نهاية" الكون، ولن تُغادِر أبداً الكون؛ فأنتَ ستعود حتماً (ولو من الوجهة النظرية) إلى الموضِع الذي منه بَدَأْتَ السَّيْر. مستقبلاً، رحلتكَ نفسها ستَسْتَغْرِق زمناً أطول؛ لأنَّ الكون (بأبعاده المكانية الثلاثة) يتمدَّد، ويتسارع في تمدُّده.
في البدء، كان ذاك "المكان"، ولم يكن من وجود لكوننا. كان "البُعْد المكاني الرابع"، ولم يكن من وجود لـ "أبعاد المكان الثلاثة"، التي يعرفها كوننا. ولَمَّا أَخْرَج "الانفجار الكوني" Big Bang كوننا مِنْ رَحْم ذاك المكان (الذي هو مسقط رأس "البيضة الكونية") إلى الوجود، وُلِدَ "كل شيء"؛ وُلِدَ المكان (والفضاء) الذي نَعْرِف، وبأبعاده الثلاثة، وَوُلِدَ الزمان، وَوُلِد كلُّ ما ينتمي إلى كوننا من أجسام وجسيمات وقوى..
في البدء، وعلى ما وَرَدَ في "سِفْر التكوين" في "العهد الأَجَد"، أيْ في نظرية "الانفجار (الكوني) العظيم" Big Bang، كان ذاك "المكان (Hyperspace)". وكان "فيه" تلك "النقطة"، صِفْريَّة الحجم، لانهائية الكثافة، Singularity. وهذه "النقطة (أو "البيضة الكونية")" ليست كمثل "النقطة المركزية" لـ "الثقب الأسود" Black Hole؛ وليست مِنْ جِنْس "المادة (Matter)"، ماهيَّةً وخصائص. إنَّها لسيت "الله"؛ لكنَّها، مع "انفجارها"، مستحيلة الفَهْم والتفسير إذا ما ضَرَبْنا صَفْحَاً عن "فرضية الله".
لقد أَخْبَرَتْنا نظرية "الانفجار العظيم" أنَّ هذا "الانفجار (غير المُعلَّل فيزيائياً)" هو الذي به خُلِق الكون، أيْ كوننا؛ ولَمَّا عَرَّفَت النظرية نفسها "الكون" على أنَّه "كل شيء"، فإننا لا نَقَع في "خطأ كوزمولوجي (أو فيزيائي)" إذا ما قُلْنا إنَّ هذا "الانفجار (الذي وَقَعَ بأَمْرٍ يشبه الأَمْر "كاف ــ نُون")" هو الذي به خُلِقَت "المادة" من "العدم"، أو خُلِق "كل شيء" مِنْ "لا شيء".
النظرية نفسها أَخْبَرَتْنا أنَّ "المكان"، في كوننا، وبـ "أبعاده الثلاثة"، قد خُلِقَ خَلْقاً؛ لكنَّها لم تُجِبْنا عن السؤال "مِنْ أين جاء ذاك المكان (Hyperspace)؟".
نقطة البدء في التأسيس لهذه النظرية الكوزمولوجية الكبرى، والتي (أيْ تلك النقطة) تَعْدِل، أو تكاد تَعْدِل، "حقيقة موضوعية"، كانت "اكتشاف هابل"؛ فالكون يتمدَّد؛ لأنَّ "عناقيد المجرَّات" تبدو مُسْرِعةً في الارتداد والابتعاد عن بعضها بعضاً. ولقد افْتَرَضوا، مِنْ ثمَّ، أنَّ الكون، في ماضيه، كان أصغر حجماً. ثمَّ أَطْلقوا العنان للمخيلة، فقالوا بتلك "النقطة"، صِفْريَّة الحجم، لانهائية الكثافة. ثمَّ بحثوا عن سبب التمدُّد الكوني، فتوصَّلوا إلى أنَّ الفضاء بين "عناقيد المجرَّات" هو الذي يتمدَّد ويتَّسِع. ثمَّ بحثوا عن سبب تمدُّد هذا الفضاء (المخلوق) فتوصَّلوا إلى أنَّ نَوْعاً غريباً من الطاقة، أسموه "الطاقة الداكنة"، هو السبب؛ فهذا الفضاء مُمْتَلئ بـ "الطاقة الداكنة"؛ وهذه الطاقة تتسبَّب في تمدُّده، وفي جعله يتسارع تمدُداً.
الكون، أيْ كوننا، في تمدُّده، يشبه، ولا يشبه، "البالون الذي يَنْتَفِخ في استمرار"؛ فالكون، كل الكون، يَقَع على "السَّطْح" من "بالوننا الكوني الضخم"؛ وهذا "السَّطْح" يُمثِّل "المكان" بأبعاده الثلاثة (مُضافاً إليها "بُعْد الزمان").
وتَمَدُّد كوننا يعني أنَّ هذا "السَّطْح" يتمدَّد (ويَكْبُر، ويتَسِع) في استمرار، وأنَّ كل بُعْدٍ من أبعاده المكانية الثلاثة يتمدَّد.
ومع ذلك، اضطُّروا إلى أنْ يتصالحوا مع "المنطق"، أو مع شيء منه؛ فـ "البالون الكوني (بكليِّته)" لا يمكنه أبداً أنْ يتمدَّد إلاَّ إذا كان "ضِمْن" مكانٍ، أو فضاءٍ؛ كما لا يُمْكِنه أبداً أنْ يتمدَّد إلاَّ إذا سَلَّمْنا بوجود "داخِلٍ (أو باطنٍ)" لهذا "البالون". ونحن لا يُمْكننا تَصَوُّر انحناء الكون، أو انحناء الفضاء، أو انحناء "الزمكان (الكوني)" Spacetime، إلاَّ إذا سَلَّمْنا بوجود "ما ينحني حَوْله الكون"؛ فما "الحل"؟
"الحلُّ" يَكْمُن في "البُعْد (المكاني) الرابع" Hyperspace؛ فاستحدثوا وابتدعوا هذه "الفرضية"، قائلين إنَّ كوننا (أو كرتنا الكونية الضخمة) بفضائه وزمانه وأبعاده المكانية الثلاثة، يُوْجَد "في (أو ضِمْن)" هذا "البُعْد (الميتافيزيائي)"؛ ففيه يتمدَّد، ويتسارع تمدُّداً، وإنَّه (أيْ كوننا) ينحني حَوْل هذا البُعْد نفسه. وهكذا ضَمُّوا "الخارِج" و"الدَّاخِل" من "كرتنا الكونية" إلى "البُعْد (المكاني) الرابع" Hyperspace؛ ثمَّ تَحَدُّوكَ قائلين: سِرْ في "البُعْد الرابع" حتى تُغادِر الكون؛ لكنَّكَ لن تُغادِره أبداً؛ لأنَّكَ لن تستطيع أبداً السَّير في هذا البُعْد!
وهذه "المغادَرَة" تعني أنْ تُصْبِح في خارِج "كرتنا الكونية"، أو في داخلها؛ فهذا "الدَّاخِل"، وذاك "الخارج"، ليسا بجزء من كوننا.
ومِنْ فرضية "البُعْد (المكاني) الرابع" وُلِدَت، أو اشْتُقَّت، فرضية "الأكوان"؛ ففي خارج (أو في داخل) كرتنا الكونية الضخمة المتمدِّدة في استمرار، قد تُوْجَد أكوان أخرى؛ لكنَّ وجودها كَعَدَمِه؛ لأنْ لا صِلَة فيزيائية بين كوننا وبين أي كون آخر.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوزمولوجيا جدلية
- عندما يَسْتَمِدُّون من القرآن شرعية لوجود إسرائيل!
- حقُّ العودة-.. هل فَقَدَ -واقعيته-؟
- خَبَر غير سار للاجئين الفلسطينيين في الأردن!
- مأساة ثورة!
- حقيقة إشكاليَّة الحقيقة!
- عَصْرُ اضطِّهاد النِّساء لم يَنْتَهِ بَعْد عند العرب!
- دستور لشَرْعَنة الانقلاب!
- سقوط -التأويل العلمي- ل -آيات الخَلْق-!
- ميثولوجيا سياسية!
- -المادية- تُجيب عن أسئلة الدِّين!
- سورية.. صراعٌ ذَهَبَ بما بقي من -يقين-!
- -العامِل الإيراني- في جولة كيري!
- الاستثمار الدِّيني في فرضية -الجسيمات الافتراضية- Virtual Pa ...
- السؤال الذي يَعْجَز الدِّين عن إجابته!
- آدم وحواء.. وثالثهما!
- كيف لِمَنْ يَعْتَقِد ب -آدم وحواء- أنْ يَفْهَم داروين؟!
- البابا فرانسوا: حتى الله يتطوَّر!
- هذا الدليل البسيط على صواب أو خطأ نظرية -تمدُّد الكون-!
- هذا الإحباط الشعبي الثوري!


المزيد.....




- لو عندك إمساك.. هذا الطعام اللذيذ يخلصك من المشكلة
- روشتة صحية من 7 خطوات للوقاية من النوبة القلبية
- الصحة العالمية تؤكد أن جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ ص ...
- باكستان تعلق خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة في بعض مناطق ا ...
- حصاد الطب 2024.. جراحة جديدة لمرضى ألزهايمر تظهر -نتائج واعد ...
- النبّاشة: كيف تحول التلوث البيئي إلى وسيلة للكسبوسبب للموت ف ...
- تزايد ملحوظ في إصابات السرطان في كردستان والحكومة تبعث رسالة ...
- 5 مشروبات طبيعية تزيد نسبة الحديد وتحميك من فقر الدم
- الاضطرابات العصبية عند الأطفال.. خلى بالك واطمن على ابنك
- هجوم -غوست تاب-.. كيف يستغل القراصنة خدمات آبل باي وغوغل باي ...


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - هل خَرَج الكون إلى الوجود من -البُعد الرابع- Hyperspace؟