|
غير طبيعية؟؟..طبيعية جداً؟؟
زين اليوسف
مُدوِّنة عربية
(Zeina Al-omar)
الحوار المتمدن-العدد: 4357 - 2014 / 2 / 6 - 08:34
المحور:
كتابات ساخرة
أبلغ من الطول 156 سنتيمتراً..قصيرة القامة؟؟..نعم لا أنكر أن البعض يراني كذلك و لكن طبيبة تعمل في المشفى المجاور لمنزلي تبلغ من الطول 140 سنتيمتراً لهذا تراني طويلةً جداً!!..أيضاً أبلغ من الوزن 43 كيلو غراماً..نحيفةٌ جداً؟؟..نعم يراني البعض كذلك و لكن إحدى صديقاتي تزن 37 كيلو غراماً و لهذا تراني سمينةً جداً بل أنها دائماً ما تُردد بأنها تحلم بالوصول إلى وزني يوماً ما.
ما مناسبة هذه المقدمة الغريبة؟؟..مناسبتها أني لا أؤمن بالمذهبية و أجد أن الله عندما بدأ بتصميم رؤيته الخاصة للأديان لم يكن يملك ذلك البال الرائق ليمارس تجاهنا كل تلك الألاعيب النفسية ليرى من خلالها أي مذهبٍ سنؤمن بأنه يليق به أكثر؟؟..و لكن الأغلبية قد تجد أن دينها سيخلو من معناه الحقيقي دون مذهبٍ واحد و لونٍ واحد متناسقٍ فقط مع ذاته و ليس مع أي لونٍ آخر.
كذلك أؤمن أن الزواج مقبرة الروح..و أنك تخاطر كثيراً و بحُمقٍ و تهور لا يوصف فقط لكي تحقق سيناريو قُتل تكراراً بحجة إعماره للأرض..و كأن الأرض ستتوقف من دونك أنت دون سواك لو لم تتزوج أو تُنجب!!..و لكن الأغلبية تؤمن أن الزواج قبل أن يكون وسيلةً للتناسل فهو وسيلةٌ للوقاية من الوقوع في المعصية أو -في أفضل أحواله التعريفية- وسيلةٌ لممارسة الحب كعاطفةٍ مع شخصٍ واحد دون سواه مما سيحقق -كما يقولون- الاكتمال العاطفي الذاتي.
لا أؤمن بأنه يجب عليَّ عندما أبدأ بالتعريف عن نفسي أن أقوم بذكر اسم ديني إما بالإعلان الصريح له أو كتلميحٍ غير مباشر للآخر به ليصبح نوعاً ما كتُقية أكثر منه ديناً أؤمن به..و لكن الأغلبية تؤمن أن اسم دين المرء يجب أن يسبق اسمه و أنه يجب أن ينغمس فيه..مُروجاً له بالإشارات تارةً و بالمديح تارةً أخرى..على الأقل كتطبيقٍ عملي للتفاخر بالكم و ليس بالكيف.
أؤمن أن ما يُقارب من مليار مِثلي في عالمٍ يبلغ عدد سكانه 7 مليارات إنسان يستحقون مني أن لا أنبذهم أو على أقل تقدير أن أكف عن إصدار الأحكام قبل الشتائم في حقهم..فإما أن أمنحهم علاجاً أو حقاً..و إن عجزت عن منح أياً منهما فلأدع الخلق للخالق لكي يقوم هو بوظيفته في محاسبتهم..تلك الوظيفة التي لا أتذكر أنه أوكل أحداً ما بها لأسبابٍ صحيةٍ يُعاني منها..و لكن الأغلبية قد ترى أنهم كائناتٌ مقززة يجب أن تُسحق بالأحذية أو يتم رميها من شاهق تمثَّلاً بقصة قوم سدوم وعامورة و التي للمصادفة -أو الرحمة- لم تتكرر مرةً أخرى.
لا أؤمن أن الأحزاب الدينية ستحقق أي حضارةً إنسانية أو فكرية أو حتى علمية..فهي كأحزابٍ سياسية لا تملك أي رؤية علمية أو اقتصادية أو فكرية..و كلما صادفنا حزباً سياسياً بُني على باطل الأديان نجده يترك كل قضايانا مهرولاً نحو قضيتين لا سواهما..قضيتان لا يسكنان إلا في غُرف نومنا دون باقي غرف الدار..و لكن البعض يرى أن الأحزاب الدينية هي الحل..فهي التي ستعيد ضبط عقارب مجتمعاتنا المنفلتة إما أخلاقياً أو أخلاقياً..و ماذا عن الحضارة؟؟..فلتذهب إلى الجحيم.
أؤمن بأن الرسول الكريم لم يكن كاملاً كما يُصوره بكل عاطفية أغلب المسلمين..فالله سبحانه نفى عن خلقه أجمعين صفة الكمال الروحي أو العقلي و الرسول لن يكون استثناءاً لتلك القاعدة..فهو كأي إنسان أخطأ بل و ذُكرت أخطاؤه في القرآن الكريم كدليلٍ على نفي صفة الكمال عنه..و لكن الأغلبية تراه شخصيةً عظيمة لا تحمل أي نقيصة و تحمل كل فضيلة..بل أن البعض يراه شخصيةً تُجسِّد مفهوم الكمال الإلهي عندما يتجسد في بشرٍ بالرغم من فناءه.
ما هي المعايير التي تجعلنا نصف أي أمرٍ نؤمن به بكلمة "طبيعي"؟؟..هل هي معاييري أم معاييرك أم معايير الآخرين أم معايير الأغلبية؟؟..هل هي معاييري أنا أم أنت أم هم؟؟..من منِّا يمسك بذلك القاموس المُقدس الذي سيعلمنا المعنى الحقيقي لكلمة "طبيعي"؟؟..من منِّا يملك ذلك التعريف الصحيح 100% دون أي نسبة خطأ فيه لكي يخُطه لنا في عقولنا؟؟..هل يجب أن أؤمن بما تعتنقه الجماعة لكي أكون طبيعية أم أنني يجب أن أؤمن بما يُقنعني "عقلياً" لكي أكون طبيعية؟؟.
الأنبياء و الرُسل كانوا غير طبيعيين بالنسبة للآخرين فقط لأنهم صرَّحوا بما يرونه طبيعياً في زمن امتلأ باللا طبيعي من وجهة نظرهم..فهل كانوا طبيعيين لقيامهم بما آمنوا به أم كانوا غير طبيعيين لمخالفتهم الجماعة فكان الآخرون هم الطبيعيين؟؟..لو كانوا هم الغير طبيعيين فحينها سيكونوا مجموعةً من الكاذبين أو المُعتلين نفسياً الذين أرادوا أن يُحيِّدوا الطبيعيين عن مسارهم الطبيعي..و إن كانوا هم الطبيعيين فحينها سنكون نحن من فقدنا نبوتنا بأن أصبحنا غير طبيعيين بأن آمنَّا بأن وجودنا مع الجماعة هو الأمر الطبيعي.
#زين_اليوسف (هاشتاغ)
Zeina_Al-omar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كل شيءٍ هاديء في الضالع
-
تتزوجها؟؟
-
كل عامٍ و محمد بلا نسب
-
التحرش الجنسي في اليمن
-
قُبلة يهوذا
-
دستور و مثلَّية و سرير – 2
-
دستور و مثلَّية و سرير - 1
-
لا عذراوات في بلدي
-
لو كان الله رجلاً
-
اغتصاب سلفي
-
أولويات مريم العذراء
-
بضعة رجال عُقماء
-
الإلحاد في اليمن..اختيار يُحترم أم رِدة لا تُغتفر؟؟ - 3
-
الإلحاد في اليمن..اختيار يُحترم أم رِدة لا تُغتفر؟؟ - 2
-
الإلحاد في اليمن..اختيار يُحترم أم رِدة لا تُغتفر؟؟ - 1
-
أن تكون جنوبياً فهذا يعني
-
الرسول عاشقاً
-
مُنادي الرب -قصة-
-
في بلد العُميان
-
3..2..1..أكشن
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|