|
علي مولود الطالبي شاعر عراقي شاب تخطى حدود الزمن في إبداعه
سالم وريوش الحميد
الحوار المتمدن-العدد: 4356 - 2014 / 2 / 5 - 21:27
المحور:
الادب والفن
علي مولود الطالبي شاعر عراقي شاب تخطى حدود الزمن في إبداعه
أجرى الحوار سالم وريوش الحميد /احمد الغانم
علي مولود الطالبي شاعر عراقي شاب تخطى حدود الزمن ، حاصل على شهادة الماجستير من جامعة القاهرة / كلية الإعلام / قسم الإذاعة والتلفزيون أثبت مقدرة إبداعية من خلال تمكن أدوات عطاءه الشعري ، الذي تناول فيه الإنسان والحب والوطن والمرأة والجياع و هموم شعبه التي كانت هاجسه الأكبر كتبُ في مختلف الصحف العراقية والعربية والدولية ، وفي العديد من المواقع الالكترونية الرصينة نشرت له الكثير من الصحف والمجلات منها جريدة طريق الشعب ومجلة الثقافة الجديدة والبينة الجديدة والبينة والمشرق .كما إن له مشاركات ثابتة في صحيفة آفاق الإعلام وهو محرر في صحيفة الغد والمنتصف وأوراق عربيه وشبكة الأنباء العراقية وجريدة العراق بريس ( له حوارات حصرية متواصلة مع صحيفة الزمان الدولية ) نال العديد من الجوائز والشهادات التقديرية من مساهمته المتعددة ونشاطاته المختلفة في الكثير من المحافل ،في مجال الصحافة وكتابة الشعر وإعداد الدراسات عن الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب له ديوان مطبوع ، ضوء الماء ، شعر ، دار تموز رند ، سوريا ، 2011 ويقع الديوان في 150 صفحة من الحجم المتوسط ، ويضم 35 نصاً شعرياً ، توزعت بين الشعر العمودي والتفعيلة والنثر ، ، ويعد ديوان ( ضوء الماء ) الوليد البِكر لأعماله و في ديوان "شمس على ثلج الحروف" هناك تألقٌ مميز للكلمة في كل قصائده التي كتبها ورتبها حسب حروف الهجاء ،حيث أن كل حرف له قصيدة بدء من الهمزة حتى الياء.....
يؤمن : بان الإنسان فوق كل الأسماء بان الإعلام رسالة عالمية لخدمة البشرية كافة بان الحب هو الجسر الأقصر إلى ضفة السعادة بان الوطن أسمى من جميع الفضائل بان المرأة ملاك حاف يمشي على الرمل ، نعثر على أثاره ولا نحس بوقع أقدامه بان الود أنقى أراجيح الوجد هذه المرتكزات الفكرية كانت مدخلا للحوار معه ....
*علي مولود الطالبي : شاعرٌ لهُ بصمة خاصة، يكتبُ من خلال قراءته للواقع ... فيعيش القصيدة بمختبر وجدانهِ الإنساني حتى تنضج . قبل أن تصل القارئ ..من هو علي مولود الطالبي ...؟ - مواطِن لا ينتمي إلا للإنسان، لا يعرف سوى صفحة واحدة في دفتر الحياة؛ كُتِبَ فيها "الدين لله والوطن للجميع" تعرفتُ عليَّ في أرضٍ مجروحة وسماء تبكي وماءٍ يئن ونخيل يتألم؛ في ذلكَ العراق العربيّ الإنسانيّ المظلوم مهدَتني أم عظيمة كما حواء وأب ملائكي كما إبراهيم، في تلكَ سنين الثمانين خططتُ أول دموعي على قافية الحياة، كبرتُ مع الأحزان في هذا الكون الواسع الدمار ... الضيق السلام، أنا حسراتُ المحرومين، وبردُ المشردين، وخوفُ المغتربين، ودموعُ الأمهات وهمومُ الآباء ... أنا شريكُ الجياع، غطاءُ الفقراء، بكاءُ الأطفال، فراقُ العشاق ؛ أنا اللا مذهبي واللا طائفي واللا عنصري ؛ أنا البسطاء في كل ما قاله الشعر ؛ علي هو حقيقةٌ تحرجُ الضمائرَ التي نسيتْ المحتاجين والخراب . *هذا الكم الكبير مِن العطاء الذي لم يسلط عليه الضوء في العراق ، ترى كيف يمكننا جعله في متناول القراء ؟ وكيف يمكننا أن نصنعَ من القصيدةِ عاملاً مؤثراً في حياة الناس ...؟ - حروفيَ للقراءِ أكتبها وأتنفسها من خلالهم، العطاءُ من وجهة نظري هو أن تقدمَ للمحتاجِ ما يريد مناله، فهو مَن تروم كلماتي بلوغهُ وإيصال ضوء القصيد له، وكما قلتُ : (ولحن القوافي دائرٌ فيَّ .. سائرٌ *** وخبز الفؤاد العودُ ، والملحُ عزفُهُ) فنحنُ اليومَ نعيشُ في عصرٍ أحاديّ الإضاءة، لا نورَ فيه إلا لمَن لديه مكانَة أو ريادة أو سلطة أو نفوذ أو علاقات وغيرها من ملوثات الحياة الضائعة، وظرف دراستي وغربتي لأجل العلم هي مَن جعلتْ مِن حضوري في مشهدِ الضوء قليلاً، الشقُ الثاني من السؤال مهم جدًا، نحن مع الأسف نفتقدُ إلى مؤسسات ثقافية وإعلامية تُعنى بالمشهد الثقافي والأدبي بشكل صحيح ووفق مناهج عادلة، هذا القصور في تلكَ المؤسسات يجعلُ مِن القاريء في معزلٍ وغياب عن واقع الحركة الثقافية بشكل عام، أتساءل دومًا كم عدد الصحف التي تصل إلى القاريء في محافظة القادسية أو صلاح الدين مثلاً، أو أيّ محافظة أخرى مقارنة ببغداد ؟ بالإضافة إلى أنّ الصحفَ التي تصل للمحافظات ... كم منها يصل لمركز المحافظة وكم منها يصل للأقضية والنواحي ؟ قلتُ في إجابتي "مناهج عادلة" أعني أن يتم إيصال الثقافة بطرقٍ ووسائل كفيلة لخدمة القاريء العزيز الذي في نظري هو أهم من كل مانكتبه وكما يقول ماركيز "أنا اكتب كي يحبني أصدقائي أكثر" فهل أجمل من أن نصل لصداقة قاريء ؟ .
*ما تأثير الغربة والاغتراب ... على عطائكَ ...؟ - ها أنتَ تفتحُ وريدَ الدمعِ بكلّ شجون سيدي، كيف لطفلٍ مثل ملامح حزني أن يصحو صباحًا ولا يجد أمهُ تتبسم في وجهه وتقولُ صباحكَ خير ؟ كيف لمُبتعِد أن يمرضَ ولا يدخل غرفته أبوهُ حاملاً دواءه كي لا يبقى طريحًا فراشه ؟ ماذا تحسُ وأنتَ ترى بلدكَ "المنكوب" وهو يزدادُ ألمًا كلّ يوم وأنتَ تنزفُ له الآهات دون أن تغير شيئاً، كيف "لشوارب" رجلٍ مثليَ يحملُ في ضفاف قلبهِ حنانٌ أمٍ على بنيها أن ينتقلَ في زوايا البيتِ وحدهُ بلا أختٍ أو أخٍ أو أحبةٍ أو أهلٍ أو أصدقاء ؟ ماذا يكونُ لو رسمتَ حبيبةُ مِن ماء وحين وصلتها وجدتها عطش ؟ كيف لي أن أتجولَ في الشارعِ والمُدن ولا أجدُ وجوهًا أعرفها ؟ ولا بيوتًا أطرقها فتردَ سلامي ؟ حين تجالسُ مغتربًا ويتكلمُ بكلّ عفويةٍ وبكلّ سخاءَ الدموعِ، وتضاريسَ الحسرات تتلوّنُ على وجههِ ... تدركُ كيف يكونُ النزفَ الشعري أو التعبيري بشكل مطلق، معذرةٌ لو ثِرتَ آهاتَ المغتربين والمنفيين مِمَن يجري بدمهم وطنهم؛ الغربةُ ضروريةٌ جدًا بنظري للشاعر فقد أعطتني ما لَم يعطني العراق شعرًا، فما ذكرته أعلى من مسامات الأحاسيس يتركُ انطباعا مَهمومًا على خارطةِ البوح، ربما أكونَ أرحمُ لوعة من غيريّ لأنّي أقيمُ في مصرَ، ذلكَ البلدُ العربيّ الودودُ الطيّبُ المُحِبُ لنا، الذي لم أجدُ أحدًا من بَنيهِ نَكرَ أو نسى العلاقة الوطيدة بين مصر والعراق، وتجدُ الفرقَ في التعاملِ لو زرتَ دوَلاً أخرى، لكن ما حصلَ مِن تغيراتٍ في المنطقة أيضا جعلَ الوضعَ يؤثرُ على النفس والخيالات، ففي الغربةِ نزفتُ المئاتَ من القصائدِ حتى يكادُ قلبيَ يوقف نبضهُ مِن شدّة تصادم الأحاسيس فيه، كما وهبتنيّ الغربة العديد من الصداقات المهمة على المستوى الإنساني ومن مختلف الدول العربية وبعض الأجنبية التي أعطتني أفكارًا كنتُ أجهلها، بالإضافةِ لثقافةِ الاختصاص وتراصّها في دمي، لكن تبقى صلوات القصائد تتلو على مراسي الورقِ كقولي : (بكيتُ عند حوافٍ في الطريق دماً *** تذكّر الناي في محراب بغدادكْ عذراً فيا سيدي يوم الفراق جثا *** هولاً ، وعذراً على هامات أشهادكْ عاتبتَني وأنا صرح الغريب وقد *** ساءت معالمه منعاً لإفسادكْ وكم أناديك شوقاً لاهثاً وطني *** أنا أحبكَ حتى قبل ميلادكْ) أما غربةُ الروح التي تضجّ بها العديد مِن نفوسِ مَن يقرؤون لي ؛ فهي غربة موجوعة مستديمة، تحزّ في ذواتَ العديد، والأكثر منها إيلامًا صعوبة الخلاص منها، مادام هناكَ وترٌ واحدٌ يعزفُ وليسَ وترين فهي سراب ! . *بفعلِ ما نراهُ من احتراب طائفي وضياع للحكمة ... ما هي الرسالة التي قدمتها في شعركَ لإدانة هذا التناحر ...؟ - بكلّ طقوس المحبة وعناقيد الإخاء وشتلات السلام أرفضُ تلكَ اللغات الخانقة التي تخط ولو حرفًا يثير من بعيد أو قريب جرحَ مشاعرٍ لشخص ما، في حسابيَ على موقعِ التواصل الاجتماعي "فيس بك" أضعُ شعارًا "أنا طائفتي الإنسان ؛ أنا طائفتي الوطن" الشعر والفنون الأخرى أو أيّ كتابةٌ في نظري هي رسالة إنسانية يطلقها كاتبها لغايةٍ في نفسهِ يؤمنُ ويقتنعُ بها ؛ ولا تأتي مِن فراغٍ أو مِن غير مخزونٍ فكري يحملهُ ذلكَ القائل، لهذا لَم ولَنْ أكتبَ يومًا أو فكرتُ أن أكتبَ أو أقولَ كلامًا يحرضُ ولو قيد أنمُلة على إثارة الطائفية، الشعرُ قضيةٌ ورسالةٌ نحن مؤتمنونَ عليها ويجبُ أن نوجهَها بكلّ صدق وإخلاص ونضوجٍ إلى صديقنا المتلقي وهو الوفيّ الحميم الذي ينتظرُ مِنا أن نضمدَ جرحَه المكلوم بسبب الواقع المرير وما يفرزه على ساحةِ الوجع،أذكر يوما قلت: (مادمتَ بالآمالِ مستأثِرا *** سينثني حتى الأسى مقمرا إنْ يرسم التأريخَ فاروقُهُ *** فليس للتأريخِ أن يخسرا وحُكمُ عثمانَ على حكمةٍ *** وصحبة الصدِّيق يا هل تُرى يرضى النبيُّ الفتنَ استمكنت *** منا وآذى ظلمُها حيدرا ؟ لا تقتلوا بعضكمو غيلةً *** أو غيرةً ، ساء مَن استكبرا وساء من يدعو إلى فتنةٍ *** إلا الذي قد ثاب واستغفرا للناسِ كل الناس إيمانهم *** فمَن ترى أنتَ لكي تَأمرا ؟ ومن ترى أنتَ لكي تنتقي *** للناسِ ديناً فوقَ ما قُدِّرا ومذهباً ليس لهم دونه *** من مذهبٍ يحلو لهم معْبرا إلى ضياءِ الكون يا ليتكم *** تستهدفون العمقَ لا المظهرا مثل النبي الأكرم اختارنا *** شعباً أبيَّ النفس لا يُشترى ولم نفرِّقْ أبداً بيننا *** وبين أجناسٍ يضمُّ الثرى أخوَّة الإنسان يا طيبَها *** تبرقُ في كفِّ الضحى بيدرا وفي الأماسي شعلةً ثرةٌ *** وفي النهارات فراشاً سرى ) بهذه الحروف التي أؤمن بها بكلّ قداسة أقولُ للجميع : أنّي مسلم عربيّ عراقيّ وأفخر أن أكونَ يومًا إنسانًا بعيدًا عن أيّ مذهبية أو تحزبية أو إنتماء، فمرافيء الإنسانية أسمى ولاءٍ أتوقه .
*نرى جُل شعركَ هو للوطن والإنسانية ،وللخبز والجياع ... ما هو دور الحبيبة فيما تكتبه ...؟ - الله وحدهُ يعرف مَن هي المرأة بدواخلَ نبضي، فكيف لي أن أنظرَ من دونها ؟ أتنفسَ مِن غير عبيرها ؟ أحيا مِن دون وجودها ؟ المرأة التي كرّمها الله بهِبة الأمومة ليبقى الرجل مدينًا لها طول حياته، كيف لي أن لا أكتب عنها كل جنائن الشعر ؟ فهي أسمى من الشعر نفسه، وهي أرقى مخلوقًا يستحقُ أن نغردَ له تراتيل القصيد؛ في نظري المرأةُ أكثرَ تحملاً من الرجل، بدليل منطقي بسيط، كم تتحمل المرأة بشكلٍ عام حرمانها من الرجل ؟ وكم يتحمل الرجل بدونها، حين نصل للجواب الحقيقي من الرجل وليس من الذكر سنرى تفوقها، أعترف وبشكل صريح أن حروفي كلّها لا تفي خصلةً واحدةً من المرأة، فما بالكَ لو كانتْ تلكَ المرأة حبيبتي؟؟؟! سوف أجعلُ لها عيني سريرًا وجفوني غطاءً واهدابي مروحة في الصيف وواقية مطرٍ في الشتاء، تلكَ التي وصفتها في أحدى قصائدي بثلاث مطالع متتالية في نص عمودي وهذا قلّ ما يحدث في القصيدة العمودية، ولكني لَم أكنْ قدرًا عن الوفاء في وصفها : ( أنتِ الجمالُ انحنتْ في غاية الأدبِ *** له جميعُ نساء .. الروم والعربِ !؟ أنتِ الأعز جميعاً هيبةُ العربِ *** مِن النساء وممّا طاب مِن نسبِ عشيقتي أنتِ يا جُمّارة العربِ *** حللتِ في القلبِ بين الورد والرَّحِبِ ! ) فهي كلّ نساء الأرضِ في حدقاتي، وهي النبضُ الذي تصلي دقاته في أوردتي وتبث "الغلا" في حياتي لأنها تحملُ في روحها امرأة وأنثى في قوام مخلوق من ماء وورد وجمال ومستثنى وصفها في خيالاتي : ( سبحانكَ اللهمَّ بامرأتينِ ! *** يا خالقاً من جنسِنا جنسينِ أنثى من الوردِ الشفيف خلقتَها *** وخلقتَ أخرى قامةً من تينِ مع أنها امرأة بلى لكنها *** صيغتْ مراراً مثل عقد لجينِ وكأنني مَلِــكُ الزمانِ أمامها *** فإذا حكتْ حرفاً سمعتُ اثنين ! ) نعم سيدي الكريم كتبتُ للفقراء والإنسانية والوطن وكلّ الدروب التي تضجّ بالهموم والأحزان والحاجة وتبقى قصائدي لهم تنزف، ولكن للمرأة في ضفتيّ قلبي مرسىً محملاً بآيات الحب والحنان والدفء والرقة وأمد ذراعيّ جسرًا لأحتويها فتعدو عليه حالما تصل، وسأبقى دائما أرددُ لحروفي وأذكرها بما يقوله "الشاعر الفرنسي رامبو: سماءٌ! عشقٌ! حريةٌ! أيُّ حُلْـمٍ أَيَتُـها المجنونةُ البائِسَة!" فكلماتي مجنونة وبائسة جدًا، لأنها لم تقدر أن تصف المرأة بكل ما أؤمن به، وما تتوقه رئتي من أوكسجين شعري يخترع لها نصوصا تزينها بهاءً من معين أوراقي، وخاصة المرأة الشرقية المعطاءة فكل القناديل الفنية لا تفي ضوءً لها، فهي كما يقول عنها "منيف: النساء في الشرق لا يمنحنك المتعة فقط، بل ويمنحنك أيضا الأسرار والسلطة وكل شيء تريده" .
*هناكَ تأملات فلسفية ووجدانية تطفو على ما تكتبه من إبداع، مَن هم مثلكَ الأعلى ومن أثروا روحكَ بهذا العطاء ؟ - قصائدي تفوح منها رسالة مخطوطة بهدفٍ ساميّ أتوق وصوله وتجربتي تسير في خطى جيدة طامحة لبلوغ قضيتي، ما يشغلني أكثر هو القاريء العزيز الذي أحملُ همومَه في كل مكان، فلو كنتُ ماشيًا في الطريق و رأيتُ فقيرًا أو جائعًا سوف ينثار فيّ شعور الدفق للبوح فأكتب، أو امرأةً تحملُ طفلها بكل خوفٍ وقلقٍ سواءً مِن البرد أو الخطف أو الإنفجار ستتقدُ بداخلي النبضات الشعرية، أو حين أجدُ أعمىً يحاولُ عبورَ الشارعِ لوحده بعد أن تركه ذويه، أو متسوّلاً أجبرته الحاجة لمدّ يده أو غريبًا يبكي وحدته ومنفاه، وغيرهم مِن وجوه الأشجان في شقاء الحياة اليومية، هؤلاء هم المثل الأعلى والأكثر تأثيرًا في شعري، نعم كل الشعراء وكل القصائد التي كُتِبَتْ وتُكتَب هي شموس تنيرُ لنا طريق الكَلِم، لكن كما يقولُ "جيفارا : أنا أنتمي للجموع التي رفعت قهرها هرما ، انا انتمي للجياع ومن سيقاتل" تستطيعُ أن تعتبرني لستُ شاعرًا وإنما صاحب قضية يدافعُ عنها في حروف يؤمن بصدق إحساسها، ويعترف أن كل الشعراء أفضل منه، ولا يحلم بجائزة ولا مسابقة ولا منافسة أبدًا كل هذا لا أريده ولا أريد أن أكون شاعرًا في نظر الشعراء ولا أريد منهم إعترافًا بقصائدي، بل أريد وأطمح وأحلم أن تصلَ حروفي للناس العامة التي تعاني من همومها وأحزانها وآلامها وخوفها، فهم قضيتي التي سوف أبقى مدافعًا وكاتبًا عنها، ولي في قول الزعيم عبد الكريم قاسم تأثرًا حين قال : " أنا انام ساعتين في اليوم وإذا نمت اكثر اكون خائنا بحق الشعب " هذا القول أؤمن به فأني لو نمتُ وتركتُ الناسَ في حزنها ووجعها ولم أكتب فإني خائن، فلماذا لا نكتب للبسطاء ونفخر بهم ونعتز بهم ونصنع لهم التماثيل ؟فكما يحتفلُ الإسبان بسرفانتس، والألمان بغوته، والفرنسيون بسارتر، والإنكليز بشكسبير، والطليان بدانتي، والهنود بطاغور، واليابانيون بميشيما، فأنا سأجعلُ من العامةِ والبسطاء قلادةَ حفلٍ ووسام يوشم قصائدي .
كيف تقرأ هؤلاء الشعراء ( بمعنى ما تركه هؤلاء من انطباعات لديك ) 1.نازك الملائكة 2. بدر شاكر السياب 3. عبد الوهاب البياتي 4. بلند الحيدري 5. سميح القاسم 6. نزار قباني 7. أدونيس 8. محمود درويش - نازك الملائكة : لغةٌ فريدة مائزة ضفيرة من رقة وشاعرية نحتاجها اليوم بكل شدة، فهي درس للمرأة الشاعرة بكل مقاييس الجمال . "عَجَباً، شاعرةَ الحَيْرةِ، ما سـرُّ الذُهُولِ؟ ما الذي ساقكِ طيفاً حالماً تحتَ النخيـلِ؟" - بدر شاكر السياب : الإنسان الشاعر، القصيدةُ التي تمسكُ الهموم في صورة مفعمة بكل أشكال الحداثة والإبتكار، كان غريبًا عل الخليج وترك خلفه غرباء، في نظري قدم السياب ما لم يقدمه أحد من قبله . "قلبيَ الأرضُ تنبضُ قمحاً وزهراً وماءً نميرا ** قلبيَ الماءُ، قلبي هو السنبلُ " - عبد الوهاب البياتي : له وريد في قلبي، شاعر ظُلِم كثيرًا في تاريخة، يكتب بطريقة خاصة وجميلة بشجونها وترويضاتها وهدفها، يمتلكُ نصه إشباعًا قريبًا لروحي . " مولاي ! أمثالي من البسطاء لا يتمردون لأنهم لا يعلمون بأن أمثالي لهم حق الحياة و حق تقرير المصير" - بلند الحيدري : يشكل شعره لوحة فنية تدفع في النفس رغبة شديدة لمعرفة تجلياته "هذا … أنا _ ملقى _ هالك … حقيبتان وإذا الحياة كما تقول لنا الحياة : يد تلوح في رصيف لا يعود الى مكان" - سميح قاسم : أشجارُ قصيدته تنزفُ الشجنَ على رقعة الروح والواقع فتغدو جزءاً منهما . " لأننــا أحسُّ أننا نمــوت لأننا..لا نتقن النّضال لأننا نَعيد دون كيشوت لأننا... لهفي على الرجال!" - نزار قباني : شاعرٌ له لون لا يُقلد، كتب ببساطة جميلة وغنى بطقوس تجعل الناس ترغبه بشكل يفرحني به "ياسيدي عنترة العبسي خلف بابي يذبحني .. إذا رأ خطابي يقطع رأسي .. لو رأى الشفاف من ثيابي يقطع رأسي .. لو أنا عبرت عن عذابي" - أدونيس : أحبُ "الماغوط" أكثر منه، ويبقى له ميزته الخاصة التي تختلف عما أؤمن به . " لم تكن الأرض جرحًا كانت جسدًا كيف يمكن السفر بين الجرح والجسد كيف تمكن الإقامة?" محمود درويش : شاعرٌ غيّر الكثير من مفايهم الحداثة والجمال، وسكب التجديد في قارورة من ذكاء خاصة، لي أكثر من رد شعري عليه ومجارات إن صح التعبير "عندما كنتُ صغيراً وجميلاً كانت الوردةُ داري والينابيعُ بحاري صارت الوردةُ جرحاً والينابيعُ ظمأً" وبين كل هؤلاء يبقى هناكَ ما هو أهم من كل شيء وهو ما عرّجت عليه في حديثي مرارًا وهو "الإنسان" الذي يجب أن نسعى بكل ما تحويه جعبنا من إمكانية تعبير أن نزرعَ له القصائد والنصائح في حدائق الأيام، كي يقطف ما يلبي رغباته فيجب على الشاعر كما يقول "بيكاسو: يجب أن لا نبحث ، يجب أن نكتشف" نكتشف حاجة الإنسان وتخدمه كلماتنا، علّه يتنفس براحة ولو قليل .
#سالم_وريوش_الحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تاسيس جامعة الثورة في مدينة الصدر
-
سيكولوجية البحث عن الرغبات المكبوتة في نص (مراهقة حلم )
-
مهزلة عقل مكابر
-
التحليل الوظائفي لنص ( ليلة عاصفة )للكاتبة الفلسطينية الأستا
...
-
انتقاء قصة قصيرة
-
أستحوا شوية ....... ياحكومة
-
صراع الرغبات المكبوتة في نص الكاتبة المبدعة إيمان الدرع (أتغ
...
-
فطور بعد صمت .....إلى روح الشهيد شكري بلعيد
-
قراءة في نص خاطرة أنفاس الرمان للكاتبة المبدعة لبنى علي
-
زائر الليل
-
( زائر الليل )
-
رؤية في نص شعري للأديبة التونسية سليمى السرايري / صمت الصلوا
...
-
احتضار
-
احتضار / قصة قصيرة
-
ومضات 2
-
مسرح البانتو مايم
-
يادعاة الحروب ، ياقساة القلوب
-
أدب الطفل
-
الشيوعيون قادرون على أدارة أعقد الملفات
-
غرابيب الطغاة
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|