كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 4356 - 2014 / 2 / 5 - 11:29
المحور:
الادب والفن
في عيد غيابه الأول:
أنظر في مرآة الوطن فأرى رؤوسا تتناطح و أسمع حناجر تتصايح و لا ألمح إلا كرسيّه الشاغر و لا أفتقد إلا صوته الصادح...
موجع غيابك يا بلعيد...موجع حدّ الكفر، حدّ الجنون و هل أوجع من غيبة الحبيب المغدور؟
آه... يا لوعة القلب:
كيف يمكن، يا ترى، لمثل كلّ ذا الوجع أن يُنسى؟ كيف، و بكل جهالة، يريدون منّا اليوم أن ننسى؟؟
ألا يعلمون من يكون في قلوبنا ذلك المقتول قبل الأجل؟ ذلك الثائر، ذلك الرّجل؟؟
كيف إذن؟؟
كيف سنقبل بأن من رسم لنا تونس على وجه القمر، جزِعا و ملتاعا و مقهورا، عن حلمه الأبهى، رحلْ!
كيف نفهم بأن من جعل زادنا كلمة و رغيفا من الأمل، قد تركنا جَوْعى و إلى الضفة الأخرى عَبَرْ!
كيف فقط سننسى أننا ما دثّرناه جيّدا عند هطول المطر...
كيف فقط سننسى أننا قد تركناه وحيدا... يوم السفر!
آه عليك يا قلب من نار هذه الذكرى و من حرقة هذا الندم.
لو كان القدر لرضينا فالقدر، يا شكري، قدرْ! و لكنه الغدر و إنه لأدهى و إنه لألف مرّة أمرّْ...
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟