رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4356 - 2014 / 2 / 5 - 08:44
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
عصر الدويلات السومرية // آور
لقد استطاع أور نامو أن يبني دولة قوية موحدة، وأن يضع القوانين والأنظمة التي حافظت على حقوق الأفراد وحدود الأقاليم، وقد سمىَ القانون الذي وضع في آور باسم ملكها الذي يعتبر من أقدم القوانين في العالم، وقد قام بتطوير نظام بناء الزقوره الذي انتشر في جميع المدن العراقية، وأصبح هذا النمط من المعابد نموذجاً يميز المدن العراقية عن غيرها من المدن، أن عملية تحديد صلاحية كل حاكم ووضع الحدود الجغرافية لمنطقته، كان يعتبر بمثابة أعطاء استقلالية ذاتية لهؤلاء الحكام، وكان هذا العمل هو بداية فكرة اللامركزية في الحكم التي انتشرت فيما بعد.
لقد كانت عملية انهيار الدولة في عهد آبي سين الذي يعتبر من أهم قادة المنطقة، رغم انهيار المملكة في عهده، فقد استطاع أن يمدد في عمر الدولة، رغم قساوة الطبيعة التي جعلت الأرض غير صالحة للزراعة بسبب زيادة نسبة الملوحة فيها، ورغم انسلاخ حكام الأقاليم عن المركز، ومحاولتهم انتزاع عاصمته (آور) من بين يديه، فقد استطاع أن يبقي آور صامدة، ومن العوامل الخارجية التي ساعدت على انهيار الدولة وجود العلاميين، الذين كانوا يترقبوا الفريسة حتى ينقضوا عليها، وبذلك انتهى عصر السيادة الوطنية وحل محلها عصر الاستعباد والتخلف، وفي هذا العصر ظهر في مدينة لكش مصلح سياسي واجتماعي ترك بصمات واضحة في التاريخ، وهو كوديا الذي كان مثالاً لرجال الدين في التقوى والورع، ويعتبر هذا الحاكم الرجل الثاني بعد اوكرجينا في الإصلاح الاجتماعي.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟