أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شريف خوري لطيف - نون النسوة لا تُريده ذكر وسيم !















المزيد.....

نون النسوة لا تُريده ذكر وسيم !


شريف خوري لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4355 - 2014 / 2 / 4 - 23:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



لا أحد ينكر أن المرأة المصرية هي رُمانة ميزان مجتمعها، فهي ليست نصف المجتمع كما يدعون، بل لست الأكثر عددياً فقط، ولكنها مَن تقود المواقف المصيرية في الأوقات العصيبة بشجاعة تدفع مقابلها كل غالٍ و ربما تدفع حياتها، فهي أكثر من يتلقى الضربات الذكورية التي تحاربها لتقليص دورها المجتمعي وسلب مكسبات حقوقها لكسرها و خفض صوتها.
لا أعرف ما معنى أن يخرج علينا رئيس وزرائنا الدكتور حازم الببلاوي بصرح في مؤتمر دافوس للإقتصادي العالمي، ربما تصريحه جاء بعفوية دون تفكير أو عن عمدٍ - الله وحده أعلم بالنوايا - ولكنه تصريح يحمل في طياته مكنون ثقافي ذكوري سطحي نعاني موروثاته في الظاهر و في الخفاء وينخر في ضمير المجتمع منذ زمن بعيد، تصريح صرح فيه بأن الجنرال السيسي واقع تحت ضغط شعبي يطلب منه تولي الرئاسة ولا سيما نساء مصر في المقام الأول مَنْ يدفعن بالجنرال للترشح للرئاسة « لأنه رجل وسيم ! ». متناسياً أن كلمة رجل السياسة يجب أن تكون محسوبة وتعرف لأي مدى سيستقر صداها و عمقها، فتلك أولى خطوات تعلُّم إتيكيت الدبلوماسية لرجال السياسية.

و قبله بعدة أيام صرح الحقوقي جمال عيد رئيس الشبكة العربية لحقوق الإنسان في تطاول له على تويتر،أهان فيه نساء مصر بقوله:{ يبدو أن نساء مصر يتحرقن شوقًا لكشوف العذرية فهنيئًا لهم} في تلميح لترشح المشير السيسي لرئاسة مصر!
ولا أعرف كيف لحقوقي من المفترض أنه يدافع عن الحقوق لا أن ينتهك الحقوق والأعرض خصوصاً لنساء بلده ويمس شرفهم بتعليق سخيف يجرح مشاعر الشرفاء، ونسى مواقف المرأة المصرية و دورها الوطني وتاريخها المشرف في مجتمعها منذ فجر التاريخ، فلم ترضخ لإستعباد وقت أن كانت نساء العالم جواري ترزح مذلولة تحت أنظمة العبودية في العالم ؟!
لا أعلم لماذا إنحدرت ثقافتنا المصرية والفكر الجمعى وأصبحوا يستخفون بعقول وفكر نسائنا ولم تعد تتخطى نظرتهم عتبة الذكورة ؟! وكأن نساء مصر كانت إمتداد طبيعي لجواري عصر الجاهلية، لا تبحث فيه إلا عن ثقافة ذكورية لا عن مواقف رجولية ؟!
نسى أصحاب الفكر الذكوري الذين لا يرون من المرأة سوى جسد عارى، وكم عانت ومازالت تعاني المرأة بنظرتهم تلك وتدافع بشراسة عن شرفها ضد تحرشات جماعية من ذكور لا تحركهم إلا نزعاتهم البهائمية بتحرشات دخيلة علينا ولكنها توغلت في الضمير المجتمعي نتيجة ثقافات غريبة هبت ريحها مع رمال الصحراء النفطية !

أنها نفس المرأة التي خرجت ثائرة في 30 يونيو رافضة عبودية حكم الإخوان الفاشي من حاولوا تجريدها من آدميتها ومن كل حقوقها المكتسبة، ليس فقط بكشوف عذرية إخواني حين هتكوا أعراض النساء بميدان رابعة وجعلوه سوق تجاري للنخاسة وممارسة الرزيلة تحت مسمى جهاد النكاح و بفتاوي لا تمت للدين ولا الضمير الإنساني بعلاقة!
أين كانت ضمائرهم وإنسانيتهم حين شرعوا دستور إخواني يفتح الباب على مصراعيه لزواج الأطفال القاصرات، وهو في حقيقة الأمر ليس سوى دستور إباحي شُرع للإتجار بلحم الأطفال القاصرات في محاولة منهم لضرب القيم الأخلاقية ومبادئها و الأعراف المجتمعية المصرية.

ولماذا لم نجد أحد منهم فتح فمه حين دفعوا بـ « حرائرهم » ليمارسن العنف ضد النساء في الشارع المصري بنفس الفكر الجنسي الوحشي و نظرتهم المتدنية لإذلال النساء الشريفات، وحين قاموا تجريد أستاذة بكلية الطب جامعة الأزهر من ملابسها لتصويرها عارية في ساحة الحرم الجامعي و وضعوا صورها على الإنترنيت، في أبشع صورة خادشة للحياء ولا ترضاه القيم والأخلاق الإنسانية قبل أن ترفضه أي أديان؟!
أقول لهؤلاء الذكور، أرفعوا أعينكم لأعلى و انظروا عقل المرأة وحكمتها لا جسدها ولا جمالها الخارجي، فهي المورد البشري الأكثر عطاء في مجتمعها والتي تثبت جدارتها كل يوم لتقول لمجتمعها « أنا مازلتُ موجودة هنا ». فهي الكتلة التصويتية الهائلة التي يعتمد عليها المجتمع حين تواجهه الكبوات و الأزمات.

فلم يعتمد المشير السيسي على وسامته حين دعاها دعوة خاصة وحثها أن تقود أسرتها للإستفتاء على وثيقة الدستور 2014، فهو بذكائه الحاد وحسِّه السياسي المخضرم يعلم إمكانيات المرأة المصرية وحجمها في المجتمع و وطنيتها التي لا يزايد عليها احد وإستماتتها على حفظ حقوقها المجتمعية وبالتالي ستكون المرشد الحكيم لبيتها وأفراد عائلتها في التصويت بنعم على الدستور، فهي القاعدة العريضة و الكتلة المجتمعية التي لا يُستهان بها لحكمتها في قيادة المواقف، ومنها تبدأ أي تحولات مجتمعية لتغير من مجريات الأمور تغييراً جذرياً، خصوصاً في الظروف السياسية الصعبة، وكان حضورهن الطاغي هو سيد المشهد الإستفتائي الذي تخطت نتيجته الـ 98%، في وقت إمتنعت فيه التيارات الإسلامية وعلى رأسهم الإخوان من التصويت بل وحاولوا ترهيب الشعب وإثارة العنف في الشوارع وقت الإستفتاء، ولكن كل هذا لم يرهبها ولم يكسر عزيمتها في القيام بالدور المكلفة به لتعدل بتصويتها كفَّة الميزان.

خرجت المرأة لا لتصوت بمشاعرها وعاطفتها لوسامة رجل، بل فكرت فيما كان سيحدث لها من مصير لو إستمر حكم الإخوان وممارستهم العنصرية ضدها وضيق أفقهم بنظرتهم المريضة لها. خرجت لأجل إستقرار وطنها ولأجل ان تصفعهم للمرة الثانية على وجوههم لتعلن لهم رفضها لدستور الفقهاء و النقاب و العورات و زواج القاصرات ! وتعلن رفضها لمن يتدخلون في شئونها و في حياتها الخاصة بدستور قبيح ومشوه لا يكشف عن عذرية فقط بل يهتك عِرضها ويبيح حُرماتها.

لهؤلاء العقول البائسة: حَضِّروا من فكركم ومدِّنوا أذهانكم لتتماشى عقولكم مع روح ثوراتنا التي شهد بأمجادها العالم، فنساء مصر ترفض فكر البلاهة والعاهات المزمنة التي تطل علينا من حين لأخر لإلباسها نقاب العقل كما يراها ويتخيلها أصحاب الفكر المشوه من المرضى. نساء مصر ترفض أن تعيش في جلباب الموتورين والمصابين بذُهان عقلي . نساء مصر تدعوكم أن تتركوا الساحة لرجالات المرحلة الأكثر قدرة على إدارة شئون الوطن ودفع عجلتها للأمام دون تفرقة بين رجل وإمرأة، و قيادة مرحلة المهمات الصعبة بزعيم وطني لا يظهر بفترات تاريخها إلا كل مائة عامٍ ، زعيم قلما نجده وتجتمع حوله الأغلبية الشعبية ليحمل على أكتافه هوم وطن بأكلمه و ليحارب الأعداء والمتربصين بالوطن بالداخل والخارج.
نساء مصر عندما ستُتاح لها فرصة إختيار الرئيس لن تختاره ذكر وسيم، بل تريده رجل زعيم.



#شريف_خوري_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الترهيب الفيسبوكي
- أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ ال ...
- كنيسة العذراء الأثرية بدير المِحرَّق أول كنيسة تُدشن بمصر وا ...
- لقد وقعنا في الفخ الدستوري!
- القبطي كائن ساقط قيد دائماً !
- يقولون أن المرأة نجسة !
- باسم يوسف، انتقد ولا تبتذل
- هل أنزل الله ديانات سماوية بشرائع متفرِّقة ؟
- مِحنة الإسلاميين مع الهوية المصرية ‘‘ أولاً: معضلة القومية ا ...
- لماذا تدعم أمريكا والغرب الإسلام السياسي ؟
- سد النهضة، و سياسة تجويع المصريين
- هل أعلن السيد المسيح عن عقيدة لاهوته ؟
- هل كانت ثورات بريئة.. وماذا بعد السقوط ؟!
- الإسلام وعلاقته بالنُصرانية والمسيحية {1}
- حمادة يقلع .. حكاية تعرية وإغتصاب شعب
- الحاكم بأمره، وشعب البلاك بلوك
- أخي المسلم، أنت لستُ كافراً


المزيد.....




- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شريف خوري لطيف - نون النسوة لا تُريده ذكر وسيم !