مقداد مسعود
الحوار المتمدن-العدد: 4355 - 2014 / 2 / 4 - 11:54
المحور:
الادب والفن
مسح ضوئي
القارىء المصغي
مقداد مسعود
بدءاً.. ليس القارىء المصغي.. شخصية افتراضية، يصنعّهاالرابط التفاعلي النتي..كما إنه ليس من تجريد الشكلانيين الروس أو ورثتهم من المدارس النقدية.. بل هو قارىء عراقي بصري...قارىء دؤوب له مكتبة لاغبار عليها، مكتبة أغترفتنا أصدقائي وأنا، الكثير من أمواهها المعرفية، في مكتبته يتم التعايش السلمي بين الايدلوجيات المتطاحنة ،هذا القارىء لم يكتب مادة ابداعية ، حسب صراحته المطلقة معي، فهو من المفتونين بالقراءة وحدها، يزوّد طلبة الدراسات العليا ، بالمراجع النادرة ، فتكون مكافأته نصيحة برناردشو (غبي من يعير كتابا ،وأغبى منه من يعيده الى صاحبه ) !! ولايكترث....!!
وحين يدور حديثا ثقافيا وهو ضمن الحاضرين ،يتقن فن الاصغاء المزدوج ،فهو يصغي بأذنيه وعينيه، لكن حين ننفرد هو وصديق آخر وانا،و نستعيد ماجرى ، يبدأ بتسديد الاراء..وكل ذلك بنبرة متزنة وبأسلوب أختزالي..وحين أستفزه متسائلا : لِمَ الاكتفاء بالمراقبة كجاسوس ،اثناء المحاورة ؟ يبتسم وكالعادة : لستُ أديبا ولا أحب التطاول على الثقافة..أنا رجل قارىء كتب، فنضيف بدورنا : صديقي وأنا : وقارىء دؤوب ،تدوّن هوامش معرفية على حاشية الكتب، وهذا يعني ان رصيدك الثقافي يؤهلك للمحاورة ، يقهقه عاليا : رفقا بي...أحب الأدباء ولكنني اتحاشى نرجسيتهم، حين استفزها سهوا...فأول تهمة ستوجه لي : إنك دخيل على عالمنا...!!
*المقالة منشورة في (طريق الشعب) 28/ كانون الثاني/ 2014
#مقداد_مسعود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟