أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - قرقرات من فوق الأطيان














المزيد.....

قرقرات من فوق الأطيان


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4354 - 2014 / 2 / 3 - 22:20
المحور: كتابات ساخرة
    


أبو مثنى جارنا أصابه مس من الجنون , هكذا تحققت من الخبر على لسان أطفال الجيران فوقع الأصوات التي هزّت المنطقة جعلتني أترك العشاء لأنطح أقرب جدار
وجدت سكان المنطقة مثل حالي يركضون حفاة ليلاقيهم النازحون من المناطق المجاورة وهم متلحّفين بالبطانيات تحت هدير المطر والطلقات , رأس الدربونة أمست مثل دائرة التقاعد بثلاث طبقات
وبعد جهد جهيد وصلت الى مصدر الرصاص لأجد جاري (أبو مثنى) متمنطقاً برشاش كلاشنكوف وهو مستمر بضرب (الجيلات) , تهللت أسارير الموجودين وهم يروني لأنه صديقي وبأمكاني أن أقنعه ليكف عن أطلاق النار , عدلت شعري وتنحنحت نافخاً صدري , رافعاً (خشمي) وسط الجموع التي تتنظر بحماسة ما سأقوله أليه وبدأت بالخطاب :
- على بختك أبو مثنى هاي شجاك يمعوّد .. عود أنتَ العاقل أبو الأخلاق .. أنطيني الرشاشه تره أخرب وياك .. تدري أذا واحد مات بذاك الصوب راح يذبوه براسك وتروح بولة بشط ويتهموك بأربعة أرهاب , عليمن نعتب أذا أنت المومن و تستحرم ومسوي بيتك جامع وخال فوك السطح مكبرات , مو تعرف الطلقات حرمتها كل الطوايف والمرجعيات
أجابني صارخاً وهو متشنجاً الأوداج :
- قبل شويه قرّوا قانون التقاعد .. قروا التقاعد يمعودين .. التقاعد أنقر ياجماعة الخير .. صار عشر سنين أنتظر والله أستجاب , شوباش للحمزة أبو حزامين ..
كان يتكلم بطريقة هستيرية , فأردنا تخفيف الصدمة عنه , خشية أن يصاب بعارض , فهو مسؤول عن عائلة تعدادها ثمانية عشر نفر , درزن و نصف بالتمام , فزوجته ماكنة تفريخ وأولاده عطّالة بطّالة نصفهم متزوجون , إن مات أو سجن أو جن , أين تذهب تلك الطفيليات البريئات ..
- عمي أبو مثنى هذا القانون مراح يفيدك ولا راح تحصل منه شي , ضم رشاشتك وأستهدي بالرحمن ..
- ليش على بختك .. لاتكَول هيج , فال الله ولا فالك , شلون مراح أستفيد سولفلي بالمفيد , ضربت مخزنين من الفرحة وبعد أربع مخازن مراح يخلصن لتالي الليل
- هاك أستلم أخويه , راح أنطيك الزبدة خاطر تستراح , بما أنو الميزانية بعدها ما مقرورة , راح يبقى قانونك حبر على ورق ومراح تحصّل شي , بعدين أنت ليش تصدكَ الأخبار , نسيت الروتين , شفت منحة الطلاب ما حصلها أغلب الطلاب , أبنك حمودي ما أستلم لأن بصف الأول كلية والبقية حرموهم بحجّة أهلهم موظفين , كذلك منحة المتبهذلين بسبب الأرهاب والأمطار صارلهم سنين يركضون بالمعاملات وماحصلوا بس المواعيد , والنوب أي زيادة بالرواتب يصير وياها أرتفاع موش طبيعي بالأسعار والسوق يتكهرب ويصير نار , ينطوك ميّة زيادة , الحاجة أم الربع تصير بميتين , عمي ماكو فايدة بكل الأحوال , ذب رشاشتك و روح أتعشى وصلّي و نام
- أنا أخوك , هاي منين جبتها , مع الأسف كلامك صحيح .....
قالها وقد أسترخت أساريره لتنكمش عضلات يديه و فكيه بسبب الخيبة بعد أن أصيب بالأحباط , لكن التقلص ألتف ليتسرب الى عيونه حتى جحظت لتبرز للأمام مثل المصاب بفقد الموازنة في الغدد الصماء
خشينا عليه أن يفقد الوعي فأستدعينا (سالم المضمد) ليقيس ضغطه , فيما نحن نسايره ليترك سلاحه كالجندي اليائس بعد رفعه للراية البيضاء , كان يتمتم بأصوات مبهمة , كلمات ليست كالكلمات عبارة عن خليط من القرقرات :
قرّوه , قرارات , قراقير , قرقرات ..
أستدار علينا (سالم) المضمد رافعاً رأسه بأسف , وأخبرنا بأنه لا يملك الحل لعلاجه , فعلاجه في كسرة وعطش في الحي الصناعي عند (الفيتريّه) المتخصصين فلديه أنحشار بـ( الكَير) يقصد صندوق التروس في السيارات وأضاف وهو يهز رأسه مقلداً الأطباء في الأفلام :
أخواني أبو مثنى من النوع العادي القديم لن تجدوا له أدوات أحتياطية جديدة وعليكم أن تبحثوا عنها في السكراب , آني أختصاصي أوتوماتيك و ما أعرف بالعتيك , وأستمر يهذر حين تركناه ..
يبدوا أن المضمد هو الآخر أصيب بالجنون , ومعه المتجمعون , فقد تمددوا على ظهورهم فوق الطين في ضحك هستيري جعلني أهرب لأكتب تلك السطور عما جرى أمامي في بلاد البترول والأطيان , أسرعت قبل أن أصاب مثلهم بجنون القرقرات .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلهت واحد أم بلهتان
- قطار السريع في العلم للجميع
- تواصل أجتماعي يقولون
- أم حسين شماعية نفرين بسمايه مليونين
- نقوش على خرزة المحبة
- دوامة الفوضى : سبر واقعي لأسرار الأنتخابات
- خطبة للعراقيين فقط
- يوميات الأصباغ وثبات النور
- ليلة القبض على قاضي القضاة
- صوت السكارى في نهاية السنة
- أگعد أعوج وأحچي عدل
- رباعيات بطران
- لاتسولف وأبن عمّك بالديوان
- ضاع أبتر بين البتران مرة أخرى
- ناقة أبن يقطين وذئاب الرياء
- سوالف أهل السلف
- بنادم على بنادم تسودن
- أبوغريب طويريج نريد الأمان
- سمفونية الشخير العاشرة
- ملاك بلحية يظهر لأول مرّة


المزيد.....




- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - قرقرات من فوق الأطيان