غفوة فتح في حضن الوهم

حسن مناصرة

الحوار المتمدن-العدد: 4354 - 2014 / 2 / 3 - 17:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

احاول قدر الامكان ضبط ايقاع قلمي على مقام الواقعية الجديدة بالمفهوم السلطوي القابع في عاصمة السراب الفلسطيني المستحدثة كبديل عن القدس ...رام الله بكل تناقضاتها سواء بتسميتها العاصمة الاقتصادية والإدارية لحين اقامة الدولة العتيدة وعاصمتها قدس غير واضحة الهوية والمعالم والجغرافيا والتاريخ...احاول بكل فنيات الطبل والزمر والرقص الشرقي الحالم ان اضبط هذا الايقاع ليتلاءم مع ثورية الستينات ونضال السبعينات وانتفاضة الثمانينات وصولا لانتفاضة الالفية الثالثة ونوما في مخدع ليفني وجلوسا على طاولة عريقات ولوثة ياسر عبد ربة...إلا ان اللحن يأتي نشازا فيهرب مني اللحن والإيقاع لأقع فيما اصبح محظورا الان وهو التفكير والحنين الى الماضي ....فأصاب برهاب من نوع جديد رهاب الطبقات المستحدثة التي افرزتها اوسلو وذكاء مبرمجيها الذين استطاعوا استحداثها من مناضلين ومثقفي وثوريي الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات من حركة فتح وتشكيلهم ضمن رؤية ليبرالية مدنية مدعومة بأموال الدول المانحة لنزع الصفة السياسية والثورية عن فصيل وطني كان له الاثر الاكبر في وضع قضيتنا على جدول اعمال العالم يوميا خلال مرحلة النضال الاصيل والباحث عن حقوق وثوابت وارض وقدس ولاجئين...واستطاعت ماكينة اوسلو من حلال وكالات الاغاثة والإعانة الدولية وعبر برامج ومشاريع تقوية المجتمع المدني وحقوق الانسان والمرأة والديمقراطية وبرامج اخرى لا تغني ولا تسمن من جوع من صقل شهية هؤلاء المناضلين وترويضها لتتماهى في صيغة اي حل قادم من امريكا والغرب وفق الشروط والرؤيا الاسرائيلية....لذلك سيكون سهلا حل النزاع بعد هذا التطويع وقولبة الفكر الثوري في قالب البرجوازية الغير وطنية والمستحدثة وفق استراتيجيات البيت الابيض والدول المانحة لتنعم اسرائيل بيهوديتها وجسمها الجغرافي المحصن والمطعم بكانتون فلسطيني هنا وهناك.
هي غفوة فتح في حضن الوهم وهم سلام المحتل ...غفوة تطيل امد الاحتلال وتحسين صورته ...غفوة تتيح له التهام ما تبقى من عذريتها وعفويتها الثورية لتجد نفسها اخيرا انها كانت تجري وراء سراب وتجد ابنائها في حالة فصام بين ما كان وبين ما هم فيه الان ولكن (ندم البغاة ولات ساعة مندم)..

#حسن_مناصرة (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات