أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هشام بن الشاوي - حي المطار بالجديدة.. حيل حْديدان -الحْرامي- ونفايات الصين















المزيد.....

حي المطار بالجديدة.. حيل حْديدان -الحْرامي- ونفايات الصين


هشام بن الشاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4354 - 2014 / 2 / 3 - 00:06
المحور: كتابات ساخرة
    


لعل الأمر مجرد حيلة من حيل حْديدان، هكذا قلت لنفسي مواسيًا، ولا ندري كيف خطرت هذه الشخصية التلفزيونية الكاريكاتيرية ببال صاحب مشروع ديار السلام بحي المطار، وبالتالي، يقوم الفنان كمال كاظمي بالدعاية لهذا المشروع السكني الاقتصادي، كما يزعم أصحابه، بينما هو نقيض ذلك تمامًا، وهذا يجعلنا نفكر بصوت عال: لماذا لم تفوت السلطات المطار لأبناء هذا الوطن، حتى يستفيدوا منه على شكل بقع أرضية بثمن رمزي، كما حدث مع تجزئات سكنية أخرى، بدل تفويته لـ"حيتان" العقارات، ككعكة على طبق من فضة؟.. على الأقل، التجزئات السكنية تحرك ناعورة الاقتصاد المحلي؛ الكل يستفيد.. الحرفيون، بائعو مواد البناء، وأصحاب وسائل النقل... إلخ، بينما مقاولو هذه العقارات، تسببوا في شلل الحركة الاقتصادية بالمدينة خلال السنتين الماضيتين، فحتى اليد العاملة كان يتم جلبها من مدن أخرى، ربما لأنها الأرخص سعرا، وبالتالي، كثر عدد المتسكعين الغرباء في طرقات المدينة، و.. و...
كل ما كانت تحتاج إليه هذه الأوراش الكبرى من مواد البناء - من الألف إلى الياء- كانت تجلب من الدار البيضاء، وأغلبها سلع رديئة الجودة، فمثلا، مواد "السانتير" وما جاورها ليست سوى نفايات الصين وأوربا. والكثير من أصحاب هذه الشقق الاقتصادية اضطروا إلى إعادة الإصلاح!
ألم يكن من الأجدى أن يحدد ثمن هذه الشقق الاقتصادية، بنفس قيمة المبلغ، الذي خصص لموظفي وزارة الداخلية، علمًا أن ذلك هو الثمن الذي يفترض أن يكون لشقق الـ 25 مليون سنتيمًا؟ ومن المستفيد من هذا "السعار" العقاري؟
لماذا تم التغرير بأبناء هذا الوطن من الكادحين والمعذبين في الأرض؟
أطلقت الدعايات بأن ثمن الشراء هو ثمن الكراء، وبعد التورط، اتضح أنهم يطلبون من المستفيدين البحث عن قرض بنكي، وطبعًا، فوائد البنك خيالية، (لسنا مجبرين على تسميتها : "ربا" كما يقول الفقهاء، حتى لا نتهم بالتحجر الفكري)! لأن المنعش العقاري - ببساطة- يهمه أن يقبض، ويحط الرحال بمدينة أخرى..
بعد أن تنطلي عليك حيلة هذا العرض المغري، كباقي الباحثين عن قبر الحياة، لن تنتبه إلى أن مساحات الشقق غير محددة!!! بعد أن يعرضوا عليك رسومًا جميلة وملونة لتلك الأقفاص الإسمنتية، عليك أن تدفع التسبيق (ثلاثون ألف درهما)، لن تفكر، حينئذ، أنك أكبر مغفل في التاريخ.
بعد شهور، سيتصلون بك للتوقيع، وستكون الخديعة الكبرى أنك في حالة الانسحاب، سيتم اقتطاع ثلثي قيمة التسبيق. ولا يمكنك التراجع، وأنت لم ترَ مسكنك الموعود يوم التوقيع، فالأشغال الكبرى لم تنته بعد، وعند السؤال سيشير لك أحد الموظفين بيده: "إنها هناك، حيث يقف ذلك العامل"... هكذا ببلاهة !
ومع ذلك، تمارس حياتك ببلاهة. لن تفكر في الانسحاب، مادام من السهل توفير قيمة الكراء كل شهر، ولن تشغل بالك إن كان مبنى بأربع طوابق شيد على أعمدة خرسانية لا تتعدى (20 سم / 20 سم)، وهذا لا يحدث حتى في البناء العشوائي... لا داعي للتفكير، فالحياة جميلة، امض قدمًا.. لا تنسحب. ولا تتذكر تجربتك في الأوراش الصغرى، حيث مبنى من طابقين يكون تصميم خرسانته المسلحة أكثر صرامة، وأكثر متابعة ومراقبة...
بعد انتهاء الأشغال الكبرى، تم استدعاء المستفيدين - البلهاء مثلك- لتوقيع عقد وعد بالبيع مع السيد الموثق المحترم، والذي صدمك بالمساحة الحقيقية للشقة، فتفكر أنها لا تستحق حتى نصف الثمن المحدد، أيضا تُمنع من رؤية شقتك الموعودة، وتكتفي بمشاهدة شقتين نموذجيتين، وتتحايل على الحارس، والذي طلب بدوره "قهيوة" حتى ترى شقتك... وتفاجأ بأشياء لا يمكن أن تخطر على بال، مثلا أرضية المطبخ تئن تحت قدمك؛ "السيراميك" يحتاج إلى أن يعاد كاملا، وطبعا لن يكون هذا على حساب المنعش العقاري، فأين هي المراقبة؟، عتبة المدخل تمت معالجتها بشكل عشوائي وخطر، بسبب شق، ويظهر هذا على إطار الباب... وهذه التفاصيل أكتب عنها من منطلق خبرتي بهذا الميدان، بغض النظر عن الأبواب جميلة المظهر، والتي ليست في الحقيقة سوى نفايات أوربية منمقة، لا فرق بينها وبين "الورق المقوى" أو بتعبير أنصار الدارجة : (كارطون).
هناك من وثق طلب الانسحاب في المقاطعة، (المقاطعة الخامسة توقفت عن توثيق مثل هذه الانسحابات، فهل بمثل هذا القرار القاسي يتم تسوية هذا الوضع؟)، ووجدتني أحذو حذو من سبقوني، بعد استشارة "السيد الحنون"، وقد احتجت أياما حتى أقابله، وكلما حضرت إلى الفيللا/المكتب تجيبني السكرتيرة ذات المساحيق الفاقعة بأنه لم يحضر بعد أو أنه غادر للتو، وأنظر إلى شاشة البلازما، التي لا تفارق قناة فضائية سعودية، تنبعث منها رياحين تلك البقعة الطاهرة من الأرض.. وأشكر نفسي - للمرة الألف- على بلاهتي.
سيطلب منك "السيد الحنون" أن تسلم طلب الانسحاب لموظفي مكتب البيع.
ووجدتني في حيص بيص؛ فالموثق يتهرب من الإجابة على السؤال المتعلق بذلك البند الكريه في العقد وعن "أجره" بعد إنهاء هذه الإجراءات، ويطلب منك الرجوع إلى مكتب البيع، ومكتب البيع يطلب منك تسوية الأمور قانونيًا مع الموثق، و"السيد الحنون" يستحيل أن يفكر في مص دم الكادحين والأرامل واليتامى، - والشاهد على ذلك قناة "القرآن الكريم" وسكرتيرته ذات المساحيق الفاقعة-... ثم إنه مجرد شريك، وشريكه البيضاوي، ليس مسؤولا عن حيل "حديدان". ولا ندري إن كان شريك "السيد الحنون" ممّن حجوا بيت الله، ويبدلون سياراتهم الفارهة كل شهر.. لا يهمنا، من يهمنا هو "السيد الحنون"، فهو دكاليّ مثلنا!
أحد المنسحبين، لم يتسلم أمواله رغم تقديمه للتنازل منذ أربعة أشهر، ورغم أنه لم يوقع عقد وعد البيع في حضرة السيد الموثق المحترم، لكن "السيد الحنون" أنكر وعده جملة وتفصيلا أمام سيدة وعدها، منذ نصف عام تقريبا، بأن يعيد إليها مالها، على شكل أقساط شهرية، وذلك حتى يبرهن على أن البند الكريه ساري المفعول حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، ويدعي أنه مجرد "بناء" ولا صلة له بهذه الأشياء.
أمثال "السيد الحنون" المتطفلون على هذا المجال، تكافئهم الدولة بالإعفاء من الضرائب، ويزدادون ثراء، ولهذا لا غرو أن يطلب من السيدة حل مشكلها مع مكتب البيع..
فمن يوقف مهزلة هذه اللصوصية؟






#هشام_بن_الشاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصدار جديد للكاتب المغربي هشام بن الشاوي
- في عددها الجديد... المجلة العربية تحتفي بثقافة بلاد الرافدين ...
- المبدعون المغاربة والنقد... أية علاقة؟
- فصلان من رواية: -قيلولة أحد خريفي- لهشام بن الشاوي
- يحدث في سورية الآن
- لماذا تركتُ القصيدة وحيدة؟
- جمالية المتقابلات السردية في -رقصة العنكبوت-
- كصبي ممتلئ بحب الحياة وحب السرد
- قراءة في رواية -كائنات من غبار- بقلم محمد عطية محمود
- في عددها الثلاثين.. مجلة -الجوبة- تحاور وديع سعادة وتحتفي بر ...
- القدس بعيون كويتية
- كتابة الإخفاق في -وخز الاماني- لمحمد عطية محمود
- أدبي تبوك يصدر حسمى 2
- -عائشة القديسة- و-أحلام النوارس- جديد مصطفى لغتيري
- حوار مع النجم خالد الصاوي والسيناريست بلال فضل
- الحفر السيكولوجي في رواية-رجال وكلاب- لمصطفى لغتيري
- مع الروائي المصري يوسف القعيد
- أسامة أنور عكاشة يفترش”جنة مجنون”
- ثلاثة أجيال يضيعها الحب ويقتلها الحنين!
- لا تصدقوا الكتاب


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هشام بن الشاوي - حي المطار بالجديدة.. حيل حْديدان -الحْرامي- ونفايات الصين