أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن أحمد عمر - نظرة ومدد يا شيخ بركات














المزيد.....

نظرة ومدد يا شيخ بركات


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 1238 - 2005 / 6 / 24 - 09:05
المحور: كتابات ساخرة
    


نظرة ومدد يا شيخ بركات
إستيقظ أهل القرية على صوت زغاريد عا لية تنبعث فى قوة وبهجة ونشوة من منزل شيخ البلد فشعروا من داخلهم أن شيخ القرية قد رزق بمولوده الأول بعد عشرين سنة من الصبر علىخمسة من البنات وأهل القرية يدركون جيدأ أن زوجة شيخ القرية لو وضعت بنتأ لما طلعت زغرودة واحدة من منزل الشيخ 000إذأ هو الولد ولى العهد ووريث العرش المنتظر على أحر من الجمر
كان شيخ القرية يحلم بولد يسميه (( بركات )) ليعيش مبروكأ فى حياته ولكن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن 0000
كبر الطفل وتخطى عامه الأول تحيط به كل أنواع الرعاية والإهتمام وكأنه من زجاج ولكن هناك أمر يؤرق شيخ القرية والناس جميعأ فالطفل تبدو عليه علامات البلاهة وعدم الإستجابة للمؤثرات الخارجية والالعاب الكثيرة الغالية التى يجلبها أبوه من المدينة كلما سافر لقضاء بعض المصالح 0
الشهور تمضى وجسم الطفل يكبر ولكنه لا يمشى ولا يتحرك ولا يستجيب كبقية الأطفال لأى نوع من المداعبة ولفت الإنتباه 000لا بد من عرض الطفل على أكبر طبيب للمخ والأعصاب 00هكذا قال الناصحون من أهل القرية لشيخهم الذى بادر بإصطحاب الطفل إلى أكبر الأخصائيين فى المخ والأعصاب وكانت نتيجة الكشف مفزعة 00الطفل يعانى من التخلف العقلى الذى لا يستجيب لأى علاج
صدم شيخ القرية وسقط فى يده وكاد يموت حزنأ وكمدأ وسكت على مضض فقد مات حلمه فى ولى العهد ووريث العرش ولم يعد يطيق النظر فى وجه الطفل البرىء المسكين , لم يعد يشترى له الهدايا واللعب كسابق عهده بل لقد أهمله تمامأ ولم يعد يهتم به وكاد الرجل يجن وكاد يطلق زوجته وكأنها المسؤلة عما جرى وحدث للطفل ولولا أنها تملك ثلثى الثروة التى يعيش عليها شيخ القرية لتخلص منها فى طرفة عين 0
مرت السنوات والطفل الأبله المتخلف يكبر جسمأ ولكن بدون عقل وكان أبوه يشعر بالخجل والحرج الشديد كلما رآه أحد الضيوف يجلس فى ركن بعيد بالمنزل يتساقط لعابه فى شتى الإتجاهات فكان الرجل لعدم صبره وقلة إيمانه يحبس الطفل المسكين كلما ورد عليه ضيوف أو زوار 0
وفى لحظة كفر فيها الرجل بكل ما عرفه من أعراف وقيم وتقاليد فاصطحب الولد المسكين إلى أعلى المنزل دون أن يراه أحد وألقى به من أعلى السطح ليسقط جثة هامدة قى الشارع وينزل الأب مهرولاً متباكيأ ليشيع بين أهل القرية أن الطفل الأبله سقط ومات من أعلى سطح المنزل ولم يجرؤ أحدهم أن يسأل عن سبب الوفاة لأن مصير السائل معروف !!!
حرص شيخ القرية على عمل جنازة مهيبة تليق بولده وبعد أسبوع واحد أوحى إليه شيطانه الرجيم بعمل شيطانى مخجل فقد أرسل فى طلب الشيخ المسؤل عن تعليم الدين فى القرية ودفع له مبلغأ كبيرا من المال مقابل ان يوحى لأهل القرية أن (( المرحوم بركات )) إبن شيخ القرية هو ولى من أولياء الله الصالحين وقد جاءه فى المنام وطلب منه بناء ضريح وقبة ومسجد وأمره بنقل جثمانه من القبور إلى ذلك الضريح 0
لم يكذب أهل القرية الخبر بل لقد أكلت السعادة قلوبهم وكأنهم يموتون شوقأ لوجود مثل ذلك الولى ليكون وسيطأ بينهم وبين الله وكأن الشرك بالله أمنية تداعب خيالهم فلم تجد منهم شخصأ واحدأ يقف ليرفض ذلك الهراء وإنما تقبلوه طائعين راضين متشوقين !!!
فى صباح اليوم التالى تم نقل الجثة من القبور العادية إلى الضريح المخصص لها فى موكب مهيب تتخلله أعلام الطرق الصوفية الشهيرة وطقوسهم الممقوتة مثل رجل يمشى برجليه فوق رقاب الناس التى تعلوها سيوف صدئة رديئة وآخرون يرقصون فى الشوارع بشكل هستيرى مفزع بحجة أنهم أخذتهم الجلالة ولا أدرى ماهى هذه الجلالة ؟ ونساء يزغردن ويطبلن فى منظر عجيب حتى وصلوا بالولى إلى ضريحه لتستريح إلى الأبد جثة الأبله المسكبن 0
وتم أستخراج الأوراق المطلوبة للولاية والمشيخة ولزوم عمل المولد السنوى وصندوق النذور وهى عبارة عن عدة الشغل والنصب على الناس وتم عمل الإعلانات اللازمة فى كل القرى والنجوع المجاورة وعرف الجميع موعد مولد مولاهم الشيخ بركات السنوى وشدوا إليه الرحال من نساء وأطفال وشيوخ ورجال وهم يصطحبون معهم نذورهم من أغنام وماعز وديوك رومى ومبالغ مالية هم أحوج مايكونون إليها بل قد يمر عليهم العام دون تذوق طعم اللحم ولكنهم يهدونه لسدنة الشيخ بركات طائعين سعداء 0
ووجد شيخ القرية ضالته وتخيل بكفره أن الله تعالى عوضه عن الولد ورزقه بالولى الصالح الشيخ بركات ونسى فعلته الشنيعة مع مرور الزمن وكلما إستيقظ من نومه فى الصباح نظر للضريح الماثل أمام منزله قائلا ((نظرة و مدد يا شيخ بركات ))



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقائد غير قرآنية
- لا عزاء
- شيوعى..إخوانجى..إرهابى..عميل أمريكانى
- أكره من يظلمون النساء
- هل التدين هو التسلط ؟؟
- سلطان من لا يعرفه السلطان
- أحلم بالحب والسلام
- تكفير التفكير وتجميد التجديد
- ناقشوهم ولا تهاجموهم


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن أحمد عمر - نظرة ومدد يا شيخ بركات