محمد عادل زكى
الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 19:29
المحور:
الارشيف الماركسي
السلفيون ووهم تطبيق الشريعة
بقلم حسين أحمد، الباحث الإشتراكى
-------------------------------
نرى جموع السلفيين بقيادة حزب النور تعمل بالسياسة بكل نشط وبجهد عظيم لتتمكن من الاستحواذ على اكبر المكاسب السياسية بعد خسارة جماعة الاخوان المسلمين وحلفائها خسارة عظيمة ( مما كان له اثر سلبى على الدعوه السلفيه واتباعها ) ليس على الصعيد السياسى وحسب بل على الصعيد الجماهيرى ايضا .
فنرى بكل وضوح ان السلفيين ينتهجون نهج ( الخبث ) السياسى فى التعامل مع المواطن , وخطواتهم السياسية المحسوبة جيدا . فمن تايدهم ( المتذبذب ) لثورة 30 يونيو , الى الجلوس مع ولى نعمتهم وتلبية فروض الولاء والطاعة لامريكا . فهم حقا يمسكون العصا من المنتصف , لكن بشكل دقيق وحذر اكثر حذرا من ( ابو الفتوح ) وحزبه .
وهذا ما يؤكد معارضتنا لمقولة ( ان السلفيين خرجوا من الجحور بعد ثورة يناير ) فهم لم يكونوا فى جحور حتى يخرجوا منها . بل كانوا يلعبون السياسة ولكن بشكل مختلف غير الذى تعودنا عليه . السياسة بشكل قاعدى ( جماهيرى ) دون اللجوء الى الشكل السياسى ( المؤسساتى ) الا فى اضيق المواقف . لكن دعونا من كل هذا فهو مفهوم لكثيرين منا .
يطرح السلفيين انفسهم فى هذه الاوقات ( ومنذ سقوط الاخوان شعبيا وسياسيا ) على انهم البديل ( الشرعى ) الأمين على وحى الله وسنة رسوله .
ويعززون موقفهم بقولهم ( ان الشعب المصرى يريد ان يطبق شرع الله , وان فشل الاخوان لم يكن فشلا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا , بل فشل فى تطبيق شرع الله ) .
لكن الحقيقه ان الشعب المصرى لا يريد تطبيق الشريعه الا بقدر ما وصل له من مفاهيم وشعارات توحى بأن الشريعة هى مصدر سعادته وهى من ستنقذه من المشاكل التى يعانيها . فهو لا يريد تطبيق الشريعة فى حد ذاتها , بل يريد ثمار الشريعة التى يسمع عنها فى خطب المشايخ الرنانه والشعارات الدينية التى تلهب حماستة بجنة الدنيا بفضل تحكيم الشريعة .
السلفيين لا يدركون انهم يقعون فى نفس الخطأ الذى وقع فيه الاخوان . حيث انهم وعدوا الناس بتحقيق الجنه عن طريق وصولهم للحكم وكان وعدهم للناس اكبر من ان يحققه الاخوان , وسيكون اكبر من ان يحققه السلفيين من بعدهم .
#محمد_عادل_زكى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟