أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جورج كتن - حركة -كفاية- المصرية تتجاوز الأحزاب الأيديولوجية















المزيد.....

حركة -كفاية- المصرية تتجاوز الأحزاب الأيديولوجية


جورج كتن

الحوار المتمدن-العدد: 1238 - 2005 / 6 / 24 - 12:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الحركة المصرية للتغيير: "كفاية" قوة جديدة ظهرت على الساحة السياسية في مصر لم يتجاوز عمرها الأشهر منذ تأسيسها في آب من العام الماضي، ومع ذلك فقد تخطت في شعبيتها وفعاليتها العديد من الأحزاب الأيديولوجية القومية واليسارية الطاعنة في السن، والتي تعمل على الأقل منذ أوائل السبعينيات.
الجديد في الأمر شعارات ونشاطات وتركيبة وآليات عمل وعلاقات داخلية متطورة مكنت الحركة من التقدم على الأحزاب القديمة، حتى في المواقف السياسية التي لا تختلف كثيراً عن بقية الأحزاب، لكنها تطرح تحليلاً مبسطاً يمكن أن يفهمه أي مواطن: السبب الرئيس لعدم قدرة مصر والمنطقة العربية على مواجهة المخاطر والتحديات الخارجية هو الاستبداد الداخلي الشامل، مما يستدعي إصلاح سياسي ودستوري يصنعه المصريون بتحقيق تداول للسلطة وإنهاء احتكار الحزب الحاكم لها، وإلغاء حالة الطوارئ والقوانين الاستثنائية المقيدة للدستور، الذي يجب أن يعدل لانتخاب رئيس الجمهورية ونائبه بالاقتراع المباشر ولدورتين فقط، مع تحديد الصلاحيات المطلقة للرئيس مما يحقق فصل السلطات وسيادة القانون واستقلال القضاء، وتكافؤ الفرص ومحاربة الفساد والغلاء والبطالة، وإطلاق حرية تكوين الأحزاب والجمعيات وإصدار الصحف وتأمين حق التظاهر والإضراب، ورفع الوصاية عن أجهزة الإعلام والنقابات، كسبيل وحيد لبناء وطن حر يحقق التقدم والرفاهية للشعب ويعيد لمصر ما فقدته من دور في محيطها الإقليمي والدولي.
شارك في تأسيس "كفاية" ما لا يقل عن 300 من الرموز السياسية المصرية البارزة من مختلف التيارات والاتجاهات السياسية والفكرية والمهنية، فبيانها التأسيسي سياسي بامتياز، لم يحتج لتوحيد المواقف من المسائل الفكرية. والشروط الوحيدة لمنتسبيها أنهم مواطنون مؤمنون بالديمقراطية، وليس مهماً من أية طبقات أو أحزاب أتوا. استفادت "الحركة" من مناسبة اقتراب الاستحقاق الانتخابي الرئاسي لتطرح شعارات بسيطة رددها المواطنون العاديون بسهولة: "لا للتوريث والتمديد"، و"كفاية": للرئيس مبارك، وللظلم والتسلط والاستبداد والفساد، و"مش كفاية" للتعديل القاصر للمادة 76 من الدستور. وحشدت أعداداً كبيرة للقيام بمسيرات واعتصامات وتجمعات ناجحة لطرح شعاراتها وأهدافها...
ودعت لمقاطعة الاستفتاء على التعديل الشكلي للمادة 76 وطرحت مشروعاً لتعديل مقدم من 2000 من الشخصيات السياسية والنقابية ومن الكتاب والفنانين... ودعت للاعتصام تأييداً للمطالب المشروعة لاستقلال القضاة كمقدمة لإشرافهم الكامل على الاقتراع الرئاسي، ونفذت مظاهرات شبه يومية وأحياناً أكثر من عشر مظاهرات في اليوم الواحد في أكثر من مكان في مصر دون استئذان من أمن السلطة. وهي حركة لمرحلة سياسية واحدة وليست حزباً أيديولوجيا لكل المراحل، يمكن أن تخلي الطريق لشكل آخر من العمل السياسي في مرحلة تالية مختلفة.
ما يجمعها أهدافها السياسية المرحلية وهي أهداف محددة في مجال الانتقال الديمقراطي وليست برنامجاً حزبياً يتناول جميع قضايا المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أي أنها حركة تخصصية تركز على المسألة الأساسية الراهنة، حل العقدة التي يمكن أن تفتح الطريق أمام المواطنين المصريين للانطلاق لنيل حريتهم وحقهم في المشاركة في صنع القرارات التي تتعلق بتحسين أوضاعهم المعيشية وتنمية بلادهم، مع التركيز على حشد "الأغلبية الصامتة" التي لم تستطع الأحزاب تحريكها حتى الآن.
تعتمد "الحركة" في عملها على العلنية والشفافية واستخدام الطرق السلمية، وهي ديمقراطية في علاقاتها الداخلية، وتختلف في ذلك عن الأحزاب الأيديولوجية التي تعتمد على خضوع الأعضاء للنظام الهرمي التراتبي ولوحدة الفكر والإرادة والعمل ولنظام عقوبات تنظيمية، لتمتين المركزية وتأبيد القيادات. فأحزاب الأيديولوجيا من قومية ويسارية وإسلامية، رغم دعوتها للديمقراطية كنظام سياسي، إلا أنها لا زالت تتمسك داخل أحزابها بعلاقات بعيدة عن النهج الديمقراطي.
حركة "كفاية" تغلب العمل التطوعي وليس المحترف الذي تفضله الأحزاب، وتقوم بالتنسيب بأسلوب سهل وبلا تزكية من أحد لكل من يوافق على المشاركة في نشاطاتها، حتى أنها افتتحت ضمن موقعها الالكتروني نافذة لكل من يود الانتساب، يكتفي فيها بذكر إسمه وعمله ورقم هاتفه وبريده الالكتروني وعنوان إقامته، وهو استخدام مبتكر للشبكة الالكترونية التي وفرت منبراً للعمل السياسي ولحرية التعبير المقيدة في وسائل الإعلام الأخرى.
أعضاء "الحركة" لا يتوزعون على فرق أو حلقات أو خلايا أو شعب بل جميعهم أعضاء متساوون، ولا يدفعون اشتراكات مالية فالنفقات تغطى من التبرعات، ولا نظام للعقوبات، ولا اجتماعات دورية بل دعوات لاجتماعات تقريرية عندما تستدعي الحاجة، أو دعوات للمشاركة في نشاطات سياسية أو اجتماعية، ومؤتمرات عامة ومنطقية وتخصصية يحق لكل عضو حضورها مع حق التصويت، يحق لكل مواطن المشاركة فيها مع إبداء الرأي بالمسائل المطروحة. ولا قيادات في الحركة بل منسق عام –جورج اسحق- للمسائل الإدارية ونشر الأدبيات والتحضير للمؤتمرات، وناطق رسمي باسم الحركة –الصحفي عبد الحليم قنديل-، ولجان عمل يومية في كل منطقة، فالعلاقات داخل "الحركة" ومع المواطنين أفقية، وليست عامودية قيادية طليعية كما في الأحزاب المركزية. وتدعو "الحركة" للتنسيق والحوار مع الأحزاب المعارضة والبحث معها عن القواسم المشتركة في العمل من أجل التغيير الديمقراطي، وتجاوز الخلافات الثانوية التي تضيع التركيز على الشعارات الأساسية.
خطفت حركة "كفاية" الأضواء من الأحزاب الأيديولوجية القديمة، وتقدمت عليها في فترة زمنية قصيرة دون أي دعم خارجي، وأعلنت أنها حركة شعبية لا تريد التحول إلى حزب، إلا أن ذلك لا يستقيم برأينا مع الإعلان عن إمكانية الدخول إلى مجلس الشعب بقائمة موحدة، فالتركيز على مهمة تخصصية كحركة سياسية ضاغطة على النظام لإجراء التغيير الديمقراطي هو الذي يحافظ عليها كحركة شعبية، أما السعي لتمثيل الشعب في المجالس المنتخبة فيحولها إلى حزب ذو برنامج شامل، حتى لو أعلنت غير ذلك.
كما أننا نرى أن الانتساب السهل للحركة مع تجاوز الاختلافات الفكرية والسياسية، لا يعني أنه لن تنشأ خلافات ولو حول الشعارات وطبيعة النشاطات والمواقف السياسية التخصصية التي يجب اتخاذها، وهذا يعني ضرورة استيعاب التعدد في الرأي كأمر من الطبيعي حدوثه، بالاتفاق على لائحة داخلية تنظم العلاقات بين منتسبي "الحركة" وتحدد العلاقة بين الأغلبية والأقلية، وحق الرأي المخالف في النشر، وطريقة انتخاب المنسقين وتداول المسؤوليات... بطريقة تحافظ على العلاقات الأفقية وتمنع نشوء مراتب أو هرم تنظيمي.
أن متابعة حركة "كفاية" ودراسة آليات عملها من المفروض أنها مسألة تهم جميع الأحزاب الأيديولوجية القديمة التي تعمل للتغيير الديمقراطي في بلدانها، لتستطيع مقارنتها بأوضاعها الخاصة، وللبحث بأسباب فشلها في الوصول لقطاعات شعبية مبعدة عن السياسة، فلا يمكن الاقتصار على إلقاء اللوم في فشلها على الأنظمة الاستبدادية.



#جورج_كتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الأقليات في رؤية الإخوان المسلمين السورية
- نقد بقايا الأيديولوجيا ومفاهيم الحرب الباردة في وثائق حزب ال ...
- الهولوكوست اليهودي : حقيقة أم أسطورة
- حتى لا يكون المؤتمر القطري الأخير
- المجزرة الأرمنية المنسية في ذكراها التسعين
- هل يتسارع الإصلاح السوري السلحفاتي؟
- هواجس معارضين سوريين وعقدة عدم الاستقواء
- انعطافات هامة في حياة الأيزيديين
- الربيع السياسي السعودي
- الزلزال اللبناني - كرة الثلج الديمقراطية
- لكي لا تتكرر أحداث القامشلي
- المستقبل للليبرالية: سمة العصر
- أيمن نور بعد رياض سيف
- هل تنبع السياسة من صندوق الاقتراع أم من فوهة البندقية؟
- انتصاران عربيان للديمقراطية والسلام والتنمية
- عبر لبنانية برسم المعارضة السورية
- هل يقود إصلاح الأمم المتحدة نحو حكومة فيدرالية عالمية؟
- الحصاد الهزيل للإصلاح في -منتدى المستقبل-
- حلول جذرية لوقف التمييز ضد القبط
- انتهاء صلاحية الشعارات السياسية العربية للقرن العشرين


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جورج كتن - حركة -كفاية- المصرية تتجاوز الأحزاب الأيديولوجية