عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .
الحوار المتمدن-العدد: 4352 - 2014 / 2 / 1 - 21:10
المحور:
الادب والفن
أعود ولكن لا أعود
أعود ولكن أموت
بموتي أحيا وأجوب
لأن الحياة علمتني ألا أموت
ترقص الأشجار وتحلق الطيور
وتتأمل الصخور
أعود إلى الديار
كما تعود الأفراخ إلى الأوكار
وأغني أناشيد الحب بين مهاوي
الضياع
أعود ولكن لا أعود
وقبلة من الوادي جعلتني أعود
من بين الأجداث والقبور
أعود ولكن لا أعود
إلى عيون القرية الرقراقة
وشلالات واديها
وأحلام صباها
جعلتني أعود
من أجل ألا أعود
************
تنظر بعيدا
ومن حولك الحقول
وهي تعبق بالزهور
وتتنفس أريج الوادي
وتلتهم شفتيه الحمراء
المشتعلة كالأنوار
وهي تقتحم حلكة الليالي
وتحجر الفؤاد
أعود ولكن لا أعود
وقبلة من الوادي
جعلتك تعانق الديار
وتتنفس حفيف الأشجار
أعود ولكن لا أعود
وقبلة من الوادي
جعلتك تعود
من الممات إلى الحياة
وجعلتك ألا تعود
من الحياة إلى الممات
أعود ولكن لا أعود
وقبلة من الوادي
جعلتك تتنفس عبق الأيام
بين الطبيعة والأوهاد
تردده الحروف والكلمات
كلمات الحب والرجاء
والأمل الذي يسمو بالإنسان
وأنت تسير بمهل
فينتابك الوادي وهو يتلوى
بمكر
وهو يعانق الأشجار
ويداعب الحقول بدون مراوغة
ولا لبس
حب في حب
وأنت هم في هم
والطبيعة ما تعرف الغم
تناشد الحب والأمل
وتصفع الكرب
وتكنسه بصفير الريح
وتموجات اللحظة والحين
***********
تجلس على شرفة الوادي
وتعتلي الصخور
وتقول:
أيها الوادي قبلني
قبلني
باحمرارك أشعر
برعشة الحياة
تسري في الكيان
الذي ساده البوار
واقتحمته حلكة الظلام
وأبادته الوعود والأوهام
وحشرجات الحب الزؤام
وكلمات المكر والنفاق
أيها الوادي بك عدت إلى منهلي
بمياهك المتلاطمة عدت إلى أصلي
وودعت تيهي وضلالي
وها أنا أستفيق مداعبا وجنتاي
وأسارير الحياة
أعود ولكن لا أعود
وقبلة من الوادي
جعلتني أعود من أجل ألا أعود
*******************
تسح الأمطار
وتقصف الرعود
وتلتمع البروق
وتخور العجول
وتثغو الحملان
وتصمت الصخور
أما قلبي فينتابه الاطمئنان
وتسكنه بذرة الحياة
و هاهي أرض كرزاز
تعبق بالأريج
وتشهق بكلمات الراعيات
وهي تمشي خلف القطعان
التي سكنتها الأفراح
وامتلأت بطونها بالأعشاب
أعود ولكن لا أعود
وبعودتي أعود من أجل ألا أعود
أغني ثم أغني
وغنائي تقتحمه لجة الأمطار
وهي تهوي على مسودتي
وها أنا أغادر الصخرة
فأعود من أجل ألا أعود
#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟