هنية ناجيم
الحوار المتمدن-العدد: 4349 - 2014 / 1 / 29 - 19:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مؤسف ومبكي ومدمي واقع الوطن العربي المتشظي والسائر في طريق مزيد من التفتت، تطعنه العديد من المشاكل المفبركة والمجهزة للإنفجار من صنع الغرب، وبتطعيم، على المستوى المحلي، من أبناء الوطن ضعاف العقول والإنسانية، لتقضي على أي إمكانية، ولو صغيرة، لترميم التشظيات التي تتعرض لها خارطة الوطن العربي..
فزيادة على هول المشاكل التي يعاني منها الوطن العربي على المستويات الاجتماعية، الأمنية، الاقتصادية، الثقافية وغيرها.. ينضاف إليها مسألة الأمازيغية والكردية (...) على السواء. إذ يظلم الامازيغية والكردية (...) من يقوم بفصلهما عن القضية الانسانية المشتركة للوطن العربي، عندما نعزلهم عن مستقبل كل الوطن ونُساهم في تقزيمهم وحصرهم أمام كل المشاكل الاجتماعية، الاقتصادية والثقافية (...) المشتركة المطروحة.
أنظروا إلى نتائج الدعوات الطائفية التي تخالف الحقيقة الإنسانية التي خلقت على مبدأ الإختلاف، وما سببته من تناحر وتقاتل.. فلو كان من الطبيعي التناحر بسبب الإختلاف لما قام للكون شأن. وانظروا إلى العالم المتفتت هل يستوي قيام أي ركن من أركانه دونما الإعتماد على ركن آخر؟ هل لأي دولة أو فئة إمكانيات للإكتفاء الذاتي دونما اللجوء إلى ما للدولة الأخرى؟
وعندما نطالب بالحقوق لا يجب التفريق بين العربي والأمازيغي والكردي، كلنا شربنا وأكلنا وترعرعنا على أرض هذا الوطن جميعا، والحقوق يجب ان نطالب بها للكل، وليس لفضل أحد على أحد.. فالفرد العربي مختلط الأصول، والأمر يسري على كل بقاع العالم: في المغرب، العراق والعالم أجمع، ومن يدعو إلى الحقوق باسم طائفة معينة فهو متخلف عن انسانيته لأننا كلنا ننتمي إلى البشرية.
لقد تناسب العربي مع الكردي والأمازيغي.. وبالدعوات إلى تفتيت الحقوق، إلى من سننتمي؟ هل إلى الأمازيغ؟ أم إلى العرب؟ هل إلى الكردي؟ أم يجب أن نجتث جزء منا ليسير مع ما هو كردي، وجزء مع ما هو عربي، وجزء مع ما هو أمازيغي؟؟ الحق أيها الإنسان أن الأرض ملك للإنسان كله، وليس لفئة على أخرى، لا للحدود الأرضية، لا للطائفية، كلنا بشر، وكلنا من آدم، وآدم من تراب.
#هنية_ناجيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟