أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - ما الذي قاله رائف بدوي؟














المزيد.....


ما الذي قاله رائف بدوي؟


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 4349 - 2014 / 1 / 29 - 17:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نعم. ما الذي قاله رائف بدوي فعلاً؟
رائف بدوي حُكم عليه عام 2012 بالسجن سبع سنوات وسبعمائة جلدة في محكمة بالمملكة العربية السعودية.
وعندما استأنف الحكم قررت محكمة أخرى أن يُحاكم بتهمة الهرطقة والإلحاد!
ولأن تهمة الهرطقة والإلحاد، تهمة حقيقية في دولة يحكمها الكهنوت، يقبع رائف بدوي اليوم في سجون المملكة، ينتظر محاكمة قد تؤدي به إلى الإعدام.
ولكن ما الذي قاله وفعله رائف بدوي حقاً؟
ما الذي يجعله يستحق أن يواجه الحكم بالسجن وسبعمائة جلدة ثم تهمة قد تؤدي إلى إعدامه؟
هل قال إنه ليس مسلم؟ لا. لم يقل ذلك.
هل قال إنه ملحد؟ لا. لم يقل ذلك.
هل قال إنه يكفر بالله ورسوله؟ لا. لم يقل ذلك.
ما الذي قاله إذن؟
كل ما فعله أنه أنتقد هيئة الأمر والمعروف في المملكة، الشرطة الدينية التي أحالت حياة الشعب السعودي إلى جحيم. تجري ورائه بالسياط كي "يؤمن"!
هيئة وتفسيرها الديني، تخاف من المرأة. مرعوبة من هذه المرأة. من عقلها. من كونها أنثى. لذلك تصر عليها أن تُكفن في الحياة بالسواد. تصر عليها أنها ناقصة عقل. تصر عليها أنها قاصر. فتجرى ورائها، تزعق فيها إذا اظهرت جمالها، ثم تنقّض على عنقها لو اصرت أن تبرز عقلها ثم استقلالها.
ومع المرأة يعاني الرجل. يريد أن يكون إنسانا. يعيش إنساناً مع المرأة. لكن الهيئة تزعق فيه هو الأخر: " كن وحشاً كي تكون مؤمناً".
أي رب تؤمن به الهيئة؟ ثم في أي عصر تعيش فيه المملكة؟
هذا ما فعله رائف بدوي.
أنتقد هيئة الأمر والمعروف المملكة.
هذا ما فعله رائف بدوي.
حذر من التطرف الذي تنشره بعض الجامعات السعودية، وعلى رأسها جامعة محمد بن سعود. قال إن تلك الجامعة أصبحت وكراً للإرهابيين. ذكرني بجامعة الأيمان وفروعها التي أبتلينا بها في اليمن.
هذا ما فعله رائف بدوي.
انتقد الحظر الذي فرضته السلطات السعودية بضغط من المؤسسة الدينية على أي احتفاء بعيد الحب.
تخيلوا دولة ومؤسسة دينية، تمنع بالقانون وقوات الأمن شراء الورود الحمراء في عيد الحب!
تخاف من الورود؟
تخاف من الحب؟
وما ضيرها لو احتفت بالحب بدلاً من الكراهية.
هذا ما فعله الشاب المضيء بنور العقل!
قال إنه يحب الورود الحمراء. قال إنه مضيء بالمحبة.
ولهذا يواجه رائف بدوي الحكم بالألحاد والهرطقة.
لأنه أنتقد بشرا.
نخبة دينية تدعي أنها تتحدث باسم الله، وتقول إنها الله. ولذا من ينتقدها اصبح ملحداً!
هذا ما فعله رائف بدوي.
انتقد انتهاكات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ثم نبه إلى خطر التطرف، ذلك السرطان الذي دمر مجتمعاتنا وأفسد عقول شبابنا. وجعلنا نكره انفسنا، ثم نكره الإنسان بتنوعه والوانه الجميلة.
الأهم.
رائف بدوي انشأ في عام 2006 موقعاً اليكترونياً اطلق عليه إسم "الليبراليون السعوديون"، ترك فيه المجال حراً للنقاش حول مفاهيم الحرية، الليبرالية، الدين، ثم التفسيرات الدينية الممارسة في المملكة وإمكانية استبدالها بأخرى تنويرية.
لاحظ عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة، أن رائف بدوي لم ينتقد العائلة الحاكمة السعودية.
كان في الوقع يؤمن بإمكانية الإصلاح من الداخل. كان ينتقد انتهاكات حقوق الإنسان فيها، لكنه كان مقتنعاً أن هناك إمكانية للإصلاح.
كان على قناعة أنه بالإمكان إنهاء علاقة التحالف القائمة بين العائلة الحاكمة والمؤسسة الدينية الرجعية.
ولعله ظن أن هناك جانباً من العائلة المالكة يرغب فعلاً في التغيير.
لكنه على ما يبدو راهن على الفرس الخاسر.
موجة الاحتجاجات التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أدخلت الرعب في قلب النخبة الحاكمة في المملكة، فانقلبت على ذلك الجناح الصاعد.
تعرف يقيناً أنها مملكة من الرمال. يمكن أن تنهار بنفس السرعة التي انهار بها الاتحاد السوفيتي.
والنتيجة أن أي مساحة حرية كانت متروكة قبل 2011، اصبحت رجساً غير مرغوب فيه.
اغلقت السلطات موقع الليبراليون السعوديون، وقبضت على رائف بدوي، ثم أدخلته في السجون، واليوم يواجه تهمة الإلحاد!
من حق الملحد أن يؤمن بما يشاء. هذا حق اصيل للإنسان. حقه في حرية التفكير والمعتقد.
لكن قضية رائف بدوي لا علاقة لها بهذه القضية على الأطلاق.
الشاب المنير لم يقل قط أنه ترك دينه. لم يلحد. كل ما فعله أنه أنتقد ممارسات بشر، يعتبرون أنفسهم الهة. ولأن المؤسسة السياسية في المملكة هشة، تخاف من هبات الريح، انقلبت عليه.
إذن ما الذي قاله رائف بدوي؟
لم يقل أكثر من كلمة حق.
لا تعدموه من أجلها.



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاسم الغزالي وحقه في الإلحاد
- التغيير يبدأ بنا
- عندما أميتُ صلاة مختلطة، وأنا سافرة
- أربع نقاط
- كلنا وجيهة الحويدر!
- مسجد شامل، مسجد بدون تمييز!
- في ذكرى النكبة/تأسيس دولة إسرائيل:-لن أكره-
- نتحرر عندما نقرر أن نكسر الصمت وجدار الخوف في أنفسنا
- عن التحرش وحملة شوارع آمنة
- إلهام مانع - كاتبة وناشطة حقوقية - في حوار مفتوح مع القارئات ...
- -عن المرأة- في حديث مع الشيخ جمال البنا
- - خذلني الإسلام! -
- عن الآيزيدية 2
- لا. السنة النبوية ليست مقدمة على القانون
- عن الآيزيدية
- عن البهائية 2
- عن البهائية 1
- ما دمنا نتحدث عن حقوق الأقلية المسلمة في بورما..
- الإنسان فينا هو خلاصنا!
- لا لمرسي، و نعم لشفيق، رغم أنفه!


المزيد.....




- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...
- ” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ ...
- 21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا ...
- 24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل ...
- قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با ...
- قائد الثورة الاسلامية:غزة الصغيرة ستتغلب على قوة عسكرية عظمى ...
- المشاركون في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يلتقون قائد الثو ...
- استهداف ممتلكات ليهود في أستراليا برسوم غرافيتي
- مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - ما الذي قاله رائف بدوي؟