|
إبا ايجو -تمغارت اورغ- الاسطورة والحقيقة
أحمد اوبلوش
الحوار المتمدن-العدد: 4349 - 2014 / 1 / 29 - 15:58
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
ابا ايجو "تمغارت اورغ"..." ليست امرأة أسطورية...تمتلك قوى خارقة للعادة... هي عجوز أكلت من شبابها السنون...وامتزجت بسحنتها عطر أعشاب الزعتر والأركان...وعبق تراب وصخور تاجريفت "الاخصاص"...لم تنل من كبريائها قساوة الطبيعة ولا ضنك العيش وقلة ذات اليد...لم ينل من شموخها غدر الزمان ولاالاقصاء والتهميش و انحراف مخططات التنمية. لم تحلم يوما بالمخطط الأخضر، ولا بالمخطط الأزرق...فتكفيها اشراقات الشمس على كوخها المتواضع بدوارها المنسي هناك.. وراء جبال الأطلس الصغير...يكفيها قوس قزح "تسليت اونزار" لترسم بها وبكل ألوان الطيف...لوحات العشق السيزيفي والارتباط السرمدي بهذه الارض... ابا ايجو...ايتها القديسة... صرخاتك أمام بهو محكمة تيزنيت...هي صرخات قادمة إلينا من أقبية الزمن السحيقة... هي صرخة الظلم...صرخة العدالة الإجتماعية...صرخة الإنسان المسحوق عبر الأزمنة... هي صرخة سقراط بساحة "لاكورا" ضد ظلم المستبدين باسم الدين والسياسة... هي صرخة غاليليو...ضد الجهل والخرافة...هي صرخة الأم تريزا ضد الفقر...والفيلسوفة "هيباتيا" وصرخة بوتيوس وشيشرون، وابن رشد والحلاج وابي در الغفاري... كل هذه الأيقونات نالت حقها من البطش وصل حد الحرق، أو الاعدام، أو النفي أو التعديب حتى الموت...كلهم وقفوا في وجه الظلم والاستبداد مثلهم مثل "ابا ايجو". وقفوا ضد الاستبداد السياسي والديني والاقتصادي و الفكري والمذهبي...وناصروا قضايا الإنسان. مالذي يجعل "إبا ايجو" الفقيرة الأمازيغية المغلوبة على أمرها تستأثر بكل هذا الاهتمام؟ أليس في مغرب الاستثناء "إبا ايجوات كثر"؟ أليس ما تشهده محكمة تيزنيت إلا مشهدا ميكروسكوبيا لأوضاع العدالة وحقوق الانسان بمغرب الاستثناء؟ في اعتقادي ما يجعل هذه المرأة الشجاعة تستحق أن تكتب على صفحات تاريخ نضال الشعب المغربي ضد الحكرة والاستبداد والظلم هوما يلي: *عدم اعترافها بالعدالة الصورية في المغرب والانتفاضة ضد المحكمة قبل انتهاء النظر في الملف المحسوم أمره مسبقا، نظرا لتاريخ "بوتزكيت" وحنكته في ربح مثل هذه الملفات. *التعاطف الاعلامي والشعبي، والذي تجاوز الحدود الجغرافية للمغرب يجعل من أمثال "إبا ايجو" وهن كثر في مغرب الاستثناء، يبعث الامل في أن الشعب المغربي قادر على انجاز ثورته ضد الفساد والاستبداد آجلا ام عاجلا. *إن صرخة "إبا ايجو" ضد الظلم والاستبداد عرت بكل وضوح عورات الأحزاب السياسية العفنة والنخب الداعرة والمجتمع المدني المرتزق، على حساب معاناة البسطاء والمقهورين، إن كان على المستوى المحلي او الوطني. *إبا ايجو أعطت الضوء الأخضر لكل الضحايا المغلوبين على أمرهم للظهور مجددا والتكتل والتضامن ضد الطغيان والاستبداد. * "إبا إجو" ستخرج الغربان من جحورها وسينتشر المحللون السياسيون والباحثون الاجتماعيون وفقهاء القانون والمختصون في التحليل الاستراتيجي وسنسمع في القليل من الايام أنه: -تم عقد لقاء على اعلى مستوى مع هيئة المحكمة وبعد الاطلاع على الملف، والذي نعتقد انه في بدايته ، نود تطمين "إبا ايجو" على ان لدينا ثقة كاملة في استقلال القضاء وجديته وفعاليته لتأخد المحاكمة مجراها الطبيعي. -إن الاشكال القانوني هو أن "إبا ايجو" لم تحترم مسطرة الدفوعات الشكلية مما يجعل حظوظها ضعيفة أمام خصمها "بوتزكيت". -أن الوثائق والمستندات التي يتوفر عليها خصم "إبا ايجو" لها من الحجية القانونية ما يكفي لان تعتبرها المحكمة الموقرة أدلة دامغة لاخراج العجوز من كوخها المهجور. -إن قضية "إبا إيجو" هي قضية تخدم أجندات خارجية من طرف أعداء الوحدة الترابية والهوائية والمائية للمملكة، وهي قضية انسانية تم الركوب عليها لزعزعة أمن واستقرار البلد والتشويش على الانجازات العظيمة لحكومة السيد بنكيران وعلى ورش اصلاح منظومة العدالة. -إن "ابا يجو" تسعى من خلال ذلك الترشح لمنافسة "بوتزكيت" في الانتخابات الجماعية مستقبلا. - إن حركة "إبا ايجو" لا يمكن تصنيفها الا ضمن الحركات الاحتجاجية الممنوعة في المغرب كحركة 20 فبراير والتي تستعد لاحياء السنة الثالثة من ميلادها في القريب من الايام.
اعذرينا "إبا اجو" ان لم نستطع التضامن معك و التحاف الارض بقرب معتصمك ..واقتسام ازيز برد يناير اللافح بجانبك... اعذري جبننا لاننا لم نستطع يوما الصراخ كما صرخت أنت أمام الظلم والإستبداد... اعذري كبرياءنا الزائف لاننا لم نستطع التمرغ في التراب صونا لكرامتنا الممتهنة كل يوم كمت فعلت... اعذري صمتنا المخزي واحتفاليتنا الماكرة بالتظاهر والتضامن بالمسيرات والصور...والتي سرعان ما ستنسى في القليل من الايام.. حين تعودين منتصرة إلى منزلك هناك... أتمنى أن تشرق عليك الشموس...وأقواس قوس قزح...وأصوات العصافير...كل صباح... أمام بيتك المغتصب هناك...بقريتك المنسية بأطراف "الاخصاص"... تزورك نساء القرية كل مساء...يتبرك بيديك الكريمتين الأطفال وشباب القرية... قد يتغنى بك الشعراء "كخربوشة" و "زبيدة" و "سعيدة "الشهيدة... وسيقال عنك: "هذه هي المرأة التي انتفظت في وجه بوتزكيت...هذه هي المرأة التي اسقطت نظام الاستعباد والظلم والاستبداد في قريتها "تجاريفت" الاخصاص..." هذه هي "تمغارت اورغ" الاسطورة والحقيقة.....
*تمغارت اورغ : "أمرأة من ذهب" اسطورة امازيغية من نسج المخيال الشعبي الامازيغي
#أحمد_اوبلوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إبا ايجو -تمغارت اورغ- -إمرأة من ذهب-
المزيد.....
-
وسط ترقب لرسالة أوجلان.. ماذا يريد حزب -ديم- الكردي من زيارة
...
-
تركيا تشترط القضاء على حزب العمال الكردستاني لإعادة النظر في
...
-
مراقبون للشأن اللبناني: مهاجمة المتظاهرين السلميين عمل مشين
...
-
إضرام النار في الجسد: وسيلة احتجاجية تتكرر في تونس بعد 15 عا
...
-
حصيلة عمل فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب بمناسبة اختتا
...
-
افشال السياسة العنصرية لترامب واسرائيل بحق الفلسطينيين مهمة
...
-
الحزب الشيوعي يرفض اتفاق إنشاء قاعدة عسكرية روسية في السودان
...
-
-ميول إسلاموية- ـ المشتبه به يقر بتعمد دهس متظاهرين في ميوني
...
-
كلبة الفضاء السوفييتية -لايكا- تشارك في -يوروفيجن 2025-
-
جبهة البوليساريو تنفي تواجد مقاتلين تابعين لها في سوريا
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|