أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - جم حمام ..6..(اوراق على رصيف الذاكرة)














المزيد.....

جم حمام ..6..(اوراق على رصيف الذاكرة)


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4349 - 2014 / 1 / 29 - 11:37
المحور: الادب والفن
    


كانت  جلسة مع مظفر في جيكوسلافاكيا .. قال الامر معلقا .. ثم أضاف: كنت ملحقا عسكريا هناك وبحثت عنه وعن الجواهري وحرصت على بناء علاقة صداقة معهم لأنهم يمثلون عندي نبض العراق المهاجر...!! لكن هذا الكاسيت كاد أن يقودني الى مصير مجهول!!
سحب نفسا عميقا من سيجارته وأطال النظر الي ثم قال: لا أدري لماذا أثق بك وأحكي لك هذه القصة.. لكنني أرويها لك طالما أنك لست ممن يكتبوا التقارير!! اضافة الى ثقتي بك...
كنت قد أسمعت القصيدة لأحد أصدقائي المقربين وبعد إسبوع رن جرس التلفون وكان على الطرف الاخر ناظم كزار!!!
كنت في حينها  أشعل منصب ضابط التوجيه السياسي في قاعدة الحبانية الجوية.. قال أبوحرب وهو يأمرني: عقيد س تعال الان فورا واجلب معك الكاسيت!!... اتصلت بعائلتي مودعا وتوجهت الى هناك على الفور.. وجدته جالسا ومعه صدام حسين !!
علق صدام وهو يضحك : لقد أمعن مظفر بشتمنا بل لقد قام بحرق أجدادنا!!
أضاف : كان مظفر ضمن مجموعة من الكفاح المسلح في أهوار الجنوب.. القي القبض عليه وقد أعدم معظم أفراد مجموعته لكنني طلبته ورجوته أن يقبل بمنصب عال لكنه اعتذر وحين طلبت منه أن يطلب ما يريد طلب جواز سفر ووعد بأن لا يتعرض لنا فأعطيته 600 دينارا ومسدس وجواز.. أخذ الجواز واعتذر عن استلام المبلغ والمسدس....
قال الامر: أمر باستنساخ الكاسيت وأعاده لي .. في لحظة نرجسية كانت تطفو على السطح من حين لاخر !! لكنني نقلت بعد يومين من وحدتي...
احمر قرص الشمس وتوارت خلف كتف النهر المقابل.. تنفست الصعداء وأنا أوشك أن أودع يوما آخراً  من أيام القلق وأحداثه الموحشة..كان الماء ينساب  صافيا مسرعا وكانت الأسماك لا زالت تتصارع بين الحين والآخر على قطعة من الخبز وهي تطفوا .. 
جاء احد الجنود ب شبكة وألقاها على ذلك الطعم فاصطاد كمية لا بأس بها من تلك الأسماك وسوف تشوى لنا في جلسة المساء..
لولا ذلك القلق المزمن مما تخبئه الأيام لكانت الحياة في ذلك الجحر المطل على نهر الوند عزلة لذيذة.. وتخلصا من الفوضى التي رافقت تلك الحرب العبثية..وكانت بالنتيجة تمرينا لمواجهة ما أعقبها من مصائب ..!! 
كان العقيد س رجلا يمتلك حسا شعريا  وروح دعابة ودرجة متواضعة من الثقافة. وقد أضافت له فترة تحرره النسبي خارج العراق وصداقته البعض من رموز العراق الثقافية المهاجرة قدرا مضافا من تلك الثقافة والمعرفة..
روى لي مرة ساخرا، أنه كان قد حضر دعوة لرئيس أركان الجيش العراقي والوفد المرافق له من قبل قرينه الجيكوسلفاكي في أحد المطاعم.. وقد استشاط غضبا صاحبنا حين لمح أحد ضباطه يراقص فتاة في المطعم في الوقت الذي قام الرئيس المضيف برفع كأسه وهو يقف تحية للمغنية التي وقفت على المسرح لأنها ابنة مدينته !!
كان يعيش أيضاً  حالة من القلق والخوف وعدم الرضا من خلال مكانته الحزبية القيادية والحذر من اتهامه بالتهاون حين يشكو من الأمراض التي كان يحملها !! أما مسألة الرأي بجدوى تلك الحرب وما سيتمخض عنها فكانت بالنسبة له خطا أحمر لا يسمح بمناقشته إطلاقا.. تعمدت في أحد الأيام أن أسأله عن مستقبل تلك الحرب حين أخبرته بأن عبد الوهاب البياتي رفض أن يكتب قصيدة بمدحها مبررا بأن شعره يترجم الى لغات أخر، وقد تسائل البياتي؛ غداً وحين يتصالح المتحاربون ، ماذا سيكون مصير قصيدتي التي سأكتب؟؟ قفز الامر وكأن عقربا قد لدغته وهو يشير الي بالسكوت .. كان يتلفت يمينا وشمالا علما أننا كنا جالسين لوحدنا في ذلك القبو...
كانت تنتابه حالات من الوجوم والحزن وهو يستمع للجندي الذي كان يغني ..
لقد  فاجأني في إحدى الليالي بعد أن حكى لي شيئا من معاناته وغنى بنبرة حزينة إحدى القصائد التي أدمنتها:
ياهيه يا طور الحزن
موالك يفزز حنين الروح
اويبجيني !
ياهيه ذبوني طفو
هفتوا جمر اسنيني
ياهيه 
جنت الوي الوكت
تالي الوكت يلويني..

يتبع
 
 



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جم حمام ..5 ..( اوراق على رصيف الذاكرة)
- جم حمام ..4 ( اوراق على رصيف الذاكرة)
- الانتخابات تطرق الأبواب
- تداعيات
- يانديمي...
- جم حمام 1 (أ) .. اوراق على رصيف الذاكرة
- بين سبيلك و ميركه سور 11.. ( اوراق على رصيف الذاكرة)
- جم حمام 3 ..( اوراق على رصيف الذاكرة)
- جم حمام 2 ..(اوراق على رصيف الذاكرة )
- جم حمام 1..( اوراق على رصيف الذاكرة )
- يا نديمي
- ماذا اسميك
- رواتب البرلمانيين في العراق
- الجراد
- يوم القيامة
- بين سبيلك و ميركه سور 10
- مات اليسار
- بين سبيلك و ميركه سور 8 (اوراق على رصيف الذاكرة)
- بين سبيلك و ميركه سور 9 ( اوراق على رصيف الذاكره)
- اوراق على رصيف الذاكرة. بين سبيلك و ميركه سور 6


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - جم حمام ..6..(اوراق على رصيف الذاكرة)